يستمر القتال في قطاع غزة المكلوم بعد أن شن الاحتلال الإسرائيلي غارة في وقت مبكر من صباح الأربعاء على مستشفى الشفاء، أكبر مستشفى في غزة، متهمًا حماس بالعمل من أنفاق أسفل المجمع الضخم – وهو ادعاء نفته المقاومة الفلسطينية ومسؤولو المستشفى.
وذكرت شبكة سي إن إن الإخبارية أنها لا تستطيع التحقق من صدق مزاعم أي من الجانبين ونقلت عن مسؤولي شرطة الاحتلال قولهم إن ستة من أفراد الأمن الإسرائيلي أصيبوا في إطلاق نار بالقرب من القدس، وأحدهم في حالة حرجة.
وقالت شرطة الاحتلال إن ثلاثة أشخاص وصلوا في سيارة إلى نقطة التفتيش وفتحوا النار على الضباط المتمركزين هناك وأصيب مدنيان إسرائيليان آخران بجروح طفيفة وتم علاجهما في مكان الحادث، ونشرت شرطة الاحتلال صورة لمسدسين وبندقية إم-16 قالت إنها استخدمت في الهجوم.
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه قصف مقر إقامة قائد حماس في غزة ونشر الجيش مقطع فيديو جويا يظهر انفجارا كبيرا قال إنه يظهر تدمير المنزل، والمعروف أن إسماعيل هنية لم يقيم في غزة منذ عدة سنوات وفي مكان آخر، في مخيم الشاطئ للاجئين شمال غزة، قال جيش الاحتلال إنه عثر على أسلحة تابعة لقوات حماس البحرية ودمرها، بما في ذلك معدات غوص وعبوات ناسفة وزعم الإسرائيليون السيطرة على مخيم اللاجئين أمس الثلاثاء ولا تستطيع الشبكة الإخبارية تأكيد مزاعم جيش الاحتلال بشكل مستقل.
وفي الأثناء، تم إجلاء مواطنين روس من غزة عبر حاجز رفح ونشرت صورهم لدى وصولهم إلى مطار دوموديدوفو الدولي، بالقرب من لموسكو، وقالت وزارة الطوارئ الروسية إن إجمالي 107 مواطنين روس وعائلاتهم عبروا من قطاع غزة إلى مصر يوم الأربعاء وقالت الوزارة إن معبر رفح استمر في العمل بعد الموعد النهائي المحدد يوم الثلاثاء، مما سمح لعماله بإحضار مجموعة إضافية من الأشخاص إلى الجانب المصري وقالت الوزارة إن الروس الذين تم إجلاؤهم يسافرون في قافلة حافلات إلى القاهرة لمواصلة سفرهم إلى موسكو.
وأعلنت موسكو أيضًا إنها ستقدم 21 طنًا من المساعدات الإنسانية لسكان غزة، بما في ذلك منشآت الإضاءة الطارئة والمولدات والأدوية والمواد الغذائية وأضافت الوزارة أن الشحنة الإنسانية توجهت من موسكو إلى مصر وسيتم تسليمها إلى جمعية الهلال الأحمر المصري.
مستشفى الشفاء
كشفت الصور التي التقطتها شركة ماكسار تكنولوجيز، عبر الأقمار الصناعية، قدر الدمار الذي لحق بمستشفى الشفاء والمناطق المحيطة به في مدينة غزة، واصر الرئيس الأمريكي جو بايدن على اتهام حماس بارتكاب “جريمة حرب” زاعمًا بالتضامن مع إسرائيل أن ثمة مركز قيادة تابع لحماس تحت مستشفى الشفاء في غزة وتأتي تصريحات بايدن في أعقاب غارة إسرائيلية يوم الأربعاء على مستشفى الشفاء واتهم الاحتلال الإسرائيلي حماس بالعمل من خلال الأنفاق الموجودة أسفل المجمع الضخم – وهو ادعاء نفته المقاومة كما نفاه مسؤولو المستشفى.
وقد تدهورت الأوضاع في مستشفى الشفاء، الذي نفد الوقود منه ولم يعد يعمل، بسرعة في الأيام الأخيرة وسط قتال عنيف، حيث حذر الأطباء من وضع “كارثي” للمرضى والموظفين والنازحين الذين لا يزالون في الداخل وتأتي هذه العملية وسط تصعيد إسرائيلي للهجوم البري في غزة، والذي يهدف إلى تدمير حماس.
