تواصل الدائرة الأولى إرهاب المنعقدة في محاكم طرة، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، الاستماع لمرافعة نيابة أمن الدولة العليا في إعادة إجراءات محاكمة محمود عزت القائم بأعمال مرشد جماعة الإخوان في قضية “التخابر مع حماس” المقيدة برقم 56458 لسنة 2013.
وأختتم طارق جودة ممثل نيابة أمن الدولة مرافعته قائلا “تلك كانت وقائعُ دعوانا، وهذا كان دليلُنا على اقترافِ المتهمِ لها، وفي النهاية لا يسعنا إلا القول، أن الاخلاصَ للأوطان لا يُطلب، بل يجري من ابن آدم مجرى الدماء، يغرس في القلوب معاني الفداء، هذا الإخلاصُ الذي شاء اللهُ، أن ينتشر في كافة ربوع مصر والأرجاء إذا ما سُئل مجموعة من المصريين عن تعريف الوطن، لن يجمعوا على تعريفٍ محددٍ له، فمنهم من سيقول أنه الأرضُ والسماءُ والهواءْ، وآخر سيجيبُ أن الوطنَ هو الأهلُ والناسْ، وثالث سيردد أنه العرضْ، وجميُعها إجاباتٌ صحيحةْ، فالوطنُ هو الأرضُ بما عليها ومن فيها والأرضُ هي العرضْ وأرضُنا هي بلادُنا هي محفظةُ روحُنا هي مصر.
مصرُ بحدودها التي اقُتحَمت ببحريْها ونيلِها بزرعِها ورماِلها بوديانها وصحرِائها، مصر التي تربينا في خيرِها وفي أنحاِئها نشأنا مصرُ التي نُدين لها بالعرفانِ والجميلْ، ولكن أيعي “السيد محمود عزت” معنى الوطنْ فما الوطن وفقاً لمفهومه وجماعته؟، نجدُ الإجابة في رسائل سيدهم حسن البنا، تلك الرسائل التي يتخذها أعضاء الجماعة دستوراً لهم ، لنقف على مفهوم جماعة الإخوان للأوطان، وإليكم سيدي الرئيس جانبٌ منها، ” أننا نعتبر حدود الوطنية بالعقيدة.. وهم يعتبرونها بالتخوم الأرضية والحدود الجغرافية”، وأضاف ” ودعاة الوطنية لا يعنيهم إلا أمر تلك البقعة المحدودة الضيقةمن رقعة الأرض” مفهومٌ فاسد فالوطنُ عندهم لا يعدو كونه حفنةً من ترابٍ لا قيمة لها
تناست جماعة الإخوان قولُ خيرُ الأنام النبي ﷺ مودعاً مكة “وَاَللَّهِ إنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إلَى اللَّهِ، وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ” عَنْ عبداللَّهِ بْنِ عَدِيِّ ابْنِ الْحَمْرَاء. رَوَاهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ، صدق رسول الله ﷺ.
لا يتبقى لنا الآن .. سوى أن نطالبكم بتوقيع أقصى العقاب على المتهم الماثل، جزاءٌ بجزاء، فقد أتى أخبث الفعال وارتكب أبشع الآثام، فقد خان خان مصرَ شعباً ووطناً، مُتناسياً فضلُ بلادِه عليه بلادُه، التي نشأ وترعرع على ترابها
وروى عطشه من مائها، ودرس وتعلَم في مدارسها وجامعاتها، وعاش في أمنٍ وأمانٍ بدماء حُراسها، فقابل العرفان بأفعالِ اقشعرت منها الأبدان، أفعالٌ تجلى فيها بأبلغ المعاني خيانة الأوطان، فالوطن بشعبه وأماكنه وتفاصيله عليه هان، باعه لقاء رشفة من جاهٍ وسلطان أفنى عمره في جماعةٍ نهشت في جسدِ مصر جماعةٌ خانت وتخابرت على مصر جماعةٌ قتلت أبناءَ مصر جماعةٌ روعت شعبَ مصر.
جئناكم اليوم بمتهم خلى قلبه من حبِ مصر بل خلى جسده من أي قلب مُتهمٌ اتخذ العنف سبيلا وخيانة الأوطان منهجا صفتان تجتمعان بأعضاء جماعة الإخوان، فما بالكم بمن بلغ في سماءِ هيكلها العنان إلا أن اللهَ عز وجل كشف الأسرار، وجىء به لمحرابكم بعد أعوام من الفرار، ليلقى جزائه المحتوم كسابقوه الخوان.
تعلقت أنظارُ أبناءَ هذا الشعب بكم، بل تعلقت آماله، فأغيثوا من استغاث بكم، أغيثوه بقوةِ الحق أغيثوه بقوةِ القانون، فلا تأخذكم بالمتهم الماثل شفقة ولا رحمة، ولا تأخذكم بشيخوخته وعجزه رأفة، فلم يرحم ولم يشفق ولم يرأف
فقد شاخ وهرم، على العنف والتخريب، على القتل والترهيب، على العمالة والخيانة والآكاذيب.
فليكن في حكمِكم ما يردع كل من ابخس حق هذا الشعب كل من استهان بدماءه كل من اراد تمزيق نسيجه كل من خطط لخراب هذا البلد وانتهاك حرمات أهله، غير عابئ بحرمة دين أو مصلحة وطن، وطنُنا الذي لطالما بإذن الله كان و سيظل آمنا لكافة أهله و كان لأمنه أسبابا من أناسٍ سخرهم الله لحمايته باذلين أرواَحهم فداءُ له ومن قضاةِ حقٍ قضاؤهم نافذ يطبقون صحيحَ القانون على كل من تسول له نفسه العبث بأمنه فيا قاض الحق اقض بما انت قاض
فانا لقضائكم راضون و انا بعدلكم لواثقون.
واختتم مرافعته بكلمات الذكر الحكيم بسم الله الرحمن الرحيم “وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ” صدق الله العظيم.
تعقد الجلسة برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي وعضوية المستشارين رأفت زكي وحسن السايس، وطارق جودة ممثل نيابة أمن الدولة العليا، وبحضور حمدي الشناوي الأمين العام لمأمورية طرة، وسكرتارية طارق فتحي.
وجاء في أمر إحالة المتهم محمود عزت بالقضية، أن النيابة العامة تتهمه بقيامه وآخرين، سبق الحكم عليهم، بالتخابر مع من يعملون لمصلحة منظمة مقرها خارج البلاد -التنظيم الدولى الإخوانى وجناحه العسكرى حركة المقاومة الإسلامية حماس- للقيام بأعمال إرهابية داخل مصر.
وأضاف أن المتهم السادس بأمر الإحالة “محمود عزت” اتفق وآخرين مع المتهمين من الحادى والثلاثين وحتى الرابع والثلاثين بأمر الإحالة على التعاون معهم فى تنفيذ أعمال إرهابية داخل البلاد وضد ممتلكاتها ومؤسساتها وموظفيها ومواطنيها بغرض إشاعة الفوضى وإسقاط الدولة المصرية وصولا لاستيلاء جماعة الإخوان على الحكم بأن فتحوا قنوات اتصال مع جهات أجنبية رسمية وغير رسمية لكسب تأييدهم لذلك، وتلقوا دورات تدريبية إعلامية لتنفيذ الخطة المتفق عليها بإطلاق الشائعات والحرب النفسية وتوجيه الرأى العام الداخلى والخارجى لخدمة مخططاتهم.