استنكر هشام عبد العزيز، رئيس حزب الإصلاح والنهضة، التوقيت الذي تحدث فيه الإعلامي عمرو أديب عن الاستعدادات للانتخابات الرئاسية المقبلة، ووصفه للمعارضة السياسية بمصر بأنها “موسمية”، وذلك في ظل خروج المرشح المحتمل أحمد طنطاوي بدعوات لعودة جماعة الإخوان الإرهابية إلى الحياة السياسية في مصر.
وتساءل هشام عبد العزيز، رئيس حزب الإصلاح والنهضة، عن النوايا من وراء التقليل من مجهودات القوى الوطنية والحزبية والمعارضة المصرية في ظل حالة من الحوار الوطني وانفتاح المجال العام في مصر.
وأضاف أن هناك العديد من علامات الاستفهام حول محاولات الإعلامي عمرو أديب تصوير الوضع وكأنه ليس هناك من سبيل سوى الاحتجاج في الشارع في ظل وجود قنوات شرعية للأحزاب والتيارات المصرية على اختلاف أيدولوجياتها ومواقفها من السلطة في مصر.
وأكد عبد العزيز أن مصر تشهد حالة واقعية وملموسة من التنمية السياسية، تشهد عليها وتشارك فيها كافة القوى السياسية الفاعلة في مصر.
واعتبر هشام أن هذا النوع من الخطاب نوعًا من الوصاية والتجاوز على المعارضة الوطنية كما أن تصوير الواقع الحالي بكونه قابلًا للانفجار هو توصيف غير دقيق على الإطلاق ومناف لكافة الحقائق على الأرض.
ودعا رئيس حزب الإصلاح والنهضة الإعلامي عمرو أديب إلى المتابعة الدقيقة لما حدث على مدار الشهور الماضية في جلسات الحوار الوطني، وما شهده من نقاشات مستفيضة في قضايا اقتصادية وإجتماعية تمس المواطن المصري، وتطرح لها حلول بديلة وواقعية، حيث تقدم حزب الإصلاح والنهضة بأكثر من ٢٦٠ توصية على الجانبين التنفيذي والتشريعي في المحاور الثلاثة، السياسي، الاقتصادي والمجتمعي، وكذلك أكثر من ١٠ تعديلات تشريعية ومشروعات قوانين. وانقسمت المشاركات إلى ٥٠ حضور و٣٠ متحدثين، وتحدث قيادات الإصلاح والنهضة في ٢٠ ملفا موزعين بنسبة ٣٦٪ للمحور السياسي، نسبة ٣٠٪ للمحور الاقتصادي ونسبة ٣٤٪ للمحور المجتمعي.
وأشار عبد العزيز إلى أن تجربة الحوار الوطني أفرزت كفاءات وطنية محترمة وأفسحت المجال لظهور قوة التيارات الجادة، مؤكدا على ضرورة المضي قدما في استنساخ تجربة الحوار الوطني على جميع الأصعدة سواء داخل الأحزاب والكيانات أو بين التيارات المتعارضة لبناء تحالفات جادة في المرحلة القادمة.
وأضاف عبد العزيز بأن الحديث عن عدم وجود تكتلات في الحياة السياسية المصرية هو أمر مثير للدهشة، فهناك تكتلات تضم أحزاب الحركة المدنية وهناك التيار الإصلاحي الحر وهناك تنسيقات بين الأحزاب المختلفة في العديد من القضايا رغم ما بين تلك الأحزاب من اختلاف، فهناك تنسيق على مستوى شباب أحزاب الإصلاح والنهضة والاتحاد والمصري الديمقراطي والعدل.
وأبدى رئيس حزب الإصلاح والنهضة استغرابه من عدم متابعة النشاطات الحزبية ونشاطات التيارات والإئتلافات المختلفة من الصالونات السياسية ومجموعات العمل التي ناقشت على مدار أكثر من عام كافة قضايا الحوار الوطني تمهيدًا لإعداد الملفات الخاصة ب 113 قضية في 3 محاور.
وأشار عبد العزيز إلى أهمية أن يتناول الإعلام القضايا السياسية بشكل أكثر عمقًا، فهناك أحزاب وقوى من ضمنها حزب الإصلاح والنهضة تقدمت في بياناتها الحزبية في الاستحقاقات الرئاسية السابقة موضحة رأيها بحيادية، ومقترحة مجموعة من التوصيات أشبه بروشتة عمل وأحيانًا جرس إنذار خاصة في القضايا المتعلقة بالتداعيات الاجتماعية لبرنامج الإصلاح الاقتصادي وكذلك ضرورة فتح المجال العام.
وتساءل رئيس حزب الإصلاح والنهضة عن “ماهية المعارضة” التي يرى الأستاذ عمرو أديب أنها غائبة، فما تحتاجه مصر ليست معارضة الخطابات والشعارات والإثارة، وإنما معارضة البرامج والرؤى والأطروحات الجادة والعملية والواقعية والناضجة.
ودعا عبد العزيز كافة الاعلاميين في تحري الدقة في تعليقاتهم وارائهم خلال الفترة القادمة والتي تحتاج إلى تكاتف الجميع دون استثناء لصالح الدولة المصرية.