يعتقد الخبراء في غضون العقدين المقبلين أن أجهزة الكمبيوتر الكمومية ستحل محل أجهزة الكمبيوتر “الكلاسيكية” في مكاتبنا وتحدث ثورة في حياتنا، حيث سيكونون قادرين على تسريع التعلم الآلي، وحل تغير المناخ واكتشاف عقاقير جديدة.
وفقا لما ذكرته صحيفة “ديلى ميل” البريطانية، تدعي جوجل أنها حققت إنجازًا كبيرًا في سعيها لبناء مثل هذا الجهاز من خلال تحقيق “التفوق الكمي”، وحل المشكلات التي لا تستطيع أي آلة كلاسيكية القيام بها.
يقول عملاق التكنولوجيا إنه أنشأ حاسوبًا كميًا قادرًا على إجراء حسابات فورية تتطلب حتى من أسرع كمبيوتر موجود اليوم 47 عامًا للقيام بها، وقال باحثو Google أنهم ابتكروا آلة أكثر قوة بقدرات تتجاوز الآلات الكلاسيكية، لكن لا يزال من غير الواضح مقدار تكلفة تطوير الكمبيوتر الكمي، ويقول الفريق في ورقتهم المنشورة على خادم arXiv قبل الطباعة: “أجهزة الكمبيوتر الكمومية تحمل وعدًا بتنفيذ مهام تتجاوز قدرة أجهزة الكمبيوتر الكلاسيكية”.
وأضاف الفريق، “نحن نقدر التكلفة الحسابية مقابل الأساليب الكلاسيكية المحسنة ونثبت أن تجربتنا تتجاوز قدرات أجهزة الكمبيوتر العملاقة الكلاسيكية الحالية.”
تستفيد تقنية الكم من التأثيرات المخفية لفيزياء الكم لتسريع معالجة المعلومات بشكل كبير، مما قد يؤدي إلى أقوى كمبيوتر على وجه الأرض، حتى أسرع أجهزة الكمبيوتر الموجودة اليوم، مثل الكمبيوتر العملاق Frontier في ولاية تينيسي، لا تتطابق مع إمكانات أجهزة الكمبيوتر الكمومية، وتستخدم أجهزة الكمبيوتر “التقليدية” أو “الكلاسيكية” لغة معالجة الكود الثنائي، وهي لغة تستند إلى إحدى الحالتين، الأصفار أو الآحاد، لكن ميكانيكا الكم تسمح لوحدة من المعلومات الكمومية، بأن تكون في حالة صفر، أو حالة واحد، أو كلتا الحالتين في نفس الوقت.
وفقًا لـ Google، فإن أحدث إصدار من معالجها الكمي Sycamore يعمل بـ 70 كيوبت، أكثر من نسخته السابقة من Sycamore التي كانت تحتوي على 53 كيوبت، ما يعني ان المعالج الكمي الذي يحتوي على 70 كيوبت أنه يمكنه تخزين ومعالجة 70 بتًا كميًا من المعلومات، وهو أمر مستحيل بالنسبة للكمبيوتر الكلاسيكي مهما كان سرعته أو بطئه.