كتبت : دينا سليمان
نقلا عن “ساينس ألرت” قامت منظمة الصحة العالمية هذا الأسبوع بتسمية نوع جديد من “التحوّر المثير للاهتمام” لفيروس كورونا، يسمى متغير “مو” (Mu).
وعُثر عليه لأول مرة في كولومبيا في يناير 2021، واكتُشف في زهاء 39 دولة حتى الآن.
ولدى Mu تغييرات تسمى الطفرات، ما يعني أنه قد يكون قادرا على التهرب من بعض الحماية التي نحصل عليها من لقاحات “كوفيد”.
ولكن أحد العناصر المطمئنة هو أنه على الرغم من وجوده منذ يناير 2021، لا يبدو أنه يتفوق على “دلتا”، المتحوّر السائد في معظم أنحاء العالم.
وإذا كان Mu حقا متغيرا سيئا، فقد توقعنا رؤية مؤشرات على ذلك، ولم يحدث شيء بعد.
ما هو “التحوّر المثير للاهتمام”؟
كشف بول غريفين، الأستاذ المساعد في مجال الأمراض المعدية والأحياء الدقيقة من جامعة كوينزلاند، أن أحد العناصر المثيرة للإعجاب في استجابتنا لـ “كوفيد”، هو التسلسل الجيني المتكرر، وهو ما لم نقم به من قبل على هذا النطاق. وهذا يتتبع ويرسم خريطة لتطور الفيروس في الوقت الفعلي، حيث يتكيف ويتحول.
وستكون بعض الطفرات ضارة بالفيروس، لكن بعضها سيكون مفيدا، ما يسمح له بالانتشار بشكل أفضل، أو الهروب من الحماية التي توفرها اللقاحات أو حتى التهرب من اختبارات “كوفيد”.
وإذا كانت هناك تغييرات على الفيروس، ما يعني أن لديه القدرة على ما يبدو لإحداث المزيد من الضرر، فقد نصنّفه على أنه “تحوّر مثير للاهتمام”.
ويوجد لدى Mu طفرات قد تمنح بعض هذه الخصائص، لكن الأدلة لا تزال تظهر.
وتشمل المتغيرات الأربعة الأخرى المثيرة للاهتمام: إيتا ولوتا وكابا ولامبدا.
وإذا كان هناك دليل جيد على أن Mu أكثر قوة وبدأ في تجاوز المتغيرات الأخرى مثل “دلتا”، فقد يُحدّث إلى “نوع آخر مثير للاهتمام”. وتتضمن المتغيرات الأربعة المثيرة للقلق: ألفا وبيتا وغاما ودلتا.
هل يمكن أن يتجاوز أيّا من اللقاحات؟
تستهدف معظم لقاحات “كوفيد”، “البروتين الشائك” للفيروس، والذي يستخدمه لدخول خلايانا. وتُعرّض لقاحاتنا أجسامنا لجزء من الفيروس، وهو عادة البروتين الشائك، لذلك يمكن لنظام المناعة لدينا أن يتعلم محاربة الفيروس إذا واجهه.
وإذا كان هناك متغير لديه تغييرات كبيرة في البروتين الشائك، فقد يؤدي ذلك إلى تقليل فعالية لقاحاتنا.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن الأدلة الأولية تشير إلى أن متغير Mu يمكنه أن يتجنب جزئيا الأجسام المضادة التي نحصل عليها من التطعيم.
ولكن، نظرا لأن هذه البيانات مأخوذة من دراسات معملية، فلا يمكننا التأكد من كيفية ظهور المتغير فعليا في المجتمع.
ونحن بحاجة إلى مزيد من البحث للتأكد من كيفية تصرفه عند البشر، والعمل على هذا الأمر مستمر.
ويقول الخبر السار إن لقاحاتنا حاليا تحمي جيدا من العدوى المصحوبة بأعراض، والمرض الشديد من جميع أنواع الفيروس حتى الآن.
وهناك احتمال كبير أن يظهر متغير جديد يوما ما يمكن أن يفلت بشكل كبير من الحماية التي توفرها لقاحاتنا، والتي تستند إلى السلالة الأصلية للفيروس. ويمكن أن نسمي هذا “متغير الهروب”.
ومن الصعب معرفة ما إذا كان هذا سيحدث ومتى سيحدث، لكن تفشي انتقال الفيروس في المجتمع يزيد من فرص ظهور مثل هذا المتغير.
ومع ذلك، فإن الشركات المصنعة الرائدة للقاحات “كوفيد” مستعدة جيدا إذا حدث هذا.
وإذا اكتشفنا نوعا مختلفا من الهروب، يمكن لبعض مصنعي اللقاحات تغيير لقاحاتهم الحالية لتتناسب مع المتغير الجديد، ربما في غضون 6-8 أسابيع. ومن المرجح أن يقوم المنظمون الطبيون حول العالم بتسريع عملية الموافقة لجعل ذلك ممكنا. وقد تكون هناك حاجة لدراسات معينة، ولكن يمكن إجراؤها بسرعة، طالما أن اللقاح الجديد له خصائص اللقاح الحالي نفسها.