بقلم الناقد الرياضي / عبد الحميد سعيد
لم تقتصر المنافسة القوية والتاريخية بين قطبي الكرة المصرية الاهلي والزمالك علي الألقاب الرياضية فقط .. بل تشعبت لتشمل مجالات أخري سواء علي مستوي الأنشطة الاجتماعية أو العلمية أو حتي الفنية .. حيث لم يكن المجال الفني بعيدا عن نجوم القطبين علي مدار الأجيال وذلك بعدما حاول العديد من المنتجين الاستفادة من نجومية أشهر اللاعبين ” كل في جيله ” في استقطاب الجماهير وجذبها لمتابعة ومشاهدة نجومها المفضلة كرويا في أعمال سينمائية أو مسرحية أو تليفزيونية .. وذلك طمعا في إيرادات غير مسبوقة من شباك التذاكر .. وهو ماتحقق بالفعل علي يد لاعبين أو ثلاثة فيما خذل باقي اللاعبين المنتجين الذين راهنوا عليهم .
و المثير أن سياسة _ أولنقل _ محاولات خلق التوازن بين القطبين لم تختفي أو تتوقف حتي في مجال الفن .. فعندما فكر المنتجون في استثمار نجومية صالح سليم المتوهجة في الستينات .. وأسندوا له بطولة فيلمه الشهير الشموع السوداء بخلاف دورين مؤثرين في فيلمي السبع بنات والباب المفتوح .. ظهر علي الجانب الآخر عصام بهيج نجم الزمالك الاول في نفس الجيل ليقوم ببطولة فيلم حديث المدينة .. هذا الفيلم الذي شهد مشاركة شرفية لطه اسماعيل نجم الأهلي آنذاك .
وتمر السنوات وتتوالي الأجيال ويكرر عدد من المنتجين هذه التجارب في منتصف التسعينات فيظهر جمال عبد الحميد نجم الزمالك في بطولة فيلم الصاغة مع فيفي عبده .. إضافة لدور هام في مسرحية دقي يا مزيكا مع نوال أبو الفتوح .. كما شارك في مسلسلي كان ياما كان وأحلامكو .. في المقابل حرص بعض المنتجين علي الدفع بالنجم الاهلاوي شريف عبد المنعم الذي شارك في عدة أفلام أبرزها عودة الهارب و قبضة الهلالي وامبراطورية الشر وبركان الغضب .
ولم يغب نجوم القطبين عن السينما المصرية في الألفية الجديدة .. فقد ظهر خالد الغندور في فيلمي زي الهوا و بحبك وانا كمان .. فيما كان ولازال نجم الأهلي أحمد صلاح حسني هو أكثر لاعبي الكرة مشاركة في الافلام والمسلسلات وبنجاح متواصل منذ عام 2008 وحتي الان وشارك في مسلسلات الفتوة ولآخر نفس وكوفيد 25. والسيدة الأولي وتحت الأرض وحواري بوخارست فيما قام ببطولة فيلم الوان الطيف .
واذا كنت بصدد تقييم مدي نجاح أو فشل أي من هذه النجوم من حيث الأداء الفني فإن هذا التقييم لن يكون منصفا لاني لست متخصصا كطارق الشناوي أو ماجدة خير الله .. لكني أقول كمشاهد ومتفرج عادي شاهد كل أعمالهم .. أن المنافسة بين صالح سليم وعصام بهيج كانت في صالح نجم الأهلي فقد أقنعنا تماما بأداء رائع في الشموع السوداء وساهمت نجاة في إستكمال الفيلم لرونقه .. أما منافسة التسعينات فقد كانت في صالح جمال عبد الحميد نجم الزمالك .. حيث كان أكثر اقناعا نسبيا من شريف عبد المنعم نجم الأهلي .. فيما يعد أحمد صلاح حسني هو أكثر لاعبي الكرة اقناعا كممثل وعلي مدار أكثر من 14 عام متصلة .. فيما حققت محاولتا خالد الغندور نجاحا محدودا للغاية .
وبترجمة ما ذكرناه من مقارنات الي ارقام مجردة .. يمكننا القول إن نجاح صالح سليم وأحمد صلاح حسني في أعمالهما قد منح الاهلي التفوق علي الزمالك الذي لم ينجح من نجومه سوي جمال عبد الحميد ليفوز الاهلي في صراع القطبين السينمائي بنتيجة 2/1 .