أزمة جديدة تحدث لأول مرة في السينما العالمية وتحديدا “هوليود”، بعدما أعلن الممثلون وكتاب السيناريو في الولايات المتحدة إضرابهم عن العمل لأول مرة منذ 60 عاما في وقت واحد، وامتدت آثار هذا التوقف عن العمل بالفعل إلى ألمانيا.
ودخل إنتاج المسلسلات والأفلام في هوليوود مرحلة جمود تام، مع بدء الممثلين الأمريكيين أمس الجمعة، إضرابًا يلتحق بإضراب كتّاب السيناريو، إذ طالب المضربون بتحسين رواتبهم التي باتت متدنية جدًا في عصر البثّ التدفقي، والحصول على ضمانات تحول دون استخدام برامج الذكاء الاصطناعي، خوفا من استخدامه في كتابة نصوص السيناريو، أو استنساخ أصواتهم وصورهم.
وأعرب تحالف منتجي الأعمال السينمائية والتلفزيونية، ممثِّلًا الاستوديوهات ومنصات البث التدفقي في المفاوضات، عن خيبته الكبيرة لفشلها، بينما كشفت رئيسة نقابة الممثلين الأميركيين فران دريشر، أن الاستوديوهات تفاوضت مع النقابة بطريقة غير نزيهة لكسب الوقت.
وتابعت في تقارير صحفية: “لقد خُدعنا وأشعر بخيبة أمل”، موضحة أن ممثلي الاستوديوهات ومنصات البثّ ظلّوا وراء الكواليس ولم يتوانوا عن إلغاء الاجتماعات معنا.
وتم تحديد إضراب الممثلين بشكل رسمي يوم الخميس بعد أسابيع من المفاوضات التي أخفقت في التوصل إلى اتفاق مع جمعية منتجي الأفلام والتلفزيون.
وقال هانز فيرنر ماير عضو مجلس إدارة الرابطة الاتحادية الألمانية للممثلين لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) يوم الجمعة، إن الرابطة تدعم إضراب الممثلين، حتى أن نجما هوليوود ريان جوسلينج ومارجوت روبي، لن يحضرا العرض الأول لفيلمهما “باربي” المقرر اليوم السبت في برلين، وابتعدا عن مواعيد الترويج للفيلم، كما أنه لن يكون هناك مؤتمر صحفي بعد عرض الفيلم، وأعرب النجوم عن تضامنهم مع العديد من زملائهم الذين يتقاضون أجورا أقل منهم بكثير.
وقالت روبي في العرض الأول لفيلم “باربي” في لندن، إنها تدعم بقوة جميع النقابات، حسبما أفادت تقارير إعلامية، وقالت المخرجة جريتا جيرويج إنها تريدهم حقا أن يظلوا أقوياء ويفوزوا في معركتهم.
وأعلنت تقارير صحفية عالمية أن هذا الإضرابن وسيؤدي لتفاقم الأضرار الاقتصادية التي تسبب فيها إضراب الكتاب الذي بدأ في الثاني من مايو الماضي، في ضربة جديدة للقطاع الذي تقدر قيمته بمليارات الدولارات في وقت يعاني فيه بالفعل من أثر تغيرات في نموذج عمله.
وفي مدينتي نيويورك ولوس أنجلوس، شارك ممثلون في مسيرات خارج مكاتب شركتي وارنر بروس وباراماونت واستوديوهات كبرى أخرى، وهم يهتفون بشعارات ويلوحون بلافتات ورايات.
ونقابة ممثلي الشاشة “الاتحاد الأميركي لفناني الراديو والتلفزيون” هي أكبر نقابة في هوليوود، إذ تضم 160 ألف ممثل، وتطالب هي ونقابة الكتاب الأميركية برفع الأجر الأساسي والفروق أو الرسوم التي تدفع عن البث الحي عبر الإنترنت إضافة لضمانات بألا يحل محلهم الذكاء الاصطناعي.
