احمد عفيفي يكتب : السادات رفع راسنا في اكتوبر .. وجاب راس البلد الأرض بانفتاحه الاقتصادي !!

وممكن تشوفهم في وسط المدينة .. لو مر جنبك اتومبيل سفينة .. قفاهم عجينة كروشهم سمينة .. جلودهم بتضوي دماغهم تخينة .. سنانهم مبارد تفوت في الجليد .. مفيش سخن بارد بياكلوا الحديد!
الكلام ده كتبه عمنا احمد فؤاد نجم عن ” القطط السمان ” في عصر الانفتاح الاقتصادي ايام السادات .. والمصطلح ده للصحفي الساخر احمد رجب .. ولمّا سألت نجم وانا قاعد معاه ع القهوة : مش كان الأفضل يطلقوا عليهم الحيتان .. دي القطط مهما كان وديعة ولطيفة .. ودول غيلان نهبونا ونهبوا البلد باللي فيها؟
رد عمنا نجم : بس بالقانون ياسيد .. دول حرامية والقانون حاميهم .. عشان كده قال عليهم احمد رجب القطط السمان .. بمعنى انهم سمنوا واتملوا بفعل القانون الساداتي الانفتاحي .. يعني لو فتشت في اوراقهم حتلاقي كل حاجة سليمة ولو دكر تمسك مسكة على واحد فيهم او منهم.
………………..
هو ايه اللي عمله الانفتاح الاقتصادي في مصر ؟
ده سؤال مهم بالنسبة لشباب كتير عايزين يفهموا .. سياسة الانفتاح وقعها انور السادات مع امريكا ضمن اتفاقية السلام مع اسرائيل ” كامب ديفيد ” .. العالم الغربي ابن لئيمة .. عبد الناصر كان ميّال للسياسة الروسية اللي بتؤمن بالاشتراكية والتصنيع والاستغناء عن الغير .. عشان كده كان عبد الناصر شوكة في حلق الدول الغربية .. يعني ايه تبقى مصر بلد مصدرة وبتنتج وتصنّع وعلاقتها بالخارج علاقة ندّية .. هات وخد .. سياسة مش على هوى الغرب .. فتعالى ياسي أنور ياحبيب امريكا وامضي على اتفاقية كامب ديفيد ” الصلح مع اسرائيل ” .. وبالمرة بقى اعمل انفتاح اقتصادي في بلدكم وافتحها للسوق الخارجي يرمي عندك كل بضاعته .. ومتشغلش بالك انت بالتصنيع والذي منه .. احنا حنديك وندّي شعبك الحاجة جاهزة ورخيصة .. بلا مصانع بلا وجع دماغ .. خليك في البيت والحاجة توصل لحد عندك ” دليفري ” .. هو فيه احسن من كده ياراجل .. ده انت شعبك يموت في الراحة والقعدة ع القهاوي .. ومش بتاع شغل وصحيان بدري .. خليهم يتغنوا ويلبسوا ويركبوا عربيات .. العربيات بتاعتنا احنا .. مش اللي كان عبد الناصر نفسه يصنّعها وينتجها!!
………………….
مين كسب من الحدوتة دي .. ومين خسر الجلد والسقط .. اللي كسب الطبقة العاملة الحرفية أصحاب الحرف والتجار اللي كان معاهم قرشين ونفسهم يبقوا ملايين .. اخدوا توكيلات واحتكروا سلع وبقوا في سنتين مليونيرات .. واللي خسر الجلد والسقط الطبقة المتوسطة ” الناس العادية .. الموظفين والدكاتره والمهندسين وكل خريجي الجامعة اللي مستنيين الماهية اخر الشهر عشان يعيشوا .. وبصعود رجال الاعمال اللي اغلبهم كانوا اسطوات في ورش وحدادين وبيتاجروا في الملابس وقطع غيار السيارات ، اختفت الطبقة المتوسطة ” اللي هما انا وانت وانتي ” .. بقى المجتمع عبارة عن طبقة عليّا معاها الملايين .. وطبقة فقيرة مش لاقية تاكل .. الطبقة العليا هى اللي افرزت لينا احمد عز بتاع الحديد كنموذج ومعاه بقى كتير اوي .. بقوا هما كريمة المجتمع ولصوصه بقوة القانون .. وانا وانت رحنا في الرجلين.
