مع إقتراب بطولة الدوري الممتاز الكروي لموسم 2020 – 2021 من خط النهاية ، نؤكد ان هذه البطولة هي الاغرب على مستوى العالم دون استثناء ، وليس لها مثيل على مستوى اتحادات الكرة الوطنية في جميع قارات العالم .
فبعيدآ عن إستمرار البطولة حتى الان وعدم انتهائها ، بالرغم من ان هذه هي البطولة المحلية الوحيدة التي لم تنته من الموسم العالم كله، فهي أيضآ تعتبر هي الاغرب والاكثر نشاذآ وشذوذآ في لوائحها ، وكاننا نقوم بتاليف وتحريف اللوائح ، وهو مايجعله يستحق الاوسكار في اختلال المعايير واللوائح .
وهذا الامر ليس محض إفتراء أو تجني ، ولكنها الحقيقة بأبسط صورة لها دون تجميل ، فبطولة الدوري المصري تعاني من شذوذ واضح ، فقد أجرينا الكثير من البحث حول القواعد والاسس التي تحكم بطولات الدوري في معظم دول العالم ، خاصة فيما يتعلق بحسم بطل المسابقة ، وكذلك تحديد مصير الفرق الهابطة للدرجة الادني من الاولى للثانية .
ووجدنا بعد البحث أن الدوري المصري الوحيد هو الذي تختلف فيه قاعدة حسم البطل ، عن نظام تحديد الفرق الهابطة ، وهو امر غريب ولايوجد الا في ملاعبنا ، وهي لوائح من تأليف الاتحاد المصري بجدارة واستحقاق ،ولانبالغ اذا قلنا انه من الممكن ابطال هذا الموسم بالنسبة للدوري إذا قام أي ناد بتقديم شكوى للاتحاد الدولي لكرة القدم ” فيفا “
والسبب في هذا بسيط للغاية ، وهو أن أي اتحاد لاي لعبة في العالم يحدد قواعد حسم البطل ، وتكون هي ذاتها القواعد التي تحسم الفرق الهابطة للدرجات الادني ، وذلك توفيرا لابسط قواعد تكافؤ الفرص والمساواة بين الاندية بغض النظر عن وضعها في جدول الترتيب .
“الدوري الانجليزي “
فلو نظرنا للدوري الانجليزي الممتاز ” البريميرليج ” نجد أن اذا تساوى فريقان أو أكثر في عدد النقاط على مستوى القمة أو الصدارة تكون القاعدة الاولى هي فارق الاهداف ، والذي يملك فارق اكبر من الاهداف يتم تتويجه ، ولكن ماذا اذا حدث وتساوى الفريقان في فارق وعدد الاهداف ، يتم اللجوء الى اللعب النظيف ، والفرق الاقل حصولا على بطاقات صفراء او حمراء يتم تتويجه باللقب ، ولايوجد اختلاف في الدوري الانجليزي بالنسبة للقمة والهابطين ، فهي ذاتها نفس الاسس والمعايير .
“الدوري الاسباني “
أما الدوري الاسباني ” لاليجا ” فأذا تساوى فريقان في عدد النقاط على مستوى القمة او القاع فان العامل الحاسم هنا هو اللجوء الى المواجهات المباشرة بين هذه الفرق ، سواء على مستوى الفائز باللقب او الهابط للدرجة الادني ، واذا تساويا في المواجهات المباشرة ، يتم اللجوء الى فارق الاهداف في مواجهتهما معا ، ثم فارق الاهداف بوجه عام ، وهناك تكافؤ فرص بمعني ان الفائز باللقب يتم حسمه بهذه القواعد ، ونفس الامر بالنسبة للفرق الهابطة.
“الدوري الايطالي “
وبالنسبة للدوري الايطالي ” الكاليتشو ” فالقواعد في القمة والقاع هي دون اختلاف بمعني اذا تساوى فريقان في عدد النقاط يتم اللجوء الى نقاط المواجهات المباشرة بين الأندية التي تساوت في عدد النقاط ثم يتم اللجوء الى فارق الأهداف في المباريات التي لُعبت بين الأندية التي تساوت في عدد النقاط ، ثم فارق الأهداف بوجه عام ، ثم أكبر عدد تم تسجيله من الأهداف ، واخيرا إقامة مباراة فاصلة إذا كانت حتمية من أجل تحديد الفائز، الفريق الهابط أو المشارك في بطولة أوروبية، وفي حال استمرار التعادل يتم إجراء قرعة.
“الدوري الفرنسي “
وعلى صعيد الدوري الفرنسي يتم تطبيق المعايير الآتية في حال التساوي في عدد النقاط يتم اللجوء الى فارق الأهداف بوجه عام ، ثم اكبر عدد من الاهداف تم تسجيله ، ثم إقامة مباراة فاصلة إذا كانت حتمية لتحديد الفائز باللقب، الفريق الهابط أو المشارك في بطولة أوروبية، والبديل في حال استمرار التعادل هو إجراء القرعة.