ووقع قتال عنيف خارج مستشفى الشفاء، وهو أكبر مستشفى في غزة، يوم الأربعاء وسط الغارة الإسرائيلية، وفقًا لمراسل شي إن إن داخل المستشفى وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه “نفذ عملية دقيقة وموجهة ضد حماس في منطقة محددة” من المستشفى وفي المقابل، قال المدير العام لمستشفيات غزة إن الاحتلال الإسرائيلي دخل الطابق الأرضي والطابق السفلي من مبنى الجراحة خلال وبحسب حماس فإن المستشفى أصبح الآن تحت السيطرة الإسرائيلية وتزعم إسرائيل أن لديها أدلة كما تزعم العثور على “معدات عسكرية تستخدمها حماس” خلال غارة الشفاء.
وقال رئيس الوكالة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة إن “المذبحة في غزة تصل إلى مستويات جديدة من الرعب كل يوم” ودعا إلى وقف إطلاق النار وفي الوقت نفسه، تبنى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارًا يدعو إلى سلسلة من فترات التوقف الإنساني في الإقليم.
وسياسيًا، دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الاستقالة، قائلا إن الزعيم الإسرائيلي “فقد ثقة الجمهور”، وحثت قطر كلا من إسرائيل وحماس على التوصل إلى اتفاق بشأن الإفراج عن رهائن تحتجزهم الحركة، محذرة من أن الوضع في غزة يتدهور بشكل يومي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطري ماجد الأنصاري في مؤتمر صحفي في الدوحة: “نعتقد أنه لا توجد فرصة أخرى للجانبين سوى هذه الوساطة، للتوصل إلى وضع يمكننا أن نرى فيه بصيص أمل في هذه الأزمة الرهيبة”.
واعتبر أن الوضع المتدهور في غزة يعوق جهود الوساطة التي تقودها الدوحة، لإطلاق سراح عدد من الرهائن وضمان وقف إطلاق نار موقت في قطاع غزة، وفقًا لشبكة سكاي نيوز وفي الأسبوع الماضي، أجرى مديرا الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية محادثات في الدوحة مع مسؤولين قطريين، بشأن “وقف إنساني” للحرب في غزة يتيح إطلاق سراح رهائن وإدخال مساعدات، وفق مسؤول مطلع على الزيارة لكن إسرائيل أكدت مرارا رفضها إعلان وقف إطلاق نار من دون الإفراج عن الرهائن.
وتحتجز حماس 239 رهينة بين إسرائيليين وأجانب، وفق السلطات الإسرائيلية، منذ السابع من أكتوبر حين شنت هجوما مباغتا على المستوطنات غير الشرعية في غلاف غزة.
اليهود يوجهون الانتقادات لرئيس الوزراء الكندي
انتقد زعماء الجالية اليهودية رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بسبب دعوته إسرائيل إلى “ممارسة أقصى درجات ضبط النفس” في غزة، وقال ترودو: “إن العالم يراقب ما يحدث من قتل النساء والأطفال والرضع”.
واجه رئيس الوزراء جاستن ترودو انتقادات الأربعاء من القادة اليهود بعد أن أدلى بتصريحات اعتبرت انتقادا مفرطًا لإسرائيل وجهودها لتدمير حماس في غزة وقال ترودو: “إننا نستمع إلى شهادات الأطباء وأفراد الأسر والناجين والأطفال الذين فقدوا آباءهم والعالم يشاهد كل هذا، وما يحدث الآن يجب أن يتوقف”.
وأضاف: “لقد كنت واضحًا أن ثمن العدالة لا يمكن أن يكون المعاناة المستمرة لجميع المدنيين الفلسطينيين فحتى الحروب لها قواعد وكل حياة الأبرياء متساوية في القيمة – الإسرائيليين والفلسطينيين”.
ورغم أن رئيس الوزراء لم يدعو صراحة إلى وقف إطلاق النار، إلا أنه قال إن “العنف يجب أن يتوقف بشكل عاجل” حتى يتمكن الفلسطينيون من الحصول على الخدمات الطبية المنقذة للحياة والغذاء والوقود والمياه.
وتأتي تصريحاته بعد أن ورد أن الأشخاص العالقين في مستشفى الشفاء بغزة يحفرون قبرًا جماعيًا على أراضي المستشفى لوضع الجثث المتحللة، على حد وصف موقع “سي بي سي” الأمريكي.