دور‭ ‬‮«‬مصر‭ – ‬السيسى‮»‬‭.. ‬الرؤية‭ ‬والإرادة


الكاتب أ / عبد الرازق توفيق

وسط‭ ‬إشادات‭ ‬دولية‭ ‬وتقدير‭ ‬وشكر‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬العالم‭ ‬للجهود‭ ‬المصرية‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الأشقاء‭ ‬فى‭ ‬قطر‭.. ‬جاءت‭ ‬الهدنة‭ ‬بين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والإسرائيليين‭.. ‬ووقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬وإدخال‭ ‬المساعدات‭ ‬بالقدر‭ ‬الذى‭ ‬يلبى‭ ‬احتياجات‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وتخفيف‭ ‬معاناتهم‭ ‬وإدخال‭ ‬الوقود‭.. ‬لتجسد‭ ‬قوة‭ ‬وعمق‭ ‬الدور‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭.. ‬والذى‭ ‬لم‭ ‬يأت‭ ‬من‭ ‬فراغ‭ ‬بل‭ ‬محصلة‭ ‬وحصاد‭ ‬رؤية‭ ‬وعمل‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استعادة‭ ‬مكانة‭ ‬مصر‭ ‬وثقلها‭ ‬الإقليمى‭ ‬وتأثيرها‭ ‬الدولى‭.. ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بناء‭ ‬قوة‭ ‬وقدرة‭ ‬الداخل‭ ‬ويتبنى‭ ‬سياسات‭ ‬خارجية‭ ‬شريفة‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬المصداقية‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل‭.. ‬لنصل‭ ‬فى‭ ‬النهاية‭ ‬إلى‭ ‬أننا‭ ‬أمام‭ ‬إنجاز‭ ‬حقيقى‭ ‬حققته‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬فى‭ ‬وضع‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬المكانة‭ ‬المرموقة‭ ‬إقليميا‭ ‬ودولياً‭.‬


دور‭ ‬‮«‬مصر‭ – ‬السيسى‮»‬‭.. ‬الرؤية‭ ‬والإرادة

منذ‭ ‬اندلاع‭ ‬الشرارة‭ ‬الأولى‭ ‬للأزمة‭ ‬الراهنة‭ ‬والتصعيد‭ ‬الخطير‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭… ‬تجلى‭ ‬الدور‭ ‬المصرى‭ ‬العظيم،‭ ‬وأظهرت‭ ‬مصر‭ ‬ثقلها‭ ‬ومحورية‭ ‬دورها‭ ‬وكونها‭ ‬اللاعب‭ ‬الرئيسى‭ ‬فى‭ ‬معادلة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.. ‬تحولت‭ ‬القاهرة‭ ‬إلى‭ ‬خلية‭ ‬عمل‭.. ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬يتلقى‭ ‬مكالمات‭ ‬واتصالات‭ ‬هاتفية‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬قادة‭ ‬وزعماء‭ ‬العالم‭.. ‬زيارات‭ ‬ولقاءات‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭ ‬سعياً‭ ‬وطلباً‭ ‬لدور‭ ‬مصر‭ ‬وتصورها‭ ‬حول‭ ‬حل‭ ‬الأزمة‭.. ‬وتهدئة‭ ‬الموقف‭ ‬المشتعل‭ ‬الذى‭ ‬ينذر‭ ‬بالاتساع‭ ‬ويهدد‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة‭.. ‬ويدخل‭ ‬فى‭ ‬نفق‭ ‬الحرب‭ ‬الشاملة‭ ‬تحركت‭ ‬مصر‭ ‬قبل‭ ‬الجميع‭.. ‬وأدركت‭ ‬مبكراً‭ ‬المخطط‭ ‬منذ‭ ‬اللحظة‭ ‬الأولي‭.. ‬لذلك‭ ‬اطلقت‭ ‬لاءاتها‭ ‬الثلاث‭: ‬لا‭ ‬لتصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭.. ‬لا‭ ‬لمحاولات‭ ‬إجبار‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬والنزوح‭ ‬إلى‭ ‬الجنوب‭ ‬حيث‭ ‬الحدود‭ ‬المصرية‭.. ‬لا‭ ‬للتوطين‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬وخاصة‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الأراضى‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬سيناء‭ ‬فذاك‭ ‬‮«‬خط‭ ‬أحمر‮»‬‭ ‬وقضية‭ ‬أمن‭ ‬قومى‭ ‬مصرى‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬لا‭ ‬تهاون‭ ‬ولا‭ ‬تفريط‭ ‬فى‭ ‬حمايته‭.. ‬وان‭ ‬محاولات‭ ‬فرض‭ ‬الأمر‭ ‬الواقع‭ ‬سوف‭ ‬تجر‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬الحرب‭ ‬لا‭ ‬محالة‭.‬
