بقلم: الدكتور عبدالعزيز الفضالي
الدكتورة الفنانة بنت مصر وصوت بناتها تشعر إنها اختك جارتك صديقتك، تشبه جميع بناتنا فهي جميلة المنصورة خفيفة الظل السكندرية بنت القاهرة، العملية جدعة بورسعيد أصيلة الصعيد رمز البساطة والحب، الجميلة في غير ابتذال الصبوحة البشوشة في غير إسفاف، كم اشتقنا لذلك الوجه الذي يعبر عن بيئتنا وبيوتنا بعيدا عن أشكال هبطت علينا من جهنم وكأنها أبليس في شكل النساء أطلقن على العري والسفاهة والابتذال جمال ودلال كدن أن ينتصرن على مجتمعنا، فبعد أن انتشرن وجدنا فتياتنا يقلدهن فيبدين أكثر مما يخفين.
لكن هناك من رفعن راية هوية الفن المصري إنها الفنانة هند عاكف، بنت مصر التي صمدت ولم تنحني ولم تتنازل، آمنت أن الفنان دوره في كل مكان في مجتمعه، دوره أن يحاول أن يرتقي بمجتمعه.
نزلت هند عاكف إلى الشارع في أيام يناير ٢٠١١ لم تكن مع فصيل ضد آخر، ولكنها كانت مع مصر، كل مصر فكنت تجدها تضمد الثوار وتزور أسر الشهداء وتشجع الموظفين على العودة لعملهم وقف مع مجتمعها ضد الإرهاب بكل صنوفه.
واجهت كل محالات طمس الهوية المصرية في أعقاب يناير وفترة حكم الإخوان، فواجهت التطرف والمتطرفين وواجهت التفريط والمفرطين،
احتوت أبناء مجتمعها وخرجت من محيط القاهرة؛ لنجدها في جامعات الصعيد تشد من أزر الشباب والأساتذة، وجدناها في الملاجئ والمستشفيات تشد من ازر الأطفال والعجائز.
رغم أن الفنانة هند عاكف من أسرة فنية إلا إنها اعتمدت على نفسها وثقفت نفسها فحصلت على دبلوم الدراسات العليا في العلوم السياسية، علاوة على نشأتها الفنية إلا إنها كانت رياضية أيضًا، فقد كانت لاعبة كاوتشوك في السيرك، وقدمت العديد من الأعمال ومن المسرحيات التي شاركت بها “العالمة باشا” “الباراشوت” “الدبابير” “العسكري الأخضر” “جنون البشر” “الواد الجن” ومن مسلسلاتها :”كلام رجالة” “السبنسة” “اوتار التغريبة” قلبي دليلي” ” قلب الدنيا ” “علي باب الوزير”، “الف ليله وليلة”.
حقيقة أن الفنانة هند عاكف تعود بنا إلى عصر الفنان الشامل فنيًا وعلميًا وثقافيًا ورياضيًا وسياسيًا واجتماعيًا.
كل التحية لبنت مصر هند عاكف