قناة السويس الجديدة.. قاطرة التنمية بعقول وسواعد المصريين

سعى الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ اليوم الأول فى منصبه رئيسا لمصر إلى إعادة بناء الدولة، فكان قراره الهام فى 2013 بإنشاء قناة السويس الجديدة،

بسواعد وأموال المصريين، رافضاً أى محاولات النيل من عزيمته أو عزيمة المصريين فى إنشاء هذا الممر الجديد الذى كان يحلم بأن يكون واقعاً فى سنة واحدة فقط.

وبالفعل، فى 2014 صار الحلم حقيقة، بعد أن هرول المصريون لتمويل عملية الحفر، وساهموا بأكثر من 60 مليار جنيه فى وقت قليل، وبعد أن تفانى العامل المصرى فى عمله، ليكون خير داعم لوطنه فى وقت الأزمة والشدة.

كان افتتاح القناة فى 2014 مصدر فخر لكل مصرى، وبالفعل، وسرعان ما تحقق حلم هذا الشعب، وصارت القناة منذ العام الأول، قاطرة للتنمية، وذلك بزيادة مساهمتها فى تعزيز إيرادات الدولة، باعتبارها أهم مجرى ملاحى عالمى، وكان أعظم ما يفخر به المصريون هو أن هذه القناة أنشئت بسواعد مصرية خالصة.

بفضل الرئيس، وسواعد المصريين وعقولهم، صارت القناة محطة عالمية مهمة، ليس فقط لمرور السفن وشاحنات البضائع، بل محطة صناعية كبيرة على ضفتيها، تتجلى الفكرة المصرية فيها.

ويتدفق نصيب كبير من التجارة العالمية عبر قناة السويس، من بينها نحو 7% من تجارة النفط العالمى، وهى شريان رئيسى وحيوى فى مجال الملاحة البحرية العالمية، باعتبارها الممر الملاحى الأقصر والأسرع والأكثر أماناً، وزاد من أهميتها بكل تأكيد الاستراتيجية المتكاملة والشاملة التى انتهجها الرئيس عبدالفتاح السيسى، بداية من إعلانه عن البدء فى إنشاء مجرى ملاحى جديد وتعميق المجرى الملاحى الحالى، بل وإطلاقه مشروع تنمية محور قناة السويس بالكامل، وإنشاء الموانئ والعديد من المناطق الصناعية واللوجيستية.

وبلغت الإيرادات السنوية لقناة السويس 6.3 مليار دولار فى 2021 (العام الماضى)، وهو ما يمثل أعلى حصيلة تحققها القناة فى تاريخها، وهى فى طريقها كذلك لتحقيق طفرة أخرى فى الإيرادات خلال العام الجارى، بعد أن واصلت هيئة القناة تقديم المزيد من الحوافز.

وبدأت هيئة قناة السويس فى تنفيذ مخططها الهادف إلى الاعتماد على الطاقة الشمسية والرياح، كمصدر لإنتاج الكهرباء، وتشغيل محطات المراقبة على المجرى الملاحى، وذلك من خلال عملية دمج للخلايا الشمسية وتوربينات الرياح، لإنتاج ما يقرب من 10 كيلو وات، وكذلك تشغيل محطات مراقبة بطول المجرى الملاحى بالطاقة الشمسية والرياح، فى إطار تفعيل مبادرة «قناة خضراء» التى أعلن عنها فى أول هذا العام، متماشية مع النهج العام للدولة التى تستضيف هذه الأيام قمة المناخ العالمى (cop 27)، فقد بدأت القناة منذ فترة نهجاً مهما فى هذا الإطار، وذلك بتقليل الانبعاثات الكربونية، ودراسة منح تخفيضات للسفن المطبقة لنفس المعايير البيئية.

استطاعت هيئة القناة كذلك أن تميكن الخدمات المقدمة للخطوط الملاحية وتعظيم الاستفادة من الأصول المملوكة للقناة وإدخال معدات جديدة تواكب التطور الحادث فى مجال النقل البحرى واتجاه الترسانة العالمية نحو بناء السفن العملاقة لتنجح فى التعامل بمرونة وحرفية مع التحديات الدولية والمتغيرات الطارئة وتداعيات جائحة كورونا على حركة التجارة الدولية. كما شهدت قناة السويس تقليص زمن مدة انتظار السفن فى القناة بفضل المجرى الملاحى الثانى لقناة السويس من 3 إلى 4 ساعات خلال عام 2021، مقارنة بمدة انتظار من 6 إلى 8 ساعات خلال عام 2013، فيما زادت القدرة الاستيعاب لقناة السويس خلال عام 2021 ال نحو 97 سفينة مقارنة ب أنه كانت القدرة الاستيعابية نحو 77 سفينة فقط فى عام 2013.

ولم تكن الموانئ البحرية، الواقعة فى إقليم محور قناة السويس، بعيدة عن عملية التطوير فى عهد الرئيس السيسى، حيث شهدت منطقة شرق بورسعيد عشرات المشروعات القومية، إضافة إلى الأعمال الجارية على قدم وساق فى تطوير ميناء السخنة.

إنجازات الرئيس السيسى كثيرة للغاية، إلا أن رؤيته النافذة فى الاهتمام بهذا المجرى الملاحى المهم، تؤكد على اقترابه الحقيقى من كل مواطن قوة فى هذا البلد الاقتصادية.

Exit mobile version