أشار تقرير لصحيفة “آراب نيوز” إلى أن مصر تستعد لتدفق اللاجئين مع تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان، وقد أدى الصراع وعدم الاستقرار والركود الاقتصادي في السودان منذ 2019 والإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير إلى لجوء أعداد كبيرة من السودانيين إلى الدول المجاورة.
وذكر التقرير أن مصر تستضيف بالفعل ملايين اللاجئين، إلا أنها تواجه مشكلة تدفق آخر للاجئين الفارين من الحرب في السودان وسط تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان، الجارة الجنوبية للبلاد، ما يثير المخاوف حول قدرة قطاعات البنية التحتية والخدمات والتموين وتوفير السلع الضرورية والتوظيف والرعاية الصحية في مصر على استيعاب التدفق الجديد للنازحين.
ونشرت الصحيفة صورًا لعدد كبير من السودانيين المتجمعين للحصول على الخبز خلال الاشتباكات بين قوات الدعم السريع شبه العسكرية والجيش السوداني في الخرطوم.
كما نشر صورة لعيادة طبية وصيدلية مغلقة في جنوب الخرطوم وتبقى غالبية المستشفيات والمرافق الطبية مغلقة بسبب احتدام المعارك في العاصمة السودانية بين الجيش وميليشيا الدعم السريع.
ونشرت الصحيفة صورًا لأشخاص يفرون من معارك شوارع في الخرطوم وبعض الأشخاص الذين يفرون من المعارك على متن شاحنة في الجزء الجنوبي من الخرطوم، وارتفع عدد السودانيين الذين يلتمسون اللجوء على وجه السرعة بسبب الصراع وعدم الاستقرار السياسي والركود الاقتصادي.
وأكد التقرير أن مصر لطالما كانت الوجهة المفضلة بين اللاجئين الفارين من الصراعات والاضطهاد والمشاكل الاقتصادية في بلدانهم في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشرق إفريقيا، إما كمكان للجوء أو للتوقف لبعض الوقت في طريقهم إلى أوروبا بما في ذلك العراقيون والسوريون واليمنيون والليبيون، ومؤخرًا السودانيون.
والآن، مع العنف والفوضى التي تجتاح الجارة الجنوبية، السودان، تستعد السلطات في القاهرة لموجة جديدة من اللاجئين الباحثين عن الأمان والتوظيف والخدمات الصحية الفعالة.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، فر أكثر من 15 ألف سوداني من إقليم دارفور إلى تشاد المجاورة ونجحت في وقت سابق من هذا الأسبوع عمليات إجلاء 436 مصريًا من السودان عبر البر.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد أبو زيد، إن عمليات الإجلاء ستتواصل من أجل ضمان العودة الآمنة والسليمة لجميع المواطنين المصريين.
ومصر في الوقت الراهن هي بالفعل موطن لجالية سودانية تقدّر بنحو أربعة ملايين نسمة، وتقدم مصر القليل من الوظائف المربحة التي سعى إليها المهاجرون السودانيون تقليديًا في منطقة الخليج، لكنها تعتبر وجهة أسهل وغالبًا ما تكون الحياة في مصر مألوفة لدى النازحين نظرًا لقربها الجغرافي وتاريخها المشترك، ويمكن للشباب السوداني السفر إلى مصر بتكلفة منخفضة للبحث عن عمل، بينما يمكن للعائلات التماس الرعاية الصحية والتعليم لأطفالهم وحياة مستقرة.
على الرغم من عدم وجود أرقام متاحة لاتجاهات الهجرة الأخيرة من السودان إلى مصر، تقول السلطات إن الأرقام كانت في ارتفاع منذ عام 2019، عندما أدت انتفاضة شعبية إلى الإطاحة بالبشير وتضم مصر حوالي 300 ألف لاجئ مسجل وبالإضافة إلى عدد اللاجئين المسجلين، هناك حوالي تسعة ملايين أجنبي يعيشون في مصر، منهم حوالي أربعة ملايين سوداني ونصف مليون من جنوب السودان ويمكن للأشخاص الذين يعانون من نزاعات سياسية أو عرقية أو دينية، وآخرها السودان، الحصول على وضع اللاجئ وفقًا لاتفاقيات الأمم المتحدة المتعلقة بهذا الملف وتحدد الاتفاقيات شرعية اللجوء، ومصر ترحب بأي لاجئ من أي دولة.
ومع ذلك، وبسبب العبء المالي والضغوط الاجتماعية التي يمكن أن يفرضها قبول مثل هذه الأعداد الكبيرة من اللاجئين على الدول والمجتمعات المضيفة، يشعر الكثيرون بالقلق بشأن قدرة مصر على استيعاب هذه الأعداد، ونظرًا لوجود عدد كبير من المهاجرين في مصر يأتون إلى مصر بشكل غير قانوني، فإن الهجرة غير الشرعية ظاهرة يصعب قياسها، ويصعب على مصر تحملها خلال هذه الفترة وارتفع عدد السودانيين الذين يلتمسون اللجوء في مصر بسرعة في السنوات الأخيرة بسبب نوبات الصراع المتكررة وعدم الاستقرار السياسي المزمن والركود الاقتصادي في السودان.