……………………
اللي وضّح لنا الحقيقة بشكل مؤلم جدا فيلم اسمه ” انتبهوا أيها السادة ” كتبه احمد عبد الوهاب وأخرجه محمدعبد العزيز .. وكان بطولة محمود يس وحسين فهمي .. محمود ياسين ” زبال ” وحسين فهمي استاذ جامعة .. الزبال عرف يبقى مليونير من الزبالة وعنده مزارع وحظائر مواشي .. واستاذ الجامعة ” أعلى درجة علمية في المجتمع ” مش عارف يتجوز ويفتح بيت .. اللي بيربي ” العجول ” بقى باشا .. واللي بيربي ” العقول ” بقى شحات!..
الفيلم بيتكلم بشكل مباشر عن الانفتاح الاقتصادي اللي ضحكوا على السادات به .. والناس رجال الاقتصاد اللي فاهمة وضحوا لنا ان الانفتاح مش حاجة وحشة بس لو اتعمل صح .. طيب ويتعمل صح ازاى ؟ .. المخرج حسين كمال والكاتب العبقري يوسف ادريس جاوبوا على السؤال ده فيلم ” النداهة ” بطولة ماجدة وشكري سرحان .. بطلة الفيلم اسمها ” فتحية ” والاسم طبعا هنا له دلالة واضحة …. اتجوزت بواب عمارة في القاهرة وجات من قريتها وهى غير مؤهلة بالمرة للتعامل مع قانون العاصمة الجديدة .. مش مسلحة بأى حاجة .. فتحت على نفسها فاتوحة وهى فرحانة جدا بالنقلة الجديدة .. ومتعرفش ان نهايتها وضياعها حيكون بسبب ” الفتحة دي .. من الريف الى العاصمة ” .. مقدرتش تقاوم ساكن في العمارة مصري ومعاه جنسية امريكية ” خد بالك من جنسية امريكية “.. استسلمت له .. يوسف ادريس وانا بناقشه في راويته ” النداهة ” قال لي بالحرف الواحد : فرق كبير بين انك ” تنفتح ” على العالم راسك براسه .. تدّيه وتاخد منه .. وبين انك ” تتفتح ” للعالم يرمي عندك زبالته وتفضل طول عمرك أسير عطاياه!
ولمّا سألته : ومامدى مسؤولية جوز فتحية البواب عن اللي حصل لها ، اجاب : مش هو اللي جابها ” على عماها ” من القرية للمدينة .. يشرب بقى!!
………………………
فيلم تاني حلو اوي تناول قضية الانفتاح بشكل رائع اسمه “أهل القمة ” قصة نجيب محفوظ وبطولة نور الشريف وسعاد حسني وعزت العلايلي .. فيلم صارخ .. ازاى زعتر النشال من كام مشوار لبورسعيد ” المنطقة الحرة ” بقى رجل اعمال أد الدنيا .. وضابط الشرطة اللي عارف أصله وفصله متكوم في شقة أوضتين وصالة مع مراته وعياله واخته وبنت اخته .. وازاى الضابط اكتشف ان رجل الاعمال بتاع ربنا اللي السبحة مش بتفارق ايديه .. اكبر حرامي في مصر .. وكان فاكره رجل عصامي بنى نفسه بنفسه وبقى بيه .. زعتر النشال اتجوز بنت اخت الضابط ، والحرامي الكبير بتاع السبحة وقال الله وقال الرسول بعد ما اتقبض عليه ، لقى اللي يخرجه من القضية زي الشعرة م العجين.. والضابط الانسان اللي كان فاكر ان قانونه حيحمي الشعب والغلابة .. لقاه بيدوس عليهم بالجزمة ولا يحمي غير اللصوص الكبار!
………………….
مش عارف ان كان المعنى في كل اللي كتبته وصل لكم ولا لأ .. التفسير الزايد والحرفي بيقلل اوي من قيمة الكتابة .. بس اظن اني بسّطت الموضوع قدر الامكان .. وجبت لكم نماذج لأعمال فنية لو شفتوها تاني بعد قراءة المقال .. الفكرة حتوصل لكم وبسرعة.
……………..
في النهاية عايز اقول ان كان السادات عمل نصر اكتوبر ورفع راس مصر .. الا انه جاب نفس الراس الأرض بانفتاح اقتصادي .. لحد النهارده البلد بتعاني منه .. وواضح انها مش باين لها أخر .. وحيفضل الوضع على ماهو عليه .. ناس فووووووق أوي .. وناس تحت أووووووي .. واحنا ولاد الطبقة المتوسطة اللي دفعنا تمن الأغبياء!
……………
يالا … سلام

Exit mobile version