برعاية د. أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عقد معهد تيودور بلهارس برئاسة د. محمد عباس شميس القائم بأعمال مدير المعهد ندوته الثالثة تحت عنوان “إستراتيجيات التكيف والتخفيف من آثار تغير المُناخ المُتعلقة بالبيئة المائية وصحة الإنسان” ضمن البرنامج البحثي للتغيرات المُناخية، بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا.
افتتح فعاليات الندوة د. محمد عباس شميس، موضحًا مدى اهتمام الدولة بمشكلة التغيرات المُناخية، والحرص على المُساهمة الفعالة والمشاركة مع دول العالم في مُواجهة هذه المشكلة، وذلك تماشيًا مع رئاسة الأطراف للتغيرات المُناخية (COP- 27).
كما أشار د. محمد عباس شميس إلى قيام الحكومة المصرية باتباع العديد من السياسات والإجراءات لمُواجهة تحدي التغيرات المُناخية، والتكيف مع تداعياتها، وذلك انطلاقًا من كونها تهديدات تنموية واقتصادية بالمقام الأول، لافتًا إلى دور المعهد، من خلال البرنامج البحثي للتغيرات المُناخية في مُواجهة الخطر الصحي والبيئي الناجم عن تأثير الاحتباس الحراري، وذلك من خلال تنفيذ المشاريع البحثية الخاصة بتأثير التغيرات المُناخية على انتشار الأمراض المعدية وغير المعدية، وكذلك تنظيم الندوات وورش العمل، واستضافة الخبراء والمتخصصين في هذا المجال للتعاون العلمي، وتبادل الخبرات.
وأوضح د. محمد عباس شميس أن هذه الندوة تأتي ضمن سلسلة من الندوات والفاعليات التي يقدمها المعهد، من خلال البرنامج البحثي للتغيرات المُناخية استنادًا لما تم إنجازه في مؤتمر الأطراف للتغيرات المُناخية (COP- 27)، الذي استضافته مصر في شهر نوفمبر الماضي، واستعدادًا لمؤتمر الأطراف لقمة المُناخ (COP- 28)، الذي سوف يعقد بدولة الإمارات العربية المتحدة في ديسمبر المقبل، لافتًا إلى أن الهدف من عقد هذه الندوة هو التعرف على المشاكل البيئية والصحية الناتجة عن التغيرات المُناخية في مصر، ومدى التكيف معها والتخفيف من آثارها السلبية (Adaptation & mitigation)، وذلك من خلال المحاضرات المقدمة من قبل نخبة من الأساتذة المتخصصين في هذا المجال.
وأضاف القائم بأعمال مدير المعهد أن الندوة تناولت التغيرات المُناخية المتوقعة، من خلال سيناريوهات التغير المُناخي وأهمية السعي للتخفيف من آثار هذه التغيرات عن طريق تضافر الجهود بين قطاعات المياه، والغذاء، والطاقة، فضلًا عن التأثير السلبي لتغير المُناخ على التنوع الحيوي، وتوضيح خطورة التخلي عن مشروعات التشجير والمساحات الخضراء.
ومن جانبها جاءت كلمة د. ناهد محمد إسماعيل المشرف الفني على برنامج التغيرات المُناخية بالمعهد لتوضيح الدور الذي يقوم به البرنامج، والمهام المنوط بها، وإستراتيجيات البرنامج المقبلة في إجراء الأبحاث العلمية في مجال الصحة وانتشار الأمراض، والتنوع البيولوجي في النظام البيئي المائي في مصر، وذلك بهدف الوصول لعمل خرائط صحية لانتشار الأمراض المعدية وعوائلها الوسيطة؛ لتوقع سيناريوهات تأثير التغيرات المُناخية في المستقبل، وكذلك دور البرنامج في حملات التوعية، من خلال القوافل التي ينظمها أعضاء البرنامج في معظم القرى والمدن المصرية.
كما أشار د. أحمد عزام القائم بأعمال رئيس قسم بحوث البيئة بالمعهد في كلمته إلى دور القسم وإنجازاته في مجال الصحة البيئية، ومدى ارتباطها بالتغيرات المُناخية، فضلًا عن إلقائه محاضرة بعنوان “تأثير تغير المُناخ على الموارد المائية في مصر”.
وقدمت د. شيرين زهران مدير وحدة القدرات والبحوث بالمعهد العالي للهندسة والتكنولوجيا بالعبور محاضرة عن أهمية الترابط بين القطاعات المختلفة للتخفيف من مخاطر التغير المُناخي، كما شاركت في الندوة د. زينب صلاح محمود بالهيئة العامة للأرصاد الجوية بمحاضرة عن التغيرات المحتملة في مُناخ مصر باستخدام سيناريوهات التغيرات المُناخية.
وتحدث د. فوزي العيسوي يونس أستاذ ورئيس وحدة فسيولوجيا الأقلمة بمركز بحوث الصحراء عن تأثير التغيرات المناخية على التنوع البيولوجي، كذلك قدم د. هاني عبد السلام أستاذ البيئة البحرية بقسم علم الحيوان جامعة بنها محاضرة عن أهمية استعادة المساحات الخضراء في المجتمعات المدنية والمتحضرة، وقامت د. حنان على سيد إبراهيم أستاذ الصحة العامة بمعهد تيودور بلهارس بإلقاء محاضرة عن التغيرات المناخية وصحة المرأة.
كما ألقت د. شيرين محفوظ الباحث بقسم الرخويات الطبية بمعهد تيودور بلهارس محاضرة عن توزيع قواقع بوليتس الناقلة للبلهارسيا في ضوء التغيرات المُناخية.
جدير بالذكر، أن الندوة شهدت حضورًا مميزًا من السادة أعضاء هيئة التدريس والبحوث من مختلف الجامعات والمعاهد البحثية المصرية، مثل جامعة عين شمس، وجامعة الأزهر، وجامعة بنها، والمركز القومي للبحوث، ومركز البحوث الزراعية، ومركز بحوث الصحراء، ومعهد بحوث الهندسة الوراثية بوادي النطرون، ومعهد علوم البحار والمصايد، والمعمل المركزي للمناخ الزراعي، والهيئة العامة المصرية للأرصاد الجوية.