أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي اعتماده «الحزم» تجاه إيران، بعدما سارعت وسائل إعلام إيرانية لاعتبار التسوية التي تم التوصل إليها بين الطرفين «انتصاراً» لنهجهم.
وخلال مؤتمر صحافي عقده في فيينا الاثنين، قال غروسي ردا على سؤاله حول ما إذا حان الوقت للتشدد في التعاطي مع طهران: «منذ اليوم الأول، كان نهجي تجاه إيران حازما وعادلا».
وتسمح التسوية التي أعلنت الأحد لمفتشي الوكالة الأممية بالتحقق من أجهزة المراقبة الموضوعة في المنشآت الإيرانية بموجب الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني المبرم في العام 2015.
وسيسمح للمفتشين بدخول المنشآت لتغيير الأقراص الصلبة وإصلاح الكاميرات أو تبديلها إذا اقتضى الأمر، إلا أن البيانات ستبقى في إيران.
ولم تسمح طهران للوكالة بالاطّلاع على تسجيلات الكاميرات وربطت الأمر بالتوصل إلى اتفاق في المحادثات الرامية إلى إحياء الاتفاق حول الملف النووي الإيراني.
وبموجب قانون أقره مجلس الشورى (البرلمان) الذي يهيمن عليه المحافظون، بدأت طهران في فبراير تقليص عمل مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعد انقضاء المهلة التي حددها مجلس الشورى لرفع العقوبات التي فرضتها واشنطن بعد انسحابها الأحادي من الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني.
لكن الوكالة الدولية أبرمت مع إيران اتفاقا «تقنياً» موقتاً، يتيح استمرارا محدودا لخطوات كانت لتتوقف بالكامل بموجب قانون مجلس الشورى.
واستمر الاتفاق ثلاثة أشهر، ومدّد لشهر إضافي انتهى في 24 يونيو.
وبناء عليه، أبقت طهران عمل كاميرات مراقبة تابعة للوكالة في بعض المنشآت، لكن مع الاحتفاظ بتسجيلاتها. وأعلنت في فبراير أنها ستسلّم التسجيلات للوكالة في حال التوصل الى تفاهم لإعادة احياء الاتفاق النووي ورفع واشنطن العقوبات المفروضة عليها.
والإثنين اعتبرت وسائل الإعلام الإيرانية المحافظة التسوية التي تم التوصل إليها انتصارا، خصوصا وأن البرنامج النووي الإيراني يتقدّم بقوة.
وعنونت صحيفة «وطن امروز» صفحتها الأولى «العيون مغلقة تماما» فيما كتبت صحيفة «جوان»: «إيران لم تكشف أسرارها للوكالة».
ولدى سؤاله حول مدى صعوبة مهمة مراجعة البيانات المسجّلة، أقر غروسي بأن العملية ستكون غير مسبوقة.
وقال «فرقنا التقنية لديها القدرة (…) من دون أدنى شك».
وأعرب غروسي مجددا عن قلقه إزاء أربعة مواقع غير مصرح عنها رصدت فيها مواد نووية.
وهو أبدى أمله بإجراء «محادثات بغاية الوضوح» مع الحكومة الإيرانية الجديدة خلال زيارته المقبلة لطهران «قريبا جدا».
وقال غروسي «علينا أن نمضي قدما» وأن «نحل مجمل» هذه المشاكل على الرغم من «تشدد» الإدارة الإيرانية الجديدة في الملف النووي.