ابتهال عياد تكتب: فلنرضي

فلنرضي
حين قال القمر للشمس ما رايك ايتها العجيبة أن نتبادل
الأدوار ، فقد سئمت عمل الليل وأريد أن اغزو النهار
قالت لما وما الجديد ، فمنذ بدأ الخليقة ونحن علي حالنا كفاك سخرية فلم نعد صغار
انا جاد يا ذات الأشعة التي تحرق بلا اعتذار تحتاجي لهدوء لا وهج ، وانا احتاج حرارة كلهب نار
وهل تتحمل يا مدلل ، يا من تغني في جمالك الوري واحتارت في وصفك الاشعار
انت محقة ولكنني اريد أن أظهر في يوم ، اري الكون بعينك كالكبار
وهل ستترك ليلك المشتاق وحده ، في هويده يتلو ورده ، ونجوما بقربك يرضوا حتي إذا لم يذكروا فأنت لهم قائدا مختار
هل رايت الورد يرجو أن يعيش مكان حنظل أو يتبادل دوره مع الصبار
وهل سمعت بنهر عذب هادئ أن يتحول مدمرا كل الدني ويفرح بكونه اعصار
او ربما جال بخاطرك أن المروج بخضرها وبهائها ملت وتريد أن تصفر قاحلة كصحراء جدباء لا زرع فيها ولا عمار
او كطير ملهم يسرق الأنظار ، يشدو بلحنه يابي إلا أن يكون كالوحوش الضارية في غابات موحشة بها كل الضرار
او كابن مخلص للوالدين وفضلهم يريد الكون بوسعه ليرضوا عنه ، فيغضب ويسئم دوره كابن بار
يا قمر لكل منا دوره ، ولكل منا قدرة وخصائصا، تجعله فريدا مميزا ، لا يشبه أحدا ولا يصنع حاجزا ، فكن انت دائما وليكن الرضي بماهيتك أعظم شعار
يكفي بياض قلبك ونقائه، كيف لليل مظلم أن ينتعش الا وانت رادئه ، و جمالك والشهر في منتصفه يهدي الهنا بمشهد متناغم يا لعظم الانبهار.

Exit mobile version