قالت‭ ‬مصر‭ ‬كلمتها‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬الأحداث‭ ‬والأزمة‭ ‬الراهنة‭ ‬دون‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الماضي‭.. ‬حيث‭ ‬معاناة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطينى‭ ‬الشقيق‭ ‬من‭ ‬ويلات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الصهيونى‭.. ‬من‭ ‬قمع‭ ‬واعتقالات‭ ‬واستيطان‭ ‬وانتهاكات‭ ‬للمقدسات‭ ‬وحصار‭ ‬خانق‭ ‬ومحاولات‭ ‬إسرائيل‭ ‬المستمرة‭ ‬لابتلاع‭ ‬الأراضى‭ ‬الفلسطينية‭.. ‬وعدم‭ ‬انصياعها‭ ‬لتنفيذ‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬والقرارات‭ ‬الأممية‭ ‬والدولية‭.. ‬أو‭ ‬تنفيذ‭ ‬مبادئ‭ ‬القانون‭ ‬الدولى‭ ‬الإنسانى‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬خاصة‭ ‬ان‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيونى‭ ‬هو‭ ‬قوة‭ ‬احتلال‭ ‬قائمة‭ ‬لا‭ ‬تنفذ‭ ‬مسئولياتها‭ ‬القانونية‭.. ‬حذرت‭ ‬مصر‭ ‬الشريفة‭ ‬القوية‭ ‬الشامخة‭ ‬من‭ ‬اتساع‭ ‬نطاق‭ ‬الصراع‭ ‬وتدخل‭ ‬أطراف‭ ‬أخرى‭ ‬فيه‭.. ‬وحتى‭ ‬لا‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬حرب‭ ‬شاملة‭ ‬أو‭ ‬دولية‭ ‬وطالبت‭ ‬مصر‭ ‬بوقف‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬على‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والتوقف‭ ‬عن‭ ‬قتل‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬واستهداف‭ ‬المستشفيات‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬أدانته‭ ‬مصر‭ ‬بأشد‭ ‬العبارات‭ ‬وطالبت‭ ‬بحتمية‭ ‬دخول‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والإغاثية‭ ‬بالقدر‭ ‬الكافى‭ ‬والذى‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬حجم‭ ‬الكارثة‭ ‬والمعاناة‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬والتخفيف‭ ‬من‭ ‬معاناة‭ ‬الأشقاء‭ ‬واتخذت‭ ‬مواقف‭ ‬حاسمة‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭.. ‬قررت‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬عبور‭ ‬للمواطنين‭ ‬الأجانب‭ ‬من‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬معبر‭ ‬رفح‭ ‬الذى‭ ‬ظل‭ ‬مفتوحاً‭ ‬منذ‭ ‬اندلاع‭ ‬التصعيد‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬دخول‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬وأيضاً‭ ‬عندما‭ ‬أعاقت‭ ‬إسرائيل‭ ‬دخول‭ ‬الجرحى‭ ‬والمصابين‭ ‬الفلسطينيين‭.. ‬قررت‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬عبور‭ ‬للمواطنين‭ ‬الأجانب‭ ‬معبر‭ ‬رفح‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬دخول‭ ‬الجرحى‭ ‬والمصابين‭.. ‬الحقيقة‭ ‬ان‭ ‬المواقف‭ ‬المصرية‭ ‬كانت‭ ‬واضحة‭ ‬للجميع‭ ‬ومعبرة‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬دولة‭ ‬قوية‭ ‬وقادرة‭.. ‬تدرك‭ ‬دورها‭ ‬وثقلها‭ ‬ولم‭ ‬تتنازل‭ ‬عن‭ ‬قراراتها‭ ‬على‭ ‬الاطلاق‭ ‬وثوابتها‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬الضغوط‭ ‬والمغريات‭.. ‬لأنها‭ ‬دولة‭ ‬قوية‭ ‬وشريفة‭.‬
