تناولت فى مقالين سابقين، (مبادرة زواج البارت تايم الوقت المستقطع)، وأكدت ان المبادرة طرحها أحد المحامين حلا لمشاكل الأرامل والمطلقات والعانسات، ومع ذلك يصر البعض على انتقادى وسبى، وترك صاحب المبادرة نفسه (على طريقة ما شتمك الا اللى أبلغك)، ولا أدرى كيف يفكر هؤلاء، ويتهمون غيرهم بالباطل، متجاهلين، ان ديننا بل وكل الأديان تدعو إلى حرية الرأى والاعتقاد، وأن اى كاتب صحفى عندما يتناول قضية للمناقشة ليس بالضرورة ان يكون مؤيدا لها.
< وبما أننى عرضت الأسبوع الماضى انتقادات الرافضين للمبادرة ومبرراتهم، كان لزاما علىّ ان أطرح اليوم رأى بعض المؤيدين والذين خاضوا التجربة علنا، ومن هؤلاء السيدة (منال. م.س) فهى ارملة فى سن الأربعين، تعول ابنتين إحداهما تكبر الأخرى بخمس سنوات، التقت رجلا تتوفر فيه كل المواصفات، قادرا على فتح بيت جديد، وعلى تحمل مسئوليتها وبنتيها، واتفقا دون شرط مكتوب على انه ليس بالضرورة أن يبيت عندها وترك ذلك للظروف، وأخبرها انه سيعلن زواجهما للجميع ولزوجته، التى رفضت فى البداية إلا أنها مع الوقت رفعت الراية البيضاء؛ اعترافا بحقه الشرعى، وأعيش اليوم فى قمة سعادتى، وأحصل على حقوقى الزوجية «تالت ومتلت» وربنا كرمنى آخر كرم.
< وتقول هدى عبدالعليم، تزوجت قبل عشرين عاما من رجل بخيل شح، أرانى النجوم فى عز الظهر، يأخذ راتبى ويشرب ويسكر ويلف مع الستات، وتم طلاقى منه ثلاث مرات، وبعدها جاب لى محلل علشان ارجع، إلا اننى رفضت، بعد أن علمت ان المحلل حرام، وجلست وأولادى الصغار خمس سنوات فى البيت، ما يصرف علينا مليما، حتى جاء ت صديقة لى وقالت لى: عندى عريس زى الفل، يريدك على سنة الله ورسوله، وهيجيب لك شقة ايجار، ويخلى أولادك فى شقة طليقك ولن يحرمك من العيش معهم او الحضور اليك، فوافقت، والحمد لله لا ينقصنى أى شيء، وحياتنا «قشطة زى الفل»، وعمرى ما طلبت منه المبيت، علشان مزعلش زوجته الأولى.
< أما محمد الفولى، فاتجه إلى هذا الزواج هروبا من نكد الأولى، فبدلا من أن يطلقها ويدفع الأبناء الثمن، عثر على زوجة ثانية (وقت مستقطع)، وكما يقول: مدلعانى آخر دلع، ولا تطلب ربع الطلبات التى تطلبها الأولى، ولا تتأخر عن مساعدتى ماديا إذا تطلب الأمر ذلك للإنفاق على أولادى (شفتم الجدعنة).
< المبادرة وإن كانت تلقى مقاومة عنيفة من الزوجة الأولى، التى غالبا ما تتغافل خيانة زوجها وترفض رغبته فى التعدد الذى أباحه ديننا، تحولت إلى واقع بعد تأييد بعض رجال الدين لها، كونها تحل مشاكل فئة عريضة من نساء مصر والمجتمعات العربية بشكل عام، وجربها كثير من النساء الأرامل والمطلقات، وثبت نجاحها، لأنها تتم من البداية بالتراضى وبعلم الجميع وبالقبول من كل الأطراف، وبموافقة الزوجتين الأولى والثانية التى ارتضت بـ«المستقطع»، حفاظا على الأسرتين.
< ومع احترامى للمبادرة وصاحبها، ورغم انها تحاول تقنين واقع غير معلن، إلا أننى أراها حلا منقوصا، يحتاج إلى تعديل جوهرى، يلغى تماما ربط هذه الزيجة بتوقيت معين، فمن الأفضل أن يكون العقد حرا من البداية شأنه شأن اى زواج رسمى شرعى، وتبقى عملية المبيت هذه دون تحديد، تخضع لظروف الزوجين الاجتماعية والعملية، المهم ان تتوفر فى العقد كل اركان الزواج الشرعى وشروطه الورقية، حتى يكون الزواج مطابقا لرأى دار الإفتاء، ولا يغضب الذين يرونه دعارة مقننة، ولا يعترفون بأنه صار واقعا ملموسا وله تجارب سعيدة وناجحة. وسلاما لكل من انتقدنى وشكرا لمن تعجل فى اتهامى بأننى من المروجين لهذا الواقع المرفوض دينيا والمقبول اجتماعيا.
Samysabry19@gmail.com
نقلا عن الوفد