حكاية طفلة قيدها والدها بالجنازير داخل “منزل الأشباح” لمدة 3 سنوات

على مدار 3 سنوات، اعتاد أهالي قرية كوم النور، المتواجدة بمركز ميت غمر، في محافظة الدقهلية، على سماع أصوات تشبه البكاء والصراخ، تعلو ليلًا وتختفي نهارًا، تخرج من منزل مهجور تركه صاحبه بعدما انفصل عن زوجته.

ما إن انهدم عش الزوجية على الأب وترك الزوجة له تاركة خلفها طفلتها “شهد” كانت وقتها لم تبلغ عامها الـ9، فما كان من الأب إلا أن ينتقم منها الطفلة طوال السنوات الماضية، فقيدها بجنازير وسلاسل حديدية، في ظروف أشبه بالسجن، وأبلغ أهالي قريته أنها تقيم مع عمها بمحافظة القاهرة، بينما انتقل هو للعيش بإحدى الغرف بعيدًا عن المنزل.

أطلقوا أهالي القرية على المنزل بـ”منزل الأشباح”، ولم يكن في مخيلتهم أن تلك الأصوات هي أصوات الوجع التي كانت تخرج من الطفلة شهد التي لم تكمل الـ12 عاما، من الوحدة التي ظلت فيها طوال الـ3 سنوات الماضية في الظلام الدامس، بمنزل خال من الأثاث ولا يوجد به إلا سرير، تجلس عليه بملابس متسخة، ومقيدة بجنازير وسلاسل حديدية، في ظروف أشبه بالحبس الإنفرادي.

دب الخوف في قلوب أهالي القرية طوال الـ3 سنوات، حتى أخذوا قرارهم بحسم، وتسلق أحدهم “منزل الأشباح”، وتتبع الشاب الصوت، لخوفهم على الأطفال أن تطولهم “مس أو يلبس أحدهم جن”، فكانت الأصوات تعلو ليلًا وتختفي نهارًا، ما إن وصل الشاب لمصدر الصوت وقف في دهشة بعدما شاهد الطفلة مقيدة في حالة يرثى لها، وتم نقلها للمستشفى، وأبلغ الأجهزة الأمنية بعثوره على الطفلة المقيدة بالجنازير.

على الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلى المنزل وألقت القبض على الأب القاسي، وأقر بارتكابه الواقعة لخوفه عليها من الخروج للشارع، أو الذهاب لوالدتها، وتم تحرير محضر بالواقعة، وتولت الجهات المعنية التحقيقات

ترجع تفاصيل الواقعة عندما تلقت الأجهزة الأمنية بمحافظة الدقهلية، بلاغًا من الأهالي قرية كوم النور التابعة لمركز ميت غمر، بعثورهم على الطفلة «شهد م. ص»، تبلغ من العمر الـ12 عامًا، مقيدة بالجنازير داخل منزل مهجور بالقرية.

وعلى الفور انتقل رجال وحدة مباحث المركز إلى البلاغ، وبسؤال شهود العيان، أكدوا أن والد الطفلة انفصل عن والدتها قبل 3 سنوات، ولم يروا الطفلة منذ ذلك الوقت، وبسؤال والدها أكد أنها انتقلت للإقامة مع عمها بالقاهرة.

وأضافوا أمام رجال المباحث حول الواقعة، أنهم كانوا يسمعون أصوات بكاء تصدر من داخل المنزل، واعتقدوا في البداية أنه مسكونًا، حتى استعانت إحدى سيدات القرية بإبنها وجارها، وبدخولهما المنزل تفاجئوا بالطفلة مقيدة بالجنازير، وتجلس على السرير في الظلام.

ونجح ضباط المباحث القليوبية، في إلقاء القبض على الأب المتهم بحجز أبنته داخل غرفة مغلقة، وبمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة خوفًا عليها من الخروج والاختلاط بالشارع، وتم تحرير المحضر اللازمة بالواقعة، والعرض على جهات التحقيقات المختصة.

Exit mobile version