الرؤية‭ ‬المصرية‭ ‬حول‭ ‬الصراع‭ ‬ومعالجته‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬مفاهيم‭ ‬دولية‭.. ‬ومبادئ‭ ‬يتحدث‭ ‬بها‭ ‬وعنها‭ ‬قادة‭ ‬العالم‭ ‬الذين‭ ‬أكدوا‭ ‬رفضهم‭ ‬لعمليات‭ ‬التهجير‭ ‬أو‭ ‬التوطين‭ ‬أو‭ ‬احتلال‭ ‬إسرائيل‭ ‬لغزة‭ ‬أو‭ ‬أى‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الإدارة‭ ‬للقطاع‭ ‬واعتبار‭ ‬ذلك‭ ‬شأناً‭ ‬فلسطينياً‭ ‬داخلياً‭.. ‬وحقاً‭ ‬للأشقاء‭.. ‬أيضاً‭ ‬أصبح‭ ‬العالم‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬ايجاد‭ ‬حل‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وبات‭ ‬على‭ ‬قناعة‭ ‬بأهمية‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬وإقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مستقلة‭ ‬على‭ ‬خطوط‭ ‬وحدود‭ ‬4‭ ‬يونيو‭ ‬1967‭ ‬عاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭.. ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬التهدئة‭ ‬ووقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬واستئناف‭ ‬مسار‭ ‬المفاوضات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تسوية‭ ‬شاملة‭ ‬وعادلة‭ ‬ودائمة‭ ‬للصراع‭ ‬الإسرائيلي‭- ‬الفلسطينى‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬عدم‭ ‬تكرار‭ ‬اندلاع‭ ‬أو‭ ‬نشوب‭ ‬أو‭ ‬تجدد‭ ‬الصراع‭ ‬الدموي‭.‬
الحقيقة‭ ‬ان‭ ‬الدور‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬الصراع‭ ‬الدائر‭ ‬والأزمة‭ ‬الراهنة‭ ‬كان‭ ‬ومازال‭ ‬متعدد‭ ‬الأهداف‭.. ‬أصبح‭ ‬العالم‭ ‬يتحدث‭ ‬بمفرداته‭ ‬ورؤيته‭ ‬وتصوراته‭ ‬بل‭ ‬وتراجع‭ ‬المؤيدون‭ ‬والداعمون‭ ‬بشكل‭ ‬مطلق‭ ‬لإسرائيل‭ ‬عن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬قراراتهم‭ ‬وتصوراتهم‭ ‬بفضل‭ ‬الموقف‭ ‬المصرى‭ ‬الواضح‭ ‬والحاسم‭ ‬والحكيم‭.. ‬أيضاً‭ ‬لأن‭ ‬العالم‭ ‬فى‭ ‬غنى‭ ‬عن‭ ‬تداعيات‭ ‬هذا‭ ‬الصراع‭ ‬وخطورته‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولى‭ ‬جميعا‭.‬
نجحت‭ ‬مصر‭ ‬باقتدار‭ ‬وتجلى‭ ‬دورها‭ ‬فى‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمة‭ ‬واطفاء‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬نيرانها‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬هدنة‭ ‬لمدة‭ ‬أربعة‭ ‬أيام‭.. ‬يتبادل‭ ‬فيها‭ ‬الطرفان‭ ‬الفلسطينى‭ ‬والإسرائيلى‭ ‬الأسري‭.. ‬وضمان‭ ‬انفاذ‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والإغاثية‭ ‬والوقود‭ ‬لأهالى‭ ‬غزة‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬تعداد‭ ‬السكان‭ ‬وحجم‭ ‬الأزمة‭ ‬والمعاناة‭ ‬ونجحت‭ ‬الوساطة‭ ‬المصرية‭- ‬القطرية‭- ‬الأمريكية‭ ‬فى‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬هدنة‭.. ‬قابلة‭ ‬للتجديد‭ ‬وهى‭ ‬فرصة‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬دائم‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭.. ‬وتجديد‭ ‬مسار‭ ‬مفاوضات‭ ‬السلام‭ ‬وتنفيذ‭ ‬باقى‭ ‬مكونات‭ ‬الرؤية‭ ‬المصرية‭.. ‬وهذا‭ ‬النجاح‭ ‬الكبير‭ ‬هو‭ ‬تجسيد‭ ‬حقيقى‭ ‬للدور‭ ‬المصرى‭ ‬العظيم‭ ‬والمحورى‭ ‬الذى‭ ‬تحدثت‭ ‬عنه‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬العالمية‭ ‬وأكده‭ ‬قادة‭ ‬وزعماء‭ ‬العالم‭.. ‬فمصر‭ ‬هى‭ ‬صاحبة‭ ‬الدور‭ ‬المحورى‭ ‬وركيزة‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة‭.. ‬عادت‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬بفضل‭ ‬رؤية‭ ‬وحكمة‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬لتقود‭ ‬المنطقة‭ ‬ويعول‭ ‬عليها‭ ‬العالم‭ ‬بما‭ ‬لديها‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬وقدرة‭ ‬حكيمة‭ ‬وسياسات‭ ‬شريفة‭ ‬تستهدف‭ ‬ترسيخ‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والسلام‭ ‬فى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬
