أدت الهجمات التي شهدتها منطقة البحر الأحمر وبحر العرب والتي استهدفت السفن التجارية في البحر الأحمر إلى إعادة توجيه غالبية التجارة العالمية بعيدًا عن الشريان البحري الحيوي للسلع الاستهلاكية وإمدادات الطاقة، وهو تحول من المتوقع أن يؤدي إلى تأخيرات وارتفاع الأسعار.
وقال تقرير لأسوشيتدبرس إنه في العادة يتم نقل النفط والغاز الطبيعي والحبوب وكل شيء من الألعاب إلى الإلكترونيات والسيارات عبر الممر المائي الذي يفصل بين أفريقيا وشبه الجزيرة العربية في طريقه إلى الشمال، حيث يمر 12% من التجارة العالمية.
وتقوم بعض أكبر شركات شحن الحاويات في العالم وعملاق النفط بريتش بتروليوم بإرسال السفن في رحلات أطول تتجاوز البحر الأحمر واستجابة للتأثير المتزايد على التجارة العالمية، أنشأت الولايات المتحدة ومجموعة من الدول الأخرى قوة جديدة لحماية السفن.
واستهدف الهجمات بشكل متقطع السفن في المنطقة، لكنها تزايدت منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس بهدف منع السفن الإسرائيلية والسفن الأخرى من الوصول إلى ميناء إيلات الإسرائيلي واستخدمت في الهجمات الأخيرة طائرات بدون طيار وصواريخ مضادة للسفن، وفي إحدى الحالات استخدمت طائرة هليكوبتر للصعود على متن سفينة مملوكة لإسرائيليين وطاقمها والاستيلاء عليها.
وهدد الحوثيون، تضامنًا مع غزة، بمهاجمة أي سفينة يعتقدون أنها متوجهة إلى إسرائيل أو قادمة منها وقد تصاعد هذا الأمر الآن على ما يبدو ليشمل أي سفينة، حيث تتعرض سفن الحاويات وناقلات النفط التي ترفع علم دول مثل النرويج وليبيريا للهجوم أو تتعرض لإطلاق الصواريخ كما اتصل الحوثيون بالسفن عبر اللاسلكي لمحاولة إقناعهم بتغيير مسارهم بالقرب من الأراضي التي يسيطرون عليها.
وتضررت التجارة العالمية بتشديد الخناق على الطريق الجنوبي الوحيد المؤدي إلى الطريق المختصر الأكثر ازدحاما على كوكب الأرض مما يختصر الرحلة بين المياه الآسيوية والأوروبية، وبين آسيا ومساحات شاسعة من المحيط الأطلسي، بآلاف الكيلومترات، لتتجه بدلًا من ذلك جنوبًا، وفقًا لشركة إيفرستريم أناليتكس، المتخصصة في تحليلات سلاسل التوريد.
وذكرت صحيفة آي ستاف الأسترالية أنه يمكن أن يضيف هذا التحويل ما يصل إلى شهر من الوقت، مما يؤخر تسليم البضائع ورسو السفنـ بما في ذلك السفن المتجهة من وإلى إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة ومن هناك تعود إلى آسيا حاملة حمولات جديدة.
والآن، أعلنت أكبر 10 خطوط شحن للحاويات في العالم رفض القيام برحلاتها عبر البحر الأحمر، وتهدد الفوضى في واحدة من أكثر نقاط الشحن ازدحاما في العالم، وهي انعكاس للحرب بين إسرائيل وحماس، بقلب التجارة الدولية رأسا على عقب، والتي تتعرض بالفعل لضغوط من ارتفاع التضخم، والاضطرابات الناجمة عن الحرب في أوكرانيا وتوابع جائحة فيروس كورونا كما أثر الجفاف على حركة المرور في قناة بنما، وهي ممر رئيسي آخر في التجارة العالمية، مما زاد من تعقيد سلاسل التوريد.