وأعلنت نقابة ممثلي الشاشة عن الإضراب بعد الإخفاق في التوصل لاتفاق مع الاستوديوهات الكبرى التي تشمل والت ديزني ونتفليكس.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن رئيسة النقابة، باسم 160 ألف ممثل وعامل في التلفزيون والسينما، فران دريشر، قولها: “لم يكن لدينا خيار، نحن الضحايا، نحن ضحايا كيان جشع جدًا، علما بأن مطلب المُضربين موحّد لجهة المطالبة بتحسين رواتبهم التي باتت متدنية جدًا في عصر البثّ التدفقي”.
من جهتها، وصفت النجمة السابقة لمسلسل ذي ناني هذا القرار بأنه “لحظة تاريخية”، مضيفة: “إذا لم نقف الآن، فإننا جميعًا معرَّضون لأن تستَبدَل بنا الآلات والشركات الكبيرة التي تهمّها (وول ستريت) أكثر منك ومن عائلتك”.
وفيما يمكن للممثلين وقف عملية الترويج للأفلام المُرتقب إطلاقها هذا الصيف، منها “أوبنهايمر” لكريستوفر نولان، إذ أشارت مجلة “فرايتي” أن الممثلين المشاركين في الفيلم غادروا العرض الأول له في لندن، الخميس، في حركة تضامنية.
ومن غير المعروف إلى متى يستمر الإضراب؛ فهو الأول منذ عام 1980، أما آخر إضراب لكتّاب السيناريو فيعود إلى 2007 – 2008 واستمر 100 يوم.
يشارك بالإضراب كبار نجوم هوليوم متضامنين مع صغار الممثلين
أما بالنسبة للأفلام قيد الإنتاج، فإن الإضراب يعني أن جزءا كبيرا من العمل سيصبح مستحيلا، حتى في الحالات التي يكون فيها التصوير قد اكتمل بالفعل، لن يكون الممثلون متاحين لإعادة التصوير والعناصر الأساسية الأخرى لعملية صناعة الأفلام.
وقد تتوقف أيضا البرامج التلفزيونية التي لا يزال يتم تصويرها، على الرغم من أنه في بعض الحالات يمكن إبرام صفقات جانبية بين فناني الأداء والمنتجين للسماح بمواصلة العمل.
وانتقل العديد من الممثلين إلى منصة انستغرام للتعبير عن دعمهم للإضراب، بما في ذلك نجم مسلسل بتر كول سول، بوب أودينكيرك، ونجمة سكس أند ذا سيتي، سينتيا نيكسون، ونجم هوليوود فيتيرن، جيمي لي كورتيس.
وجرى أول تجمع للمحتجين خارج مقر نتفلكس في كاليفورنيا، قبل الانتقال إلى باراماونت ووورنر برو وديزني.
وقال المدير التنفيذي الوطني وكبير المفاوضين في نقابة ممثلي الشاشة، دونكان كرابتري – إيرلاند: “يقترحون أن يكون بإمكان مسح الممثلين الصامتين لدينا ضوئيا، وأن يحصلوا على أجر ليوم واحد، ويجب أن تمتلك شركتهم هذا المسح الضوئي لصورهم، ويجب أن يكونوا قادرين على استخدامه للأبد، إذا كنتم تعتقدون أن الاقتراح رائد، أقترح عليكم إعادة التفكير”.
وقال تحالف منتجي الصور المتحركة والتلفزيون، إن الإضراب لم يكن بالتأكيد النتيجة التي كنا نأملها لأن الاستوديوهات لا يمكنها العمل بدون فناني الأداء الذين يبثون الحياة في برامجنا التلفزيونية وأفلامنا.
وأضاف في بيانه: “لقد اختار الاتحاد للأسف طريقا يؤدي إلى مصاعب مالية لآلاف لا تحصى من الأشخاص الذين يعتمدون على الصناعة”.
ويُعرف الاتحاد رسميا باسم الاتحاد الأمريكي لنقابة ممثلي الشاشة لفناني الراديو والتلفزيون.
ويشارك في الإضراب عشرات الآلاف من الممثلين الذين يتلقون أجرا أقل بكثير، مقابل الأدوار الثانوية، من زملائهم في القائمة أ.