لم‭ ‬يكن‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكى‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬ليشكر‭ ‬مصر‭ ‬وقيادتها‭ ‬السياسية‭ ‬وهى‭ ‬ليست‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬بل‭ ‬هناك‭ ‬مرات‭ ‬سابقة‭ ‬بفضل‭ ‬نجاحات‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬التهدئة‭ ‬ووقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬بين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬والفلسطينيين‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬إلا‭ ‬إقراراً‭ ‬بقوة‭ ‬الدور‭ ‬المصرى‭ ‬وحكمته‭ ‬وبما‭ ‬لدى‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬أوراق‭ ‬وسياسات‭ ‬حكيمة‭ ‬وصادقة‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭.. ‬والهدنة‭ ‬أيضاً‭ ‬هى‭ ‬إقرار‭ ‬بنجاح‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬اجهاض‭ ‬المخطط‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬فى‭ ‬محاولة‭ ‬لتصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وتهجير‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬وتوطينهم‭ ‬فى‭ ‬سيناء‭ ‬أو‭ ‬الأردن‭.. ‬فمصر‭ ‬وضعت‭ ‬خطوطاً‭ ‬‮«‬حمراء‭ ‬جديدة‮»‬‭.. ‬نجحت‭ ‬فى‭ ‬حمايتها‭ ‬وترسيخها‭ ‬وباتت‭ ‬مبادئ‭ ‬دولية‭ ‬يقرها‭ ‬العالم‭.‬
العالم‭ ‬أدرك‭ ‬قوة‭ ‬مصر‭ ‬وقدرتها‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬قوة‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬تستطيع‭ ‬ان‭ ‬تفرض‭ ‬عليها‭ ‬إملاءات‭ ‬أو‭ ‬ضغوطاً‭ ‬تجافى‭ ‬وتتنافى‭ ‬مع‭ ‬ثوابتها‭ ‬وخطوطها‭ ‬الحمراء‭.. ‬وأنها‭ ‬تظل‭ ‬الشريفة‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تقبل‭ ‬أى‭ ‬إغراءات‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬أمنها‭ ‬القومى‭ ‬وقدسية‭ ‬أراضيها‭ ‬حتى‭ ‬رغم‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العالمية‭.. ‬والحقيقة‭ ‬أيضاً‭ ‬ان‭ ‬قوة‭ ‬مصر‭ ‬تجلت‭ ‬ودورها‭ ‬بات‭ ‬ساطعاً‭ ‬كالشمس‭.. ‬بفضل‭ ‬حكمة‭ ‬وشموخ‭ ‬القيادة‭ ‬المصرية‭.. ‬وأيضاً‭ ‬بفضل‭ ‬اصطفاف‭ ‬المصريين‭ ‬حول‭ ‬قيادتهم‭ ‬الوطنية‭ ‬الشريفة‭ ‬وتفويضها‭ ‬فى‭ ‬اتخاذ‭ ‬ما‭ ‬تراه‭ ‬مناسباً‭ ‬لحماية‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬المصرى‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭.. ‬وكذلك‭ ‬التفاف‭ ‬وتفويض‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬للرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬لاتخاذ‭ ‬ما‭ ‬يراه‭ ‬مناسباً‭ ‬حيال‭ ‬هذه‭ ‬التهديدات‭.. ‬وهذا‭ ‬النجاح‭ ‬الكبير‭ ‬هو‭ ‬تطبيق‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭.. ‬لكون‭ ‬المصريين‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد‭.. ‬فاصطفاف‭ ‬الشعب‭ ‬خلف‭ ‬قيادته‭ ‬هو‭ ‬صمام‭ ‬الأمان‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الوطن‭ ‬ودحر‭ ‬أى‭ ‬تهديد‭ ‬خارجي‭.. ‬لذلك‭ ‬تبقى‭ ‬رؤية‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬دائماً‭ ‬هى‭ ‬الحل‭.. ‬فى‭ ‬عبور‭ ‬مصر‭ ‬وشعبها‭ ‬للتحديات‭ ‬والتهديدات‭.‬
