إيهاب شعبان يكتب : عودة الجماهير على الطريقة الإنجليزية
إيهاب شعبان
فى الوقت الذى تستعد فيه مدرجات الملاعب التى ستستضيف مباريات الدوري الممتاز لكرة القدم لاستقبال الجماهير خلال هذا الشهر بعد طول غياب .. اشعر أننا أهدرنا فرصة ذهبية فى انجاز عمل مهم ، فطوال السنوات الماضية لم يهتم أحد بضبط سلوك الجماهير داخل الملاعب وخارجه وينادى بقانون يحكم العلاقة بين عناصر اللعبة والجماهير للسيطرة على التعصب المقيت الذى نشاهده بين الجماهير ، وللحد من اى شغب محتمل تسببه مباراة هنا أو هناك .
ما حدث فى السنوات الأخيرة هو تطوير الاستادات وضبط قواعد الدخول والخروج ووضع معايير الأمان عند استقبال الجماهير ، وهو جهد تشكر عليه وزارة الشباب والرياضة ، ولكن كان يجب ان تستكمل منظومة الأمان بالسيطرة على السلوكيات الخاطئة بقانون صارم يعمل على منع ايذاء اى فرد من المنظومة الرياضية عموما والكروية خصوصا .
هذا القانون فى غاية الأهمية لمنع الهتافات المسيئة والجارحة والخادشة للحياء فى المدرجات بين الجماهير وبعضهم من جهة وبينهم وبين اللاعبين من جهة أخرى ، كما أنه سيمنح السلطة للمسؤولين بضبط واحضار كل من تسول له نفسه بعمل أى تصرف غير مقبول من داخل المدرجات مثل رمي الحجارة أو الزجاجات الفارغة أو ماشابه .
وفى يقيننا أن تأجيل عودة الجماهير سببه فئة ضالة مسيئة للرياضة والرياضيين لا تعطى للروح الرياضية والسلوك القويم أى اعتبار ، ونحن فى وقت يحتاج فيه المجتمع للسلم والأمان ولا وقت لديه لوجود مشاكل أو أزمات تزيد من حدتها .
وبالمناسبة مثل هذه الأزمات الجماهيرية لا تعانى منها مصر وحدها بل يعانى منها العالم بأكمله تقريبا ، ولكن فى الخارج خاصة أوروبا نجح الكثير من البلدان فى الحد منها والسيطرة عليها ، ونعد إلى الوراء قليلا لنتذكر الجماهير الانجليزية والهوليجانز المشاغبين الذين كانوا يسببون الكوارث فى الملاعب بشكل متكرر حتى وقعت ماساة ستاد هيسيل فى لقاء نهائى أوروبا بين ليفربول واليوفنتوس عام 1985 ، وهو الأمر الذى جعل رئيسة الوزراء فى ذلك الوقت مارجريت تاتشر المسماة بالمرأة الحديدية تتدخل بثقلها وتفرض قانونا صارما للجماهير تم اقراره سريعا ، وكانت النتيجة التى نراها الأن ، جماهير فى منتهى النظام والالتزام تجلس وهى لا تبتعد عن الملعب بأكثر من مترين وليس هناك أى أسوار أمامها ، فأصبحت سمعة الدورى الانجليزي رائعة ونرى لوحات جميلة فى الاستادات ، واللاعب اصبح فى منتهى التركيز للتألق .
نحن هنا نحتاج قانونا يسيطر على أى اساءة لأى لاعب أو أى فرد من منظومة الرياضة داخل الملاعب ، والسيطرة على كل من يدعو للتعصب والتنمر والسخرية عبر وسائل التواصل الاجتماعى التى أصبحت ساحة لزيادة الكراهية بين الجماهير ، نحتاج منع الهتافات المسيئة بقانون صارم وليس بغرامات لإدارات الاندية التى لا حول ولاقوة فى السيطرة على المشاغبين من جماهيرها ، نحتاج لفرض الاحترام على الجميع .. فهل هذا كثير .
نطالب الوزير المحترم د. أشرف صبحي والنائب محمود حسين رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب والنائب عضو مجلس الشيوخ أحمد دياب رئيس رابطة أندية الدورى الممتاز بتبنى هذا القانون .. قانون خاص بالجماهير الرياضية .. أو اضافة بنود ومواد على القانون رقم 17 لسنة 2017 فيما يخص ضبط سلوك الجماهير داخل وخارج الملعب بالاستعانة بالتجربة الانجليزية ومعرفة ما فعلته مارجريت تاتشر .. وصدقونا هنا ستكون بداية نهضة عظيمة للكرة المصرية ليست فنية فقط بل تسويقيا ايضا .
إيهاب شعبان- المساء