“لنجعلها تملأ الدنيا”.. والأضاحي.. وقلوبنا مع “السودان”

الكاتب / السيد البابلي
وفي هذه الأيام المباركة التي نحياها علي أمل أن يتقبل الله دعاءنا وأن يغفر لنا ذنوبنا وأن يحسن خاتمتنا وأن ينير بالإيمان قلوبنا وأن تسمو بالأخلاق نفوسنا وأن يكون الحج إلي بيت الله الحرام طريقنا إلي الدعاء بالمغفرة والتوبة.. وأن يكون الوقوف بيوم عرفة يوما لطلب الصفح واستعادة معالم الطريق. فإننا نردد وسنظل دائما نردد.. لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.. والله أكبر الله الله أكبر.. لا إله إلا الله.. الله أكبر ولله الحمد.. الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا.. وصلي الله علي سيدنا محمد وسلم تسليما كثيرا.
ولنجعلها تكبيرات تملأ الدنيا ليسمع العالم كله صوت التوحيد.. صوت الحق.. صوت الإيمان بالمولي.. صوت الدعوة المحمدية دعوة السلام والمحبة.. دعوة التآلف والإنسانية.. دعوة الرحمة والتعاون والتراحم والتكامل.. دعوة الخير والقيم والمبادئ.. دعوة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
ولنجعلها تكبيرات تملأ الدنيا.. تعيد إحياء الأمل في نفوسنا.. تعيد تذكيرنا بأننا كنا وما زلنا خير أمة أخرجت للناس. تعيد إخراج أفضل ما فينا بعد أن اختطلت المفاهيم والمعاني.. تعيد لنا الفرحة والبهجة والاستبشار بأن القادم سيكون أفضل بإذن الله.. نحن أمة محمد.
***
وبينما نحن في انتظار العيد.. عيد التضحية والفداء فإن هناك فتاوي غريبة تتحدث عن إمكانية أن تكون الأضاحي بالطيور نظرا للحالة الاقتصادية وهي فتاوي رد عليها الكثير من علماء الأزهر رافضين هذا الرأي الذي وصفه أحدهم بأنه بمثابة إعلان حرب علي الفقراء لأنه أغفل أن للأضحية جانبا اجتماعيا بالغ الأهمية.
وبعيداً عن الدخول في معارك فقهية تستلزم قدرا مناسبا للإدلاء بالرأي فإن التضحية بالطيور لا تتناسب مع هذه الأيام المباركة التي تلعب فيها الأضاحي دورا مهما في تحقيق التواصل والتراحم والتكافل والتي يجد فيها الجميع فقيرا أو غنيا فرصة للمشاركة في اللحوم والاحتفال بالعيد في أجواء خاصة تحقق السعادة والرضاء.
ان ذبح الأضاحي في عيد الأضحي المبارك رمز وقيمة ومعني فلا تفسدوا أجمل وأروع ما فينا.. يكفينا الاحساس بالآخرين وادخال الفرحة في قلوبهم.
***
وفي هذه الأيام المباركة فإن قلوبنا مع اخوتنا وأهالينا في السودان الشقيق وحيث تتحدث تقارير إعلامية موثقة عن حرب وخطف واغتصاب في السودان وحيث لا مكان آمن للنساء الآن.
إننا ندعو ونبتهل إلي الله بأن تتوقف الحرب الجارية في السودان بين أبناء الوطن الواحد.. وأن تنجح كل محاولات التسوية بين الفرقاء وأن يستجيب الجميع لصوت العقل والحكمة حتي يعود الأمن والاستقرار إلي سودان الخير والمحبة. فما أقسي أن تتابع مشاهد خروج السودانيين من بلادهم وما أسوأ أن يعاملوا في بعض البلاد علي انهم من اللاجئين.. السودان الكبير حتما سيعود.. ولا صوت يعلو فوق صوت الأمن والاستقرار حتي نعيد الطمأنينة ويعود السودان.
***
ومن السودان إلي حديث عن “شراكة في ظل التنافس” وهو عنوان كتاب جديد للسفير الاسرائيلي السابق في القاهرة ديفيد جوفرين والذي نشرت مقتطفات منه صحيفة “معاريف” الاسرائيلية وفي الكتاب يتحدث ويصف العلاقات المصرية – الاسرائيلية بأنها معقدة للغاية وان الهوة في العلاقات مازالت كبيرة.
والسفير الاسرائيلي قضي ثلاث سنوات في مصر ويحكي عن تجاربه الشخصية في أرض النيل والأهرام موضحا الحساسيات الدقيقة في العلاقات بين البلدين.
ودون الحاجة إلي قراءة الكتاب الذي كان واضحا من عنوانه فإننا نقول ان مصر رائدة السلام في الشرق الأوسط تؤمن وتدعو إلي التعاون الأممي من أجل صالح الشعوب وهو تعاون يجب أن يكون قائما علي حسن الجوار واحترام الحقوق المشروعة للآخرين لتحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة وهو أمر يستدعي حل القضية الفلسطينية جذريا وتحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والتوقف عن انتهاك المقدسات الإسلامية والنوايا الطيبة التي تترجم لأفعال هي دائماً طريق التفاهم والحوار.
***
ونعود لقضايانا الحياتية ومسلسل صاحبة الفستان الأزرق التي ظهرت وهي ترقص في أحد الأفراح ونالت ما نالت بعد ذلك من تعليقات وحوارات وصلت إلي إقدام زوجها علي طلاقها بعد انتشار فيديو الرقص الذي دمر حياتها.. وانقسم الناس ما بين مؤيد ومعارض لموقف الزوج من رقص زوجته في أحد الأفراح.. وأصبح السؤال الآن.. لو كنت مكانه.. ماذا كنت ستفعل؟! وكل واحد وضميره في الإجابة..!
***
واستشاري تثقيف وإعلام غذائي يحذرنا من “أكلة البانيه والمكرونة” ويقول انها ضارة بالجسم ويقول ان “طاسة القلية” الموجودة في كل بيت ممكن أن تسبب السرطان!! والكلام في هذه الموضوعات كثير ويصدر ممن يعلم وممن لا يعلم.. وكله بيحذر من كل شيء.. و”الطاسة” عندنا في كل البيوت من مئات السنين ولا تتغير.. ومبسوطين منها وكل ما لونها يزداد سوادا تصبح أحلي وأحلي.. والطاسة ليست القضية.. والمهم وجود الزيت..!
***
وفتاة تقود سيارتها “البورش” التي لا نعرف قيمتها الآن.. وتسير بسرعة مائتي كيلو متر في الساعة فتنقلب السيارة عدة مرات وتتحطم وتلقي الفتاة مصرعها في الحال..!! دي عين فلقت الحجر والسيارة وصاحبتها.. سترك يا رب.
***
والحمد لله
علي صباح أقبل ونحن
“نسمع ونبصر”
الحمد لله علي شمس أشرقت ونحن
“نؤمن ونشكر”
الحمد لله علي يوم أقبل ونحن
“لم نفقد ولم نُفقد”
فليشرق يوم حمدا
بأن لنا “رباً”
إذا أغلقت الأبواب.. لا يغلق بابه
وإذا انقطعت الأسباب جاء مداده
وإذا قست القلوب نزلت رحماته
***
وأخيراً:
المصيبة ليست في ظلم الأشرار. بل في صمت الأخيار.
***
وكلما ارتفع الإنسان تكاثفت حوله الغيوم والمحن.