الدور‭ ‬والمكانة‭ ‬والثقل‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.. ‬وهو‭ ‬أساس‭ ‬المعادلة‭ ‬الإقليمية‭ ‬وذو‭ ‬تأثير‭ ‬وفعالية‭ ‬قوية‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية‭.. ‬لذلك‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬والثقل‭ ‬والمكانة‭ ‬والتأثير‭ ‬لم‭ ‬يأت‭ ‬من‭ ‬فراغ‭ ‬بل‭ ‬نتاج‭ ‬وحصاد‭ ‬رؤية‭ ‬عبقرية‭ ‬ووطنية‭ ‬شريفة‭.. ‬تطلعت‭ ‬واستهدفت‭ ‬الشموخ‭ ‬والقوة‭ ‬والقدرة‭ ‬وعملت‭ ‬ليل‭ ‬نهار‭ ‬على‭ ‬استعادة‭ ‬قوة‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬الداخل‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬قوة‭ ‬الخارج‭.. ‬لا‭ ‬ريب‭ ‬ان‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬صنع‭ ‬دور‭ ‬ومكانة‭ ‬وثقل‭ ‬مصر‭ ‬الإقليمى‭ ‬وأعادها‭ ‬لتكون‭ ‬الرقم‭ ‬الأكبر‭ ‬والأهم‭ ‬فى‭ ‬المعادلة‭ ‬الإقليمية‭ ‬بفضل‭ ‬سياسات‭ ‬شريفة‭ ‬وثوابت‭ ‬راسخة‭ ‬وعلاقات‭ ‬دولية‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬والتعاون‭ ‬المشترك‭ ‬لتحقيق‭ ‬المصالح‭ ‬المتبادلة‭ ‬وبناء‭ ‬علاقات‭ ‬إستراتيجية‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬دون‭ ‬تورط‭ ‬فى‭ ‬انحياز‭ ‬لمعسكر‭ ‬أو‭ ‬دولة‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬أخري‭.. ‬فنحن‭ ‬علاقاتنا‭ ‬منفتحة‭ ‬وقوية‭ ‬وإستراتيجية‭ ‬مع‭ ‬الجميع‭ ‬نبحث‭ ‬عن‭ ‬المصالح‭ ‬المصرية‭ ‬التى‭ ‬تحقق‭ ‬آمال‭ ‬وتطلعات‭ ‬المصريين‭.. ‬لا‭ ‬نتدخل‭ ‬فى‭ ‬الشئون‭ ‬الداخلية‭ ‬لأى‭ ‬دولة‭ ‬ولا‭ ‬نسمح‭ ‬لأى‭ ‬قوة‭ ‬ان‭ ‬تتدخل‭ ‬فى‭ ‬شئوننا‭ ‬الداخلية‭ ‬وإرادة‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬واستقلال‭ ‬قراره‭ ‬الوطني‭.. ‬فمصر‭ ‬التى‭ ‬ترفض‭ ‬النزاعات‭ ‬والصراعات‭ ‬والحروب‭ ‬عن‭ ‬قوة‭ ‬وقدرة‭.. ‬وتسعى‭ ‬إلى‭ ‬التسويات‭ ‬السياسية‭ ‬والتفاوض‭ ‬وتغليب‭ ‬لغة‭ ‬الحوار‭.. ‬وتؤمن‭ ‬ان‭ ‬السلام‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬تحميه‭ ‬وتحافظ‭ ‬عليه‭.. ‬قوة‭ ‬تمنع‭ ‬العدوان‭ ‬وتمكن‭ ‬من‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬ردع‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬تسول‭ ‬له‭ ‬نفسه‭ ‬المساس‭ ‬بأمن‭ ‬مصر‭ ‬القومى‭ ‬ومصالحها‭.‬
نحن‭ ‬نحصد‭ ‬ونجنى‭ ‬ثمار‭ ‬رؤية‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬الحقيقية‭ ‬القوية‭ ‬القادرة‭.. ‬الرقم‭ ‬الأكبر‭ ‬والأهم‭ ‬فى‭ ‬المعادلة‭ ‬الإقليمية‭ ‬وجزء‭ ‬رئيسى‭ ‬من‭ ‬المعادلة‭ ‬الدولية‭.. ‬هذا‭ ‬النجاح‭ ‬الكبير‭ ‬فى‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬هدنة‭ ‬بين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬والفلسطينيين‭ ‬لم‭ ‬يأت‭ ‬من‭ ‬فراغ‭ ‬أو‭ ‬جاء‭ ‬صدفة‭ ‬وهذا‭ ‬الشكر‭ ‬والتحية‭ ‬والتقدير‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬أكبر‭ ‬دولة‭ ‬فى‭ ‬العالم‭.. ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الأول‭ ‬ولن‭ ‬يكون‭ ‬الأخير‭.. ‬فرؤية‭ ‬السيسى‭ ‬هى‭ ‬التى‭ ‬صنعت‭ ‬الأمجاد‭ ‬والقوة‭ ‬والقدرة‭ ‬المصرية‭.. ‬وبنت‭ ‬المصداقية‭ ‬وأجهضت‭ ‬المؤامرات‭ ‬والمخططات‭.. ‬وعلينا‭ ‬ان‭ ‬نعود‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬لقراءة‭ ‬9‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الإصلاح‭ ‬والبناء‭ ‬والتنمية‭ ‬لابتغاء‭ ‬التقدم‭ ‬والقوة‭ ‬والقدرة‭.. ‬لندرك‭ ‬جميعاً‭ ‬كيف‭ ‬بنى‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬القوى‭ ‬والمكانة‭ ‬المرموقة‭ ‬والثقل‭ ‬الفاعل‭ ‬إقليمياً‭ ‬ودولياً‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬مصر‭ ‬قبل‭ ‬السيسى‭ ‬تعانى‭ ‬من‭ ‬التراجع‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عقود‭.. ‬وعانت‭ ‬منذ‭ ‬2011‭ ‬من‭ ‬الفوضى‭ ‬والانهيار‭ ‬والانعزال‭ ‬ليعيدها‭ ‬قائد‭ ‬عظيم‭ ‬وشريف‭ ‬إلى‭ ‬منصات‭ ‬الكبار‭.. ‬تقول‭ ‬وترى‭ ‬بشجاعة‭ ‬وتتحدث‭ ‬بشموخ‭.. ‬فبناء‭ ‬قوة‭ ‬الداخل‭ ‬وتحقيق‭ ‬الإنجازات‭ ‬والنجاحات‭ ‬وهذا‭ ‬الحجم‭ ‬الهائل‭ ‬من‭ ‬المشروعات‭ ‬القومية‭ ‬العملاقة‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭ ‬والقطاعات‭ ‬لتتحول‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬التراجع‭ ‬وشبه‭ ‬الدولة‭ ‬إلى‭ ‬دولة‭ ‬حقيقية‭ ‬وقادرة‭.. ‬دولة‭ ‬الفرص‭ ‬والمستقبل‭ ‬الواعد‭.. ‬ثم‭ ‬إعادة‭ ‬الاعتبار‭ ‬للإنسان‭ ‬المصرى‭ ‬والاهتمام‭ ‬ببنائه‭ ‬وتمكينه‭ ‬من‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭.. ‬فلم‭ ‬يكن‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬العشوائيات‭ ‬إلا‭ ‬إيماناً‭ ‬من‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬بقيمة‭ ‬ومكانة‭ ‬المواطن‭ ‬المصرى‭ ‬وجدارته‭ ‬بالحياة‭ ‬الكريمة‭.. ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬للمصريين‭ ‬إلا‭ ‬عنواناً‭ ‬لعقيدة‭ ‬رئاسية‭.. ‬تولى‭ ‬بناء‭ ‬الإنسان‭ ‬المصرى‭ ‬اهتماماً‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭.. ‬لذلك‭ ‬قرر‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬بإرادة‭ ‬التصدى‭ ‬لتهديد‭ ‬خطير‭ ‬لحياة‭ ‬المصريين‭ ‬ونجح‭ ‬فى‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬فيروس‭ ‬‮«‬سي‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬كانت‭ ‬مصر‭ ‬هى‭ ‬الأعلى‭ ‬إصابة‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬لتصبح‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس‭ ‬اللعين‭ ‬ثم‭ ‬أيضاً‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬قوائم‭ ‬الانتظار‭.. ‬ثم‭ ‬التوسع‭ ‬فى‭ ‬المبادرات‭ ‬الرئاسية‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭.. ‬والتأمين‭ ‬الصحى‭ ‬الشامل‭ ‬وبناء‭ ‬المستشفيات‭ ‬الجديدة‭.. ‬وتطوير‭ ‬ورفع‭ ‬كفاءة‭ ‬القديمة‭ ‬ثم‭ ‬التوسع‭ ‬فى‭ ‬برامج‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لتكون‭ ‬مظلة‭ ‬تحمى‭ ‬الفئات‭ ‬الأكثر‭ ‬احتياجاً‭ ‬والارتقاء‭ ‬بمستوى‭ ‬التعليم‭.. ‬وأيضاً‭ ‬بمستوى‭ ‬الوعى‭ ‬الحقيقى‭ ‬لدى‭ ‬المواطن‭ ‬المصرى‭ ‬وإشراكه‭ ‬فى‭ ‬تحمل‭ ‬مسئولية‭ ‬بناء‭ ‬وحماية‭ ‬وطنه‭ ‬ليضطلع‭ ‬بدوره‭ ‬الوطنى‭ ‬لإيمان‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬بكون‭ ‬اصطفاف‭ ‬المصريين‭ ‬هو‭ ‬صمام‭ ‬الأمان‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭.‬