” الشمبيونزليج “
وبالنسبة لبطولة دوري ابطال اوروبا ففي مرحلة المجموعات ، يتم تقسيم الأندية إلى مجموعات مكونة من أربعة فرق، ويتم ترتيبهم بحسب عدد النقاط، ويتأهل أصحاب المركزين الأول والثاني إلى أدوار خروج المغلوب، وبالنسبة لصاحبي المركزين الثالث والرابع يرحل أحدهما إلى مسابقة الدوري الأوروبي ويودع الآخر المسابقات القارية نهائياً ، ولكن في حال تساوي أكثر من فريقين في عدد النقاط يتم ترتيب جدول المجموعة على النحو التالي :
يتم اللجوء الى قاعدة المواجهات المباشرة بين الأندية التي تساوت في عدد النقاط ، ثم فارق الأهداف في المباريات التي لُعبت بين الأندية التي تساوت في عدد النقاط ، ثم اللجوء إلى عدد الأهداف التي تم تسجيلها في المباريات التي لُعبت بين الأندية التي تساوت في عدد النقاط في كل المباريات ، ثم اللجوء إلى عدد الأهداف المسجلة خارج الأرض في المباريات التي لُعبت بين الأندية التي تساوت في عدد النقاط
“الدوري السعودي “
وحتى لو انتقلنا لدوريات العربية واخذنا مثال من الدوري السعودي نجد انه هناك معايير واحدة ولااختلاف فيها سواء على مستوى القمة او القاع ، فالفاصل دائما هو أعلى عدد من النقاط في مباراة أو مباريات الفريقين أو الفرق المتعادلة فيما بينها ، ثم أعلى فارق أهداف (ماله من أهداف ناقص ما عليه) في مباراة او مباريات الفريقين أو الفرق المتعادلة فيما بينها، دون احتساب أفضلية التسجيل خارج الأرض ، الفريق الأكثر تسجيلًا للأهداف في مباراة او مباريات الفريقين أو الفرق المتعادلة فيما بينها، دون احتساب أفضلية التسجيل خارج الأرض ، و في حال استمرار التعادل بين فريقين أو أكثر من الفرق المتعادلة بعد تطبيق الفقرات من 1 – 3 من هذه المادة يتم إعادة تطبيق الفقرات من هذه المادة مرة أخرى فقط على مباريات الفريقين او الفرق المتساوية:
” الدوري المصري “
وبعيدا عن كل هذه اللوائح التي تجبر اتحاداتها على التعامل بمعايير وقواعد ثابتة سواء في القمة او القاع ، نجد ان الاتحاد المصري لكرة القدم يغرد خارج السرب ، بلوائح مختلفة ، بمعنى ان هناك اختلاف واضح في القواعد واللوائح التي تحسم الفريق المتوج باللقب ، وتلك التي تحدد الفرق الهابطة للدرجة الثانية او الادني بوجه عام ، فلو تساوى فريقان او اكثر على المركز الاول يتم اللجوء الى المواجهات المباشرة بين هذه الفرق ، ولكن اذا كانت هناك فرق تتنافس من اجل البقاء والهروب من الهبوط فان القواعد تتغير !
وهذه حقيقة الخلل في لوائح الاتحاد المصري ، فبالنسبة للفرق في القاع يتم حسم الامر بينها على اساس فارق الاهداف بوجه عام ، ولايكون للمواجهات المباشرة اي تاثير ، وهنا يتضح مدى الخلل والانحراف في المعايير ، وبالتالي عدم تكافؤ الفرص ، وهو الامر الذي ينسف أسس الموضوعية ويبطل المسابقة من جذورها بأقل شكوى يتقدم بها أي ناد .
ناهيك كما قلنا من قبل ان الدوري المصري هو الوحيد الذي لم ينته حتى الان على مستوى العالم من الموسم الماضي ، وفي المقابل تستعد كل الاتحادات الوطنية في العالم لاطلاق مسابقة الدوري للموسم الكروي الجديد 2021 -2022 .
كما ان اتحاد الكرة هو الوحيد على مستوى الاتحادات في العالم الذي لم يستطع حسم امر الفرق المشاركة في البطولتين التابعتين للاتحاد الافريقي لكرة القدم ” دوري الابطال والكونفدرالية ” بشكل عادل وهناك اعتراضات من العديد من الاندية التي تحتل من المركز الثالث للسادس ، مثل المصري وبيراميدز و الاتحاد السكندري وسموحة ، وذلك بالرغم من ان اتحاد الكرة اعلن وقام بتسمية الفرق التي ستمثل الاندية المصرية في البطولتين الموسم القادم ، ولكن هناك اندية ترى ان هناك ظلم خاصة ان بطولة الدوري لم تنته بعد وهي الاساس في تحديد الفرق المشاركة ، وليس على حسب المزاج او الهوى .
ولهذا عندما نؤكد ان اتحاد الكرة المصري يقوم بتاليف لوائح واسس لانظلمه او نتجنى عليه ، ولكن الشواهد كلها تؤكد هذا الامر ، وقدمنا الادلة من مختلف دوريات العالم اوروبية وعربية على حد سواء ، ونتحدى ان يكون هناك شبيه للوائح متناقضة مثل التي توجد في الاتحاد المصري لكرة القدم