جيهان عبد الرحمن تكتب: الزيبق الفلسطيني

بقلم ــ جيهان عبد الرحمن

كنا نبحث عن روح شهر الانتصارات في ثنايا الذكري الخمسون لحرب أكتوبر المجيده 1973. لشحذ الهمم ورفع المعنويات, خاصة بين صفوف شبابنا الذين ربما لا يعرفون عن نصر أكتوبر سوي بضعة أسطر في كتبهم المدرسية أو أنه اسم شهر ميلادي أو مدينة سكنية وكوبري وسط العاصمة. حتي أستيقظنا علي طوفان الأقصي صباح السبت السابع من أكتوبر 2023 لنسأل أنفسنا كما سأل أهل الكهف أنفسهم حين أستيقظوا من ثباتهم العميق كم لبثنا؟ “وَكَذَٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ ۚ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ ۖ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۚ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ.” صدق الله العظيم. وكانت الأجابة من سورة الكهف ” وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا” ..أما علي أرض الواقع العربي لبثنا خمسون عاما وازدادوا يوما واحدا.

الحقيقة ثمة تشابه ليس فقط بين تكتيك وإعدادات حرب أكتوبر 1973 وخاصة في أختيار يوم يوافق أحد أعيادهم كما كان يوم الغفران , مرورا بتوافر عنصر المباغتة الذي شل تفكيرهم وحركتهم لتمضي بضع ساعات حتي يدركون حجم ما حاق بهم من مذلة عسكرية واستخبراتية وهزيمة منكرة تنقل أخبارها علي الهواء لحظة بلحظة.

أما أستخدام وسائل للإقتحام جوا وبحرا وجوا لا تخطر علي بال بشر,تكشف علي بساطتها ودقتها مدي أيمان المقاومة بالقضية الفلسطينية ورفض الإيستيطان, و مدي ضعف وهشاشة تلك الكومة التي يسمونها تساهلا الجيش الإسرائيلي و ذلك هو اللفظ الذي أستخدمه أيلي الضابط المهزوم وهو يصف جيشة في أعقاب حرب 1973و هو عائدا من هضبة الجولان يوم السادس من أكتوبر ووصفوه يومها بيوم القيامة.

دولة الأحتلال و العدوان والإغتصاب لهم السبق ممنذ قيام دولتهم المزعومة في قتل الإطفال, منها مجزرة بحر البقر في الاسماعيليه حين قصفتهم 5طائرات فانتوم عام 1970 وقتلت 30 طفل شهيدا وأصابت 50 , مجزرة صابرا وشاتيلا عام 1982والتي أستمرت ثلاث أيام تقتل وتذبح في مخيمي اللاجئين وغير معلوم حتي الان أعداد الشهداء مابين 750 ألي3500 من الفلسطينيين واللبنانيين نساءوأطفال وشيوخ, دير ياسين عام 1984 كان بمثابة إبادة جماعية لمدنيين أطفال ونساء وعجزه نحو 360 شهيد, والأن تتحدث دولة العدوان عن الإنسانية ونجد من يسير علي دربها ومازالت اثار اقدام المجندات الاسرائيليات علي جباه المصليين في الاقصي.

دولة الأحتلال لا تحارب اليوم جيشا نظاميا بل تواجه “علي الزيبق” ذلك الشاب الذي قتل والده علي يد أعدائه من المماليك المقدم دليله والمقدم سنقر الكلبي ومعهم الشرطة النظامية المنبطحة والأعيان المنتفعين, فقرر الإنتقام منهم بواسطة الحيل والألاعيب. علي الزيبق شخصية حقيقية لبطل من أبطال السير الشعبية.فكانت كل شخوص المقاومة الفلسطينية علي الزيبق بما أستخدمووه من حيل ومفاجأت زلزلت دولة العدوان المتغطرسه المترنحة لتعلم أن للشعوب دائما قولا أخر مهما طبعت العلاقات مع الحكومات.

وما بين الليلة والبارحة خمسون عاما, الليلة اعترفت دولة الإحتىلال ان السياج الحديدي والسور العازل المنيع به 18 ثغرة تم أقتىحامها بلودر بسيط وماكينات صيني لم تىستىطع حتي كتابة هذةالسطور سدها أو السيطرة عليها, وهو ما حدث مثله في حرب السادس من أكتىوبر 1973 حين صرخ الجنرال ابراهم مندلر قائد القوات المدرعة اللأسرائيلية في سيناء قائلا عندنا ثغرات كبيرة في القطاع الاوسط و الجنوبي تهاجمنا عشرات الدبابات والوضع ميؤوس منه لتنقل الأستغاثة اجهزة اللاسلكي لقادتهم ومنها لأمريكا التي هبت لنجدتهم كما تفعل دوما معهم .

Exit mobile version