حكاية مهاجر الصعيد وبنت القرية في القاهرة: “قتلتها عشان أسرقها”

“قتلتها عشان أسرقها”.. قالها المتهم “فرحان ي.”، وهو يغالب دموعه أمام محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بالتجمع الخامس، خلال نظر جلسة محاكمته في اتهامه بقتل طالبة، داخل شقتها بمنطقة الجيزة، بعدما وجهت له النيابة تهمة القتل العمد والسرقة، قبل أن تقضي المحكمة بمعاقبته بالسجن المؤبد.

وقف المتهم خلف قفص المحكمة الحديدي، مطأطأ الرأس، يده خلف ظهره، نظراته لا تتعالى عن قدميه، يسير داخل القفص يمينًا ويسارًا، وفور انتهاء دفاعه من المرافعة ردد قائلا: “والله ما كنت أقصد أقتلها أنا كنت رايح أسرق بس”.

قبل عدة أشهر ترك “فرحان”، ٢٥ سنة، بلدته في قرية سمالوط بالمنيا، وجاء رفقة أخيه إلى الجيزة قاصدين العمل بها، وجد أخاه فرصة عمل في إحدى المطاعم “دليفري” بينما “فرحان” عمل كسائق على ميكروباص بخط “الجيزة- فيصل”، و بعد فتره تمكن شقيقه من شراء توكتوك، وتركه لـ”فرحان” للعمل عليه.

اعتاد الشاب العشريني على نقل الزبائن يومياً من المحطة المجاورة للعقار الذي تقطن به الضحية وزميلاتها نظراً لعلمه بمغادرتهن الشقة يومياً في الساعة التاسعة صباحاً قرر سرقة الشقة.

وفي إحدى الأيام صعد المتهم إلى الشقة، وكسر باب الشقة، وفوجئ بالفتاة، “سارة”، 21 سنة، من إحدى قرى الشرقية، نائمة وعندما استيقطت انقض عليها وخنقها بإيشارب، وأمام النيابة العامة أقر بأنها حاولت مقاومته قائلا: “حاولت تقاومني وخربشتني في وشي وشوفت دموعها قبل ما تموت”.

“أنا من طلبت لها الإسعاف، لأنها ساكنة في الشقة اللي تحتي.. أنا بنزل الساعة ٩، وأنا نازل كانت الأمور طبيعية، ورجعت الساعة ٥ العصر، وأول ما قربت من العمارة كانت واحدة صاحبتها من اللي ساكنين معها تفتح باب العمارة وطالعة، ولاحظت أن الباب مفتوح ولقيت الطالبة مرمية على الأرض”، بحسب ما قاله الشاهد أمام النيابة العامة.

وأضاف الشاهد: “صاحبتها صرخت بصوت عالي جداً كنت أنا وقتها على السلم في الدور الأول، سمعت الصوت وجريت على فوق لقيت صاحبتها بتصوت وبتقول سارة أغمى عليها، فدخلت ألحقها لاحظت إن لون دراعها متغير وفي حاجه في فمها، وتأكدت وقتها أنها ميتة، وصاحبتها دخلت في صدمة عصبية فوقتها وصرخت على السكان يطلعوا وطلبت الإسعاف يلحقها وعندما شاهدها أكد أنها ميتة”.

وتابع الشاهد: “عرفت من ابن عمي إنه نزل الساعة ١١.5 صباحًا كان باب الشقة مفتوح، وده اللي أكدته جارتها اللي تحت أنها سمعت صوت خبطة الساعة ١١ صباحًا، بس افتكرت إنهم بينقلوا حاجة، وبعد العثور على جثتها بلغنا الشرطة، والضابط قال إن فيه آثار خنق ومن هنا الدنيا انقلبت رأساً على عقب المباحث كلها وصلت والأدلة الجنائية والنيابة تعدادهم كان يتخطى الـ٥٠ ضابطا وأمين شرطة”.

على الفور تحرك فريق من البحث الجنائي وعمل متابعة للتليفون المسروق وبالفعل تم تحديد مكانه واتجهت قوة من المباحث إلى المكان المحدد واستطاعت القبض على ” فرحان ” وبحوزته التليفون الخاص بالقتيلة وباستجوابه أقر بالواقعة كاملة وأرشد رجال المباحث على مكان المفك المستخدم في كسر الباب و تم تحرير محضر بالواقعة وإحالته للنيابه العامه التي وجهت له تهمة القتل العمد والسرقة، وقضت المحكمة بمعاقبته بالسجن المؤبد.

Exit mobile version