دور‭ ‬مصر‭ ‬المؤثر‭ ‬والفاعل‭ ‬والرائد‭ ‬إقليمياً‭ ‬وإفريقياً‭ ‬ودولياً‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬اعتباطاً‭.. ‬ولنا‭ ‬ان‭ ‬نرصد‭ ‬كيف‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬والثقل‭ ‬والفعالية‭ ‬قبل‭ ‬السيسى‭ ‬وكيف‭ ‬أصبح‭ ‬فى‭ ‬عهده‭ ‬والشواهد‭ ‬والتجارب‭ ‬كثيرة‭ ‬وهو‭ ‬نجاحات‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬اطفاء‭ ‬نيران‭ ‬وحرائق‭ ‬كثيرة‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭.. ‬وترسيخ‭ ‬رؤيتها‭ ‬واعتراف‭ ‬العالم‭ ‬بأهميتها‭ ‬وانها‭ ‬هى‭ ‬السبيل‭ ‬والحل‭.. ‬وأيضاً‭ ‬وجود‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬مشتعلة‭ ‬ومضطربة‭ ‬واحاطتها‭ ‬باضطرابات‭ ‬وأزمات‭ ‬وصراعات‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬اتجاه‭ ‬فى‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬الذى‭ ‬تعيش‭ ‬فيه‭ (‬مصر‭- ‬السيسي‭) ‬آمنة‭ ‬مستقرة‭ ‬مطمئنة‭ ‬لم‭ ‬تمسسها‭ ‬نيران‭ ‬الصراعات‭ ‬فى‭ ‬الجوار‭.. ‬تتعامل‭ ‬بقوة‭ ‬وحكمة‭ ‬بفضل‭ ‬سياسات‭ ‬رشيدة‭.. ‬وقدرة‭ ‬فائقة‭ ‬بناها‭ ‬قائد‭ ‬عظيم‭.‬
عبقرية‭ ‬تعامل‭ ‬وإدارة‭ ‬مصر‭ ‬للأزمة‭ ‬والصراع‭ ‬الدائر‭ ‬والتصعيد‭ ‬الخطير‭ ‬فى‭ ‬غزة‭.. ‬نجحت‭ ‬فى‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الهدنة‭.. ‬ويقيناً‭ ‬ان‭ ‬هذه‭ ‬الهدنة‭ ‬سوف‭ ‬يتم‭ ‬البناء‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مواصلة‭ ‬وتكثيف‭ ‬الجهود‭ ‬المصرية‭ ‬مع‭ ‬الشركاء‭ ‬الدوليين‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬دائم‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭.. ‬وإحياء‭ ‬مسار‭ ‬التفاوض‭ ‬والسلام‭.. ‬وأعظم‭ ‬ما‭ ‬فى‭ ‬الرؤية‭ ‬والإدارة‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمة‭ ‬هو‭ ‬النجاح‭ ‬المتدرج‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬الهدنة‭ ‬بين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬والفلسطينيين‭ ‬لمدة‭ ‬4‭ ‬أيام‭ ‬لتبادل‭ ‬الأسرى‭ ‬وتخفيف‭ ‬المعاناة‭ ‬عن‭ ‬الفلسطينيين‭.. ‬بدأت‭ ‬باجهاض‭ ‬المخطط‭ ‬المشبوه‭ ‬لتصفية‭ ‬القضية‭ ‬وتهجير‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والتوطين‭.. ‬ثم‭ ‬إدخال‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والإغاثية‭ ‬إلى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬رغم‭ ‬التعنت‭ ‬الإسرائيلي‭.. ‬ثم‭ ‬إدخال‭ ‬الوقود‭ ‬رغم‭ ‬رفض‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيونى‭ ‬وتشدده‭.. ‬ثم‭ ‬أيضاً‭ ‬رفض‭ ‬الكيان‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬أو‭ ‬الاستجابة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬هدنة‭ ‬إنسانية‭ ‬لكنه‭ ‬فى‭ ‬النهاية‭ ‬رضخ‭ ‬للمطالب‭ ‬والمواقف‭ ‬المصرية‭ ‬التى‭ ‬لم‭ ‬تتزحزح‭ ‬عنها‭ ‬وحققت‭ ‬مصر‭ ‬أهدافاً‭ ‬كثيرة‭ ‬ومازالت‭ ‬تعمل‭ ‬بدأب‭ ‬وبجهود‭ ‬مكثفة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬احتواء‭ ‬نهائى‭ ‬للموقف‭ ‬المتأزم‭ ‬والتصعيد‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬وهو‭ ‬انتصار‭ ‬عظيم‭ ‬للإرادة‭ ‬المصرية‭ ‬ونجاح‭ ‬للدبلوماسية‭ ‬الرئاسية‭ ‬ورؤيتها‭ ‬ومطالبها‭ ‬ونجاح‭ ‬أيضاً‭ ‬لمؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭.. ‬يكشف‭ ‬أننا‭ ‬أمام‭ ‬دولة‭ ‬تدير‭ ‬المواقف‭ ‬الصعبة‭ ‬والأزمات‭ ‬والصراعات‭ ‬بأساليب‭ ‬حكيمة‭ ‬وعبقرية‭ ‬تليق‭ ‬بعظمة‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬وقيادتها‭ ‬الوطنية‭.‬
