حذر المجلس العربي للمياه برئاسة الدكتور محمود أبو زيد، من إغراق الاحتلال الإسرائيلي أنقاق غزة بضخ مياه البحر الأبيض المتوسط المالحة فيها بواسطة مضخات كبيرة، موضحا أن ذلك سيؤثر سلبا وبشكل مباشر على المياه الجوفية والخزان الجوفي للمياه العذبة بها -المصدر الوحيد لمياه الشرب والزراعة- وتعتمد عليه غزة بصفة أساسية لتوفير مياه الشرب والأغراض التنموية الأخرى.
وأهاب المجلس العربي للمياه، في خطاب عاجل وخطير إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد أبو الغيط، بسرعة تدخل الجامعة العربية والتواصل مع كل من مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ودول العالم؛ لوقف العمل الإجرامي الذى تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
ومن جهته، أكد الدكتور محمود أبو زيد رئيس المجلس العربي للمياه، وزير الري الأسبق، أن تدهور نوعية مياه الخزانات الجوفية وزيادة ملوحتها من جراء خلط مياه البحر المالحة؛ سيجعل معالجتها هذه مستحيلة، مما يؤثر على حياة ومستقبل المواطنين في القطاع.
وأضاف أن هذا الفعل الإجرامي، سيؤدى إلى اضطراب النظام البيئي وتعطيل النظم البيئية المحلية، مما يؤثر على السواحل البحرية والبرية، كما سيؤثر سلبًا على النباتات والحيوانات التي تتكيف مع خصائص المياه العذبة، وحدوث تحولات في التنوع البيولوجي واحتمال فقدان الأنواع العديدة من السلالات.
وكشف أبو زيد، أن تسرب مياه البحر إلى الأنفاق سيؤدي إلي تملح التربة في المناطق الزراعية المجاورة، مؤثرًا على نمو النباتات وامتصاص العناصر الغذائية، مما يقلل من الإنتاجية الزراعية، وهو ما يشكل تهديدًا كبيرًا لإنتاجية المحاصيل والثروة الحيوانية وسبل العيش في قطاع غزة.
وأوضح المجلس العربي للمياه -فى الخطاب- أن الأنفاق القريبة من المناطق الساحلية ستتعرض لقوى التآكل الناجمة عن تداخل مياه البحر المالحة، مؤدية إلى تآكل هذه السواحل وعدم استقرار الشواطئ.
وشدد على ضرورة وقف هذا العمل غير الأخلاقي وغير الإنساني الخطير، الذي يُعد إنهاءً للحياة في هذه قطاع غزة.
واقترح رئيس المجلس العربى للمياه -في خطابه إلى الجامعة العربية- بتكليف الأجهزة الفنية التابعة لجامعة الدول العربية -التي يتضامن معها المجلس العربي للمياه- بإجراء الدراسات اللازمة لتقيم وبحث الآثار المترتبة على ما يقوم به الاحتلال للتصدي لهذا العمل والتخفيف من الآثار الضارة لإغراق الأنفاق بمياه البحر المالحة؛ ضمانًا لاستدامة البيئة وحياة المجتمع على المدي القريب والبعيد.