كشفت شركة ميتا Meta، الشركة الأم لفيسبوك وإنستجرام وواتساب، عن إزالتها لشبكة واسعة تضم أكثر من 4700 حساب مزيف مقرها في الصين.
وتضمنت العملية المعقدة مستخدمين يتظاهرون بأنهم أمريكيون، وينشرون بشكل استراتيجي محتوى استقطابيا يتعلق بالسياسة الأمريكية وعلاقاتها بالحكومة الصينية.
ميتا تكشف عن شبكات ضخمة مقرها الصين على فيسبوك وإنستجرام
وقالت ميتا في تقرير التهديدات ربع السنوي، إن هذه الحسابات تنتحل شخصيات شهيرة على منصات التواصل الاجتماعي بما في ذلك فيسبوك وإنستجرام، تنتحل صفة شخصيات مثل نانسي بيلوسي، وجريتشين ويتمير، ورون ديسانتيس، ومات جايتس، وجيم جوردان.
ومن اللافت للنظر أن الشبكة لم تظهر أي اتساق أيديولوجي، حيث عرضت مزيجا من وجهات النظر المتضاربة حول قضايا مثل الإجهاض والعلاقات بين الولايات المتحدة والصين.
وتحظر قواعد الإشراف الخاصة بشركة “ميتا” صراحة “السلوك غير الأصيل المنسق”، حيث تتعاون مجموعات من الحسابات باستخدام هويات مزيفة لتضليل المستخدمين، تم اكتشاف الشبكة الصينية وإيقافها بواسطة “ميتا” قبل أن تكتسب قوة جذب بين المستخدمين الحقيقيين.
ويأتي هذا الكشف بعد إزالة “ميتا” لـ 5 شبكات نفوذ منسقة من الصين في العام الحالي وحده، والتي تضم أكثر من 7700 حسابا على فيسبوك ونحو 15 حسابا على إنستجرام، مما يجعلها أكبر عملية شطب حسابات في تاريخ الشركة.
وانخرطت الحسابات المزيفة، التي يبلغ مجموعها 4789، في حملة تتعلق بالسياسة الوطنية والصين، حيث تمدح الصين وتنتقد منتقديها، وتقليد المنشورات الحقيقية عبر الإنترنت لسياسيين أمريكيين.
وشدد بن نيمو، رئيس استخبارات التهديدات العالمية في “ميتا”، على أهمية اليقظة عندما تستهدف الجهات الفاعلة الأجنبية في مجال التهديد الأشخاص قبل الانتخابات المقبلة.
وفي إحاطة حول تقرير “ميتا” الأخير الأمني، سلط نيمو الضوء على الحملات الخادعة عبر الإنترنت القادمة من الصين، وأصدر تحذيرا محددا حول نواياهم للتأثير على انتخابات 2024 في الولايات المتحدة وخارجها.
والجدير بالذكر أن “ميتا” تتبعت مصدر هذه الشبكات إلى الصين لكنها لم تنسبها صراحة إلى الحكومة الصينية، ويسلط هذا الكشف الضوء على المشهد المتطور لعمليات التأثير عبر الإنترنت، حيث تقوم الجهات الفاعلة الأجنبية بتكييف الاستراتيجيات للاستفادة من المناقشات السياسية الحقيقية بدلا من إنشاء محتوى أصلي بالكامل.
وفي حين تظل روسيا المصدر الأكثر إنتاجا لمثل هذه الشبكات، مع التركيز على تقويض الدعم لحربها ضد أوكرانيا، فقد كان هناك تحول ملحوظ في الحملات الروسية، حيث أعادت مواقع الويب المرتبطة بالحملات التي تتخذ من روسيا مقرا لها، توجيه تركيزها لاستغلال الصراع بين حماس وإسرائيل لتشويه صورة الولايات المتحدة.
ومع استمرار “ميتا” في مكافحة الحملات الخادعة، فإن الكشف يثير مخاوف بشأن المحور المحتمل لعمليات التأثير حيث أصبحت العلاقات مع الصين موضوعا رئيسيا للانتخابات، ومع تكثيف الحملات الانتخابية، هناك توقع بأن الجهات الفاعلة الأجنبية قد تستفيد من المناقشات الحقيقية لتعزيز أهدافها.
وفي سياق أوسع، تسلط المعلومات المقدمة في تقرير “ميتا” الأمني الضوء على التحديات المستمرة التي تواجهها منصات وسائل التواصل الاجتماعي في الحد من السلوك المنسق غير الأصيل والتأثير المحتمل على العمليات الديمقراطية على مستوى العالم.