الكاتب أ / عبد الرازق توفيق
نحن أمام اختبار مصيري.. يحدد مصير الوطن.. لكن علينا أن نعي، أن اصطفافنا ووحدتنا هى صمام الأمان للحفاظ على مصر، فى أتون التحديات والتهديدات من كل صوب وحدب.. النزول وبكثافة وبإقبال غير مسبوق للمشاركة فى الانتخابات الرئاسية.. أهم خطوة فى الحفاظ على الوطن، وتحديد بوصلته واستكمال مسيرته.. إنه يوم فارق فى تاريخ مصر والمصريين.. لكن هذا الشعب العظيم، لم ولن يخذل وطنه أبداً.. بل دائماً على قلب رجل واحد يصنع الفارق والمعجزات والملاحم، ويدحر كل مؤامرات قوى الشر.. لذلك إنه يوم المصريين.
يوم المصريين
لا أبالغ إذا قلت إن المصريين اليوم ومع بدء الانتخابات الرئاسية أمام تحدٍ جديد، وكم من تحديات جسام خاضها هذا الشعب العظيم، ونجح وعبر، وحفظ لمصر أمنها واستقرارها، واستكمالها لطريق البناء والتنمية والتقدم، وتجاوزت الكثير من التهديدات والمخاطر، وتمكن المصريون من إنقاذ وطنهم رغم توقعات قوى الشر من أن مصر لن تقوم لها قائمة عقب أحداث يناير ١١٠٢ ووصول الإخوان المجرمين للحكم وهم إحدى أدوات قوى الشر والمؤامرة مع العملاء لإسقاط البلاد، إلا أن هذا الشعب العظيم حقق المعجزