نقلت صحيفة “منت” المتخصصة في الشأن الاقتصادي عن وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين قولها إن الولايات المتحدة تراقب عن كثب التحديات الاقتصادية التي تواجهها الصين وقد نشأت المخاوف بسبب التباطؤ الاقتصادي في الصين، إلى جانب تهديدات الركود في أوروبا وارتفاع التضخم الذي يؤثر على الطلب العالمي على المنتجات الصينية.
وقالت يلين للصحفيين في مؤتمر صحفي لدى وصولها إلى العاصمة الهندية نيودلهي لحضور القمة التي تستمر يومين: “تواجه الصين مجموعة متنوعة من التحديات العالمية على المدى القصير والطويل، وهي تحديات اقتصادية نراقبها بعناية، ومع ذلك، فإن الصين لديها مساحة كبيرة من السياسة لمواجهة هذه التحديات”.
وسيغيب الرئيس الصيني شي جين بينج والروسي فلاديمير بوتين عن اجتماع القادة في وقت تتصاعد فيه التوترات التجارية والجيوسياسية مع الولايات المتحدة والهند اللتين تشتركان معهما في حدود طويلة ومتنازع عليها.
وقالت الوزيرة الأمريكية إن التحديات التي تواجهها الصين تشمل “ارتفاعا أقل في الإنفاق الاستهلاكي الذي كان متوقعا في أعقاب قيود كوفيد، فضلا عن القضايا القائمة منذ فترة طويلة فيما يتعلق بقطاع العقارات والديون المتعلقة بذلك”.
وتفوقت الهند، البلد المضيف لمجموعة العشرين، على جارتها الشمالية كأكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان في وقت سابق من هذا العام.
وأضافت يلين أن “القوة العاملة في الصين بدأت في الانكماش” وسيؤثر غياب شي على مساعي واشنطن لإبقاء مجموعة العشرين المنتدى الرئيسي للتعاون الاقتصادي العالمي وجهودها نحو دفع التمويل للدول النامية ويتضمن ذلك خطة لزيادة قوة الإقراض للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي للدول الناشئة بنحو 200 مليار دولار كبديل أفضل لمبادرة الحزام والطريق “القسرية” التي أطلقتها بكين.
وبينما تدرك يلين المخاطر التي يتعرض لها النمو العالمي، قالت إنها “فوجئت بقوة النمو العالمي ومدى مرونة الاقتصاد العالمي الذي أثبته”.
وأضافت: “على الرغم من وجود مخاطر وبعض الدول التي تأثرت بالتأكيد، إلا أن الاقتصاد العالمي بشكل عام كان مرنًا” وأضافت يلين أن “التأثير السلبي الأهم هو حرب روسيا على أوكرانيا”.
تأسس المنتدى الدولي (مجموعة العشرين – G20) في عام 1999 في اجتماع لوزراء المالية من 19 دولة بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي لتباحث القضايا المتعلقة بالاقتصاد العالمي، وهو يجمع رؤساء الدول الأعضاء سنويًا منذ عام 2008.
وتعقد مجموعة العشرين قمتها بصفة سنوية، حيث يحضر مؤتمرات القمة رؤساء الحكومات أو الدول، ووزراء المالية، ووزراء الخارجية، ومحافظي البنوك المركزية وغيرهم من المسؤولين رفيعي المستوى، وتمثل تلك الدول حوالي 80% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، و75% من التجارة الدولية، وثلثي سكان العالم مما جعل قمة قادة مجموعة العشرين واحدة من أبرز الاجتماعات الاقتصادية على الصعيد الدولي.
وركَّزت مجموعة العشرين في البداية على المواضيع المتعلقة بالقضايا المالية والاقتصادية، ثم توسعت لتشمل قضايا أخرى ذات أهمية عالمية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمسائل الاقتصادية مثل التكنولوجيا الرقمية وسياسات التنمية وتغير المناخ ومكافحة الإرهاب، ودعت الهند كلًا من بنجلاديش ومصر وموريشيوس وهولندا ونيجيريا وسلطنة عمان وسنغافورة وإسبانيا والإمارات العربية المتحدة كضيوف للقمة خلال رئاستها لمجموعة العشرين واختارت الهند شعار هذا العام مرتكزًا على زهرة اللوتس كمكون تراثي مهم وتعقد القمة تحت عنوان “أرض واحدة – عائلة واحدة – مستقبل واحد”، وهدفها الأسمى هو “السعي لتحقيق نمو عادل ومنصف للجميع في العالم، ومن المرتقب أن تسلم الهند البرازيل رئاسة مجموعة العشرين لعام 2024، تليها جنوب أفريقيا في عام 2025.