بقلم فهاد السهو
كلنا الغني منا والفقير صغيرنا وكبيرنا صرنا نملك ما يسمى بالجهاز الذكي سواء كان أبل أم جالكسي أم غيرها كلُ على حسب مقدرته المادية ولا يمكن لأحد الآن وفي عصرنا هذا الاستغناء عن هذه الأجهزة، خاصة أن جزء كبير من الناس يستخدمون تلك الأجهزة في أعمالهم اليومية وهذا جانب إيجابي
ولكن الجديد في الأمر وهو بصراحة من الجوانب السلبية والمضرة.
ومن الملاحظ أيضًا أن فئة من فئات الشباب أصبحوا يعيشون في ما يسمى بالعالم الافتراضي وهو ما يعني تعلقهم بتلك الأجهزة إلى حد الثمالة لدرجة أن بعضهم يجلس معك في نفس الغرفة بجسده وهو بعيد جداً بعقله ووجدانه وتركيزه عن محيط تلك الغرفة، وهذا يعد أمرًا خطيرًا بل يعد مرضًا جديدًا ومن أعراضه الصمت والعزلة وحب الوحدة مما يتسبب بأمراض خطيرة وفتاكة في المجتمعات العربية والإسلامية.
فما يسمى بألعاب (القيمز) هي من يجذب الشباب إليه بطريقة جنونية وسريعة حتى أنهم يجلسون بالساعات الطويلة مع تلك الألعاب التي لا تخلو من الانحلال الأخلاقي وتصوير المجتمعات الإسلامية والعربية بصور خبيثة ومتغيرة ومتحررة وبلا قيود ناهيك عن المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي سببتها هذه الأجهزة أو الألعاب من حيث مشكلات الطلاق وتفكك الأسرة في مجتمعاتنا.
ومن حيث الجانب الاقتصادي فقد أخذت هذه الألعاب جل وقت الشباب ولم يعودوا حريصين على الدراسة أو التحصيل العلمي أو حتي أن يكونون من المقصرين في عملهم مما ينعكس على قلة الإنتاج والإبداع وحب العودة بسرعة إلى هذا العالم الافتراضي.
ولقد علمنا ديننا الإسلامي أن ما يسمى بالاعتدال والوسطية في الأمور كلها هو رأس الحكمة في كل شيء فالحكمة ضالة المؤمن أنا وجدها قال تعالى (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) لقد اصطفانا الله عز وجل كمسلمين على الأمم فلابد أن نسلك الطريق القويم في الاعتدال في الأمور كلها فنأخذ ما هو إيجابي ونترك ما هو سلبي ومضر لديننا ولمجتمعنا، كما أن الشباب هو الذي تعتمد عليه الأمم للنهوض بها إلى مستقبل مزدهر ومتطور، ومن غير الاهتمام بهذه الفئة وتدريبها تتراجع المجتمعات وتتخلف عن الباقي، وفي الأخير ندعو الجمعيات والمراكز والدول إلى الاهتمام باستثمار الشباب فهم الاستثمار الحقيقي والبناء المتين والسد المنيع للدول والمجتمعات.