السيسى‭ ‬حوَّل‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬زمن‭ ‬قياسى‭ ‬إلى‭ ‬قوة‭ ‬إقليمية‭ ‬تقود‭ ‬المنطقة‭ ‬ومكانة‭ ‬دولية‭ ‬جديرة‭ ‬بالاحترام‭ ‬والتقدير‭.. ‬وأيضاً‭ ‬أكد‭ ‬للجميع‭ ‬خاصة‭ ‬أصحاب‭ ‬الأطماع‭ ‬والأوهام‭ ‬والمخططات‭ ‬والمؤامرات‭.. ‬انهم‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬تنجح‭ ‬أو‭ ‬تتحقق‭ ‬أهدافهم‭ ‬الخبيثة‭.. ‬فمصر‭ ‬مؤمنة‭ ‬ومحفوظة‭ ‬ومصانة‭ ‬بفضل‭ ‬ربها‭ ‬ثم‭ ‬رؤية‭ ‬وحكمة‭ ‬وإرادة‭ ‬قيادتها‭ ‬السياسية‭ ‬وبفضل‭ ‬اصطفاف‭ ‬شعبها‭.‬
الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬رحب‭ ‬بنجاح‭ ‬الوساطة‭ ‬المصرية‭- ‬القطرية‭ ‬فى‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬هدنة‭ ‬بين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والإسرائيليين‭ ‬والحقيقة‭ ‬انه‭ ‬نجاح‭ ‬كبير‭ ‬لعمق‭ ‬التعاون‭ ‬العربى‭ ‬لمواجهة‭ ‬أزمات‭ ‬وتحديات‭ ‬الأمة‭ ‬وكذلك‭ ‬نجاح‭ ‬للإرادة‭ ‬المصرية‭.. ‬فى‭ ‬إدخال‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والإغاثية‭ ‬بما‭ ‬يكفى‭ ‬أهالى‭ ‬غزة‭ ‬وبما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬حجم‭ ‬الكارثة‭ ‬والمعاناة‭ ‬الإنسانية‭ ‬وأعداد‭ ‬السكان‭ ‬وعلينا‭ ‬ان‭ ‬نتوقف‭ ‬كثيراً‭ ‬أمام‭ ‬هذا‭ ‬البند‭ ‬خاصة‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والوقود‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يخفف‭ ‬من‭ ‬معاناة‭ ‬الأشقاء‭ ‬ويساهم‭ ‬فى‭ ‬إعادة‭ ‬تشغيل‭ ‬المستشفيات‭ ‬وسيارات‭ ‬الإسعاف‭.. ‬وفرصة‭ ‬لعلاج‭ ‬الجرحى‭ ‬والمصابين‭ ‬وتوفير‭ ‬احتياجات‭ ‬الأشقاء‭ ‬من‭ ‬مؤن‭ ‬وأدوية‭ ‬وأغذية‭ ‬وأيضاً‭ ‬فرصة‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬مخرج‭ ‬نهائى‭ ‬لهذا‭ ‬الصراع‭ ‬والتصعيد‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬غير‭ ‬المبرر‭ ‬والذى‭ ‬تجاوز‭ ‬حدود‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس‭ ‬إلى‭ ‬عقاب‭ ‬جماعى‭ ‬وإبادة‭ ‬جماعية‭ ‬وحصار‭ ‬وتجويع‭ ‬واستهداف‭ ‬للحجر‭ ‬والبشر‭.‬
نجاحات‭ ‬الدور‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬فى‭ ‬اطفاء‭ ‬نيران‭ ‬الصراعات‭.. ‬والجهود‭ ‬المكثفة‭ ‬لحل‭ ‬الأزمات‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬عبر‭ ‬التسويات‭ ‬السياسية‭.. ‬ودورها‭ ‬كراعٍ‭ ‬تاريخى‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭.. ‬ونجاحها‭ ‬فى‭ ‬الوصول‭ ‬لهدنة‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬والفلسطينى‭ ‬يجسد‭ ‬قدرة‭ ‬مصر‭ ‬ودورها‭ ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬غنى‭ ‬عنه‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭.. ‬وأيضاً‭ ‬مدى‭ ‬الاهتمام‭ ‬والأولوية‭ ‬التى‭ ‬توليها‭ ‬مصر‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والتى‭ ‬قدمت‭ ‬ومازالت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استعادة‭ ‬الحقوق‭ ‬المشروعة‭ ‬للأشقاء‭.‬
تحية‭ ‬إلى‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬الذى‭ ‬قاد‭ ‬مسيرة‭ ‬التحول‭ ‬المصرى‭ ‬من‭ ‬التراجع‭ ‬إلى‭ ‬زخم‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬والدور‭ ‬والمكانة‭ ‬فليطمئن‭ ‬كل‭ ‬المصريين‭ ‬ان‭ ‬لديهم‭ ‬وطناً‭ ‬قوياً‭ ‬قادراً‭ ‬وقيادة‭ ‬وطنية‭ ‬امتلكت‭ ‬الرؤية‭ ‬والإرادة‭ ‬واستشراف‭ ‬المستقبل‭.. ‬قيادة‭ ‬وطنية‭ ‬من‭ ‬الطراز‭ ‬الفريد‭.. ‬شريفة‭ ‬فى‭ ‬مواقفها‭ ‬وسياستها‭.. ‬شامخة‭ ‬فى‭ ‬خطوطها‭ ‬الحمراء‭.. ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬أمنها‭ ‬القومى‭ ‬ومقدرات‭ ‬شعبها‭.‬

تحيا مصر

Exit mobile version