شدد خبراء على أهمية الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعى التوليدى حاليًا فى تحسين مستويات الأعمال ورفع القدرات المهارية لدى العاملين، مؤكدين أنه طبقا للبيانات فقد ساهمت تطبيقات الذكاء الاصطناعى فى تحسين أداء الشركات بمعدلات تصل لنحو 60 %، فضلا عن المساهمة الجادة فى القيام بالعديد من المهام «الروتينية»، ما انعكس إيجابًا فى توفير الوقت والجهد لإتمامها وبدرجة جودة عالية، ونفوا أن يكون الذكاء الاصطناعى بديلا عن العنصر البشرى، أو أنه يهدد بتقليل فرص العمل، خاصة أن قطاع التكنولوجيا قادر على خلق فرص عمل جديدة، ويظل العنصر البشرى هو العامل الأساسى وراء مد أدوات الذكاء الاصطناعى بالمعلومات.
أكدت ميرنا عارف، مدير عام شركة مايكروسوفت مصر، أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعى ليس بالأمر الجديد، ولكن التركيز عليه مؤخرًا ظهر منذ ظهور شات جى بى تى، وأشارت إلى أن هناك العديد من التطبيقات التى نستخدمها يوميا تعتمد على الذكاء الاصطناعى، ولكن لم يكن هناك إدراك كاف أن هذا ذكاء اصطناعى.
وانتقدت عارف، فى تصريحات صحفية، خلال لقاء صحفى، خلال معرض كايرو أى سى تى، وجود مخاوف كثيرة لدى البعض من الاعتماد على الذكاء الاصطناعى، موضحة أنه آلية جديدة تعتمد على توفير جهد الإنسان، خاصة فى المهام النمطية فى أى وظيفة، ولكن يبقى دور العنصر البشرى، والذى لا يمكن الاستغناء عنه فى أى مرحلة، خاصة أن التفكير البشرى هو مصدر التوصل إلى آليات الذكاء الاصطناعى، وهو ما لديه قدرة دائما على الابتكار والإبداع، ويبقى الذكاء الاصطناعى عاملا مساعدا ليس أكثر.
وقالت مدير عام مايكروسوفت إن الاعتماد على الآليات التكنولوجية الحديثة، ومن بينها الذكاء الاصطناعى، لا يهدد فرص عمل البشر كما يروج البعض، ولكن على العكس هناك فرص عمل فى مجالات جديدة يتم استحداثها نتيجة التوسع فى الاعتماد على التكنولوجيا، ويبقى العنصر البشرى هو أفضل عنصر قادر على التطوير والابتكار.
ودعت عارف الشباب إلى الاستفادة من المبادرات المختلفة التى توفرها الشركات، بالتعاون مع الحكومة، ومن بينها مايكروسوفت، لتدريب الشباب فى مختلف الفئات العمرية على النواحى التكنولوجية المختلفة، ما يسهم فى توفير فرص عمل تتناسب مع متطلبات السوقين المحلية والعالمية فى اللحظة الحالية، وأيضا يسهم فى الاستفادة من قدرات الشباب فيما يتعلق بالتعلم والابتكار، وأكدت على أهمية الخطوات الحكومية فى تسريع تبنى الذكاء الاصطناعى ووضع الأطر الخاصة بحوكمة استخدامه، مشيرة إلى إطلاق الميثاق المصرى للاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعى، وأكدت التزام الشركة بالمساهمة بدور فاعل فى بناء مستقبل قائم على الذكاء الاصطناعى فى مصر.
وقد أكدت الدراسات على أن ابتكارات الذكاء الاصطناعى الحديثة تدعم جهود تنويع وتنمية الاقتصادات الرقمية فى جميع أنحاء المنطقة. وتشير أحدث دراسات بى دبليو سى الشرق الأوسط إلى أن تطبيقات الذكاء الاصطناعى سوف تسهم بـحوالى 320 مليار دولار فى اقتصاد منطقة الشرق الأوسط بحلول عام 2030، أى ما يعادل 11% من إجمالى الناتج المحلى. وفى مصر، من المتوقع أن تساهم تطبيقات الذكاء الاصطناعى بحوالى 42.7 مليار دولار، أو ما يعادل 7.7% من الناتج المحلى الإجمالى بحلول عام 2030. وفى هذا السياق، أضافت عارف: «سنواصل العمل مع شركائنا فى مصر لتوفير أحدث ابتكارات الذكاء الاصطناعى وبناء القدرات الرقمية الوطنية اللازمة لتمكين المؤسسات والمطورين والطلاب من تطوير تطبيقات وحلول الذكاء الاصطناعى الخاصة بهم، ودفع الابتكار، وتعزيز الاقتصاد الرقمى».
وقال الدكتور أشرف عبد الوهاب، رئيس قطاع التحول الرقمى بشركة اس ايه بى مصر، إن الاعتماد على التكنولوجيا وتطبيقات الذكاء الاصطناعى يسهم فى زيادة الإنتاجية وتسريع دورة حياة بيئة العمل عبر تشكيل الأدوار وتحسين المهام فى قطاعات الأعمال المتنوعة واستخدامات التكنولوجيا الحياتية.
من جانبه قال «ريدى شين»، رئيس قطاع خدمات استشارات الحوسبة والذكاء الاصطناعى بشركة هواوى شمال إفريقيا، إن تبنى التكنولوجيا الجديدة منها الذكاء الاصطناعى أصبح ضرورة حتمية لا غنى عنها لمواكبة تطورات المستقبل الرقمى، منوها إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعى لا تحل محل البشر، ولكنها تهدف إلى تطوير الإنتاجية وتحسين طاقات البشر، وهو ما يتماشى مع الهدف الحقيقى للتكنولوجيا بشكل عام.
وشدد، خلال جلسة بعنوان «دمج العقول والآلات من أجل عالم أفضل»، خلال معرض كايرو اى سى تى، على ضرورة الوضع فى الاعتبار دور أدوات الذكاء الاصطناعى فى تشكيل الأدوار، وتحسين المهام، بجانب التأكيد على تقليل المخاطر، فضلا عن تحسين مهارات العاملين بمجالات قطاع التكنولوجيا والاتصالات.
ودعا أحمد عاصم، رئيس النظم السحابية وتكنولوجيا المعلومات بشركة «آى فينانس» لتكنولوجيا تشغيل المنشآت المالية للشركات، خاصة المعنية بإنتاج الحلول الرقمية، إلى أهمية تسريع وتيرة الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعى التوليدى، لتحسين سبل الإنتاج من حيث السرعة والوقت والجودة وتطوير مستوى التجربة، وتحقيق نقلة نوعية فى الأهداف المنشودة على مستوى قطاع الأعمال، ومن ثم مجالات الاقتصاد المرتبطة بما يخدم كافة أطراف المنظومة العملية.
وأكد عمر سلطان، رئيس الخبراء التقنيين بشركة «هيڤ تكنولوجى» للاستشارات التقنية، أن اعتماد البشر على استخدام مئات الآلاف من البيانات والوثائق كان يحتاج قديمًا إلى العمل ساعات كثيرة، لافتاً إلى أن تلك المهمة اليوم تحولت إلى توطين أدوات الذكاء الاصطناعى التقليدى، مثل كتابة الأكواد ومقترحات العمل، وغيرها مما سهل وسرّع دورة حياة بيئة العمل.
ونوه سلطان، خلال حديثه بالجلسة، إلى أن الاستفادة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى التوليدى يجب تركيزها فى رفع كفاءة العمل، وزيادة مجال تطوير التطبيقات، مضيفا أن شركته تدعم استخدام الذكاء الاصطناعى فى نموذج أعمالها، حيث ساهم انتهاج ذلك الطريق على زيادة فى الإنتاجية بنسبة ٦٠٪، كما ساعد على التطور وتهيئة بيئة عمل الشركة.