مقالات

حسن الخلق ..والأداب العامة

بقلم – وليد محمد عبد اللطيف

أن من أبسط مايجب أن يتحلي به الأنسان هو حسن الخلق والاداب العامة في حياته الشخصية ، فإن حسن الخلق من أحد أسباب الرزق الواسع ، وأن مايميز الآنسان عن سائر المخلوقات هو حسن الخلق وتداركه ، ولنا في رسول الله قدوة حسنة في ذلك قال صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ مِن أحبِّكم إليَّ وأقربِكُم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسنَكُم أخلاقًا) (حديث صحيح)

يزداد جمال الإنسان حين يتحلّى بالأخلاق الفاضلة التي تُجمّله وتجعلهُ أكثر قُرباً من الآخرين وأكثر قُرباً من ربّهِ أيضاً، فالأخلاق هيَ منظومة مُتكاملة لا تتجزأ، على الشخص أن يلتزمَ بكلّ تفاصيلها حتّى يكونَ فاضلاً وذا خُلُقٍ حسَن، فلا يُعقل أن يكونَ أحد الناس موصوفاً بمحاسن الأخلاق وهوَ كاذب، بمُجرّد أنّهُ كريمٌ أو لطيفٌ وحسنُ المعشر؛ فالكذب أو غيره مثلاً هوَ نقطة الخل التي تفسد حلاوة العسل، فعلى من أراد أن يسمو بخلقه أن يتحلّى بجملة من الأخلاق الحسنة معاً..
صفات حسن الخلق ….

  1. أن يكون الإنسان كثير الحياء، قليل الأذى.
  2. كثير الصلاح، صدوق اللسان قليل الكلام.
  3. كثير العمل، قليل الزلل، قليل الفضول.
  4. براً وصولاً، وقوراً، صبوراً، شكوراً، راضياً، حليماً، رفيقاً، عفيفاً، شفيقاً.
  5. لا لعاناً ولا سباباً، ولا نماماً ولا مغتاباً، ولا عجولاً ولا حقوداً ولا بخيلاً، ولا حسوداً.
  6. بشاشاً هشاشاً، يحب في اللّه، ويرضى في اللّه، ويغضب في اللّه.

ماهي ادعية حسن الخلق….

  • لكي يصل الإنسان إلى هذة المرتبة الايمانية لابد من التضرع لله بالدعاء فقد كان النبي “صلى الله عليه وسلم”يسأل الله تعالى حسن الخلق، فروى أحمد في المسند من حديث ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أنه “صلى الله عليه وسلم”كان يقول: اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي ..وفي دعاء الاستفتاح الطويل الذي خرجه مسلم من حديث علي ـ رضي الله عنه ـ أنه “صلى الله عليه وسلم” كان يقول: واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت .
  • وفي سنن أبي داود من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أنه “صلى الله عليه وسلم” كان يدعو ويقول: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشِّقَاقِ، وَالنِّفَاقِ، وَسُوءِ الْأَخْلَاقِ.إلى نحو هذا من الدعوات، فالزم هذه الدعوات ونحوها، وأكثر من الدعاء بأن يحسن الله خلقك ويرزقك الصبر على أولادك والحلم وكظم الغيظ.شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين شرح أحاديث رياض الصالحين باب حُسن الخُلق قال الحافظ النووي في كتابه رياض الصالحين في باب حسن الخلق، يعني باب الحث عليه، وفضيلته، وبيان من اتصف به من عباد الله، وحسن الخلق يكون معالله ويكون مع عباد الله.أما حسن الخلق مع الله: فهو الرضا بحكمه شرعاً وقدراً، وتلقي ذلك بالانشراح وعدم التضجر، وعدم الأسى والحزن، فإذا قدر الله على المسلم شيئاً يكرهه رضي بذلك واستسلم وصبر، وقال بلسانه وقلبه: رضيت بالله رباّ، وإذا حكم الله عليه بحكم شرعي؛ رضي واستسلم، وانقاد لشريعة الله عزّ وجلّ بصدر منشرح ونفس مطمئنة، فهذا حسن الخلق مع الله عزّ وجلّ.أما مع الخَلق فيحسن الخُلق معهم بما قاله بعض العلماء: كف الأذى، وبذل الندى، وطلاقه الوجه، وهذا حسن الخلق.كف الأذى بألا يؤذي الناس لا بلسانه ولا بجوارحه، وبذل الندى يعني العطاء، يبذل العطاء من مال و علم وجاه وغير ذلك، وطلاقة الوجه بأن يلاقي الناس بوجه منطلق، ليس بعبوس، ولا مصعّرٍ خده، وهذا هو حسن الخلق.
  • أحسنِ الناس أخلاقاً هوَ سيّدنا مُحمّد عليهِ الصلاةُ والسلام، فقد كانَ قُرآناً يمشي على الأرض وكانَ خُلُقُه القُرآن كما وُصِف، ففيه اجتمعت كل صفةٍ عظيمة وخُلُقٌ رفيع، وعنه قالَ ربّهُ جلّ جلاله: (وإنَّكَ لعلى خُلُقٍ عظيم) (القلم، آية:4)، فإن سأل سائل عن كيفية التحلي بالخلق الحسن نقول إنّ ذلك يكون هذا يكون بمتابعة أفعال المصطفى عليه الصلاة والسلام وأقواله وصفاته وكيفيّة تعامله مع الناس، وبمصاحبة الأخيار من الناس، والنظر في أخلاق الأفراد والاقتداء بصفاتهم الحسنة من صدق، وحلم، وتسامح، ومساعدة للغير، والابتعاد عمّا نراه سيئاً من صفاتهم مثل الكذب، والخداع والنفاق ونقض للعهد وغيرها، كما أنّ اللجوء إلى الله بالدعاء من أبواب تحسين الخلق أيضاً.
  • قالَ عليهِ الصلاةُ والسلام: (مَا مِنْ شَيْءٍ فِي اَلْمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ اَلْخُلُقِ)، فأصحاب الخلق يكسبون رضا الله وجنته، وحب عباد الله وقربهم، وإذا ساد حسن الخلق في المجتمعات ازدهرت ونمت، وحُلّت مشاكلها وزالت مصائبها، وعاش الأفراد فيها في أمان ورخاء دائمين، فليبدأ كلٌ منّا بنفسه وليسلك طريق الخلق الحسن العطر.. وللحديث عن حسن الخلق وتاثيرة علي حياتنا بصفه عامه لايكفينا مقال او اثنين فعلي كل انسان التحلي بالصدق وحسن الخلق والآداب العامه للفوز بالاخرة والسعادة في الدنيا..

زر الذهاب إلى الأعلى