تقارير تكشف وجود قاعدة أمريكية سرية في النقب..و”هاريس” تنفي إرسال قوات إلى إسرائيل أو غزة

أكدت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أن الولايات المتحدة ليس لديها “أي نية على الإطلاق” لإرسال قوات إلى إسرائيل أو غزة.

وعندما سُئلت عن احتمال جر القوات الأمريكية إلى حرب في منطقة الشرق الأوسط، أجابت هاريس في مقابلة مع برنامج “60 دقيقة” بث أمس الأحد: “ليس لدينا أي نية على الإطلاق وليس لدينا أي خطط لإرسال قوات مقاتلة إلى إسرائيل أو غزة”.

ووفقًا لصحيفة “كنساس سيتي ستار” الأمريكية، كررت هاريس موقف إدارة بايدن بأن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها لكن الفلسطينيين يستحقون “إجراءات متساوية للسلامة والأمن”. 

كما شددت نائبة الرئيس على أهمية التمييز بين الفلسطينيين وحركة حماس، التي نفذت هجوم 7 أكتوبر، متهمةً حماس “بذبح مئات الشباب في حفل موسيقي. وبحسب معظم التقديرات، قُتل ما لا يقل عن 1400 إسرائيلي. ولإسرائيل، دون أي شك، الحق في الدفاع عن نفسها”. “ومع ذلك، من المهم جدًا ألا يكون هناك أي خلط بين حماس والفلسطينيين”. 

وتابعت: “الفلسطينيون يستحقون تدابير متساوية من حيث السلامة والأمن وتقرير المصير والكرامة” وأضافت: “لقد كنا واضحين للغاية بشأن ضرورة الالتزام بقواعد الحرب، وتدفق المساعدات الإنسانية”. 

وكشفت المقابلة حجم مشاركة هاريس الوثيقة في رد الإدارة على الحرب في إسرائيل وغزة وفي بيان نقله برنامج 60 دقيقة، وصف الرئيس بايدن هاريس بأنها “شريكته” في ردهم على الصراع المستمر كما شددت هاريس على العلاقة بين أوكرانيا وإسرائيل في معاركهما ضد روسيا وحماس، ونفت التلميح إلى أن الحرب في الشرق الأوسط يمكن أن تضع أوكرانيا في المؤخرة، قائلة: “ليس بالنسبة لنا… لا، إن أحداث غزة لا تضع الأوكرانيين على المحك ولا تجلسهم بالمقعد الخلفي على الإطلاق.” 

وأضافت: “نحن ملتزمون تجاه أوكرانيا كما كنا دائما، بالسماح بتقديم مساعدات إضافية للدفاع عن أنفسنا ضد العدوان الروسي غير المبرر. وهذا الموقف لن يتزعزع”.  

ولكن تصريحات هاريس العلنية، فيما يبدو تتناقض مع المعلومات السرية التي كشف عنها النقاب موقع “ذا انترسبت” الأمريكي الذي تحدث عن قيام الولايات المتحدة بإنشاء قاعدة عسكرية سرية في إسرائيل، وتحديدًا فوق جبل “جبل كيرن” الواقع بصحراء النقب الخالية تقريبًا من السكان، كقاعدة رادار للإنذار المبكر، وتعرف باسم “الموقع 512″، وتبعد حوالي 32 كيلومترًا عن الحدود الفاصلة بين إسرائيل وقطاع غزة.

وأضاف الموقع الأمريكي في تقرير أعده “كلين كليبنشتاين” و”دانيال بوجسلاف”، أن الوثائق الحكومية التي تشير إلى بناء هذه القاعدة الأمريكية السرية تقدم تلميحات حول وجود عسكري أمريكي ملحوظ بالقرب من غزة، رغم نفي نائبة الرئيس.

وتجري أعمال إنشاء الموقع على قمة “جبل كيرن” في صحراء النقب الذي يبلغ ارتفاعه 354 مترًا عن سطح البحر، ويضم هياكل، تم التأكد من أنها مباني لإقامة للجنود الأمريكيين بتكلفة أولية نحو 36 مليون دولار.

وأضاف التقرير أنه، وعلى الرغم من أن إصرار الرئيس الأمريكي جو بايدن والبيت الأبيض على عدم وجود خطط لإرسال قوات أمريكية إلى إسرائيل وسط حربها على حركة المقاومة الإسلامية حماس، فإن الوجود العسكري الأمريكي السري في إسرائيل قائم بالفعل وكشفت مجموعة من العقود الحكومية ووثائق الميزانية أنها تنمو بشكلٍ واضح.

الأمر اللافت هو أن وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاجون شرعت في إنشاء قاعدتها السرية قبل نحو شهرين من 7 أكتوبر، ولم ترصد الأجهزة والمعدات أيًا من الصواريخ والقذائف التي أطلقت من غزة، ويبدو أن مهام أجهزة الرادار المتطورة تنصب على مراقبة النشاط العسكري الإيراني المحتمل على بعد أكثر من 1127 كيلومترًا.

وقبل شهرين من هجوم حماس على إسرائيل، منح البنتاجون عقدًا بملايين الدولارات لبناء منشآت للقوات الأمريكية بهذه القاعدة، التي تُسمى “الموقع 512″، وهي منشأة رادار تراقب السماء تحسبًا لهجمات صاروخية على إسرائيل.

ولفت إلى أن رادارات الموقع “512” لم تر شيئًا من الصواريخ التي أطلقتها حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر الجاري، لأنها تركز على إيران، على بعد أكثر من 1127 كيلومترًا.

وذكر التقرير أن البنتاجون بذل قصارى جهده لإخفاء الطبيعة الحقيقية للموقع الذي تبلغ قيمته 35.8 مليون دولار، إذ تصفه في سجلات أخرى بأنّه مجرد “مشروع سري موجود في جميع أنحاء العالم”، وتصفه أحيانًا بأنّه “منشأة لدعم الحياة”، كما تحدثت وثائق الجيش الأمريكي عن هياكل تشبه ثكنات للجنود.

وتابع التقرير بأنّ جرى في السابق الإشارة إلى “الموقع 512” على أنه “موقع أمان تعاوني”، وهو تصنيف يهدف إلى منح تواجد منخفض التكلفة وخفيف الوزن، كما ذكر موقع “ذا إنترسبت” يمكن أن تتسع لاستيعاب نحو 1000 من الجنود.

ومنذ 7 أكتوبر وسع البنتاجون وجوده بشكلٍ كبير في الشرق الأوسط، إذ ضاعفت الولايات المتحدة عدد الطائرات المقاتلة في المنطقة، ونشرت حاملتي طائرات قبالة سواحل إسرائيل فضلا عن نشر قوات من المارينز والقوات الخاصة.

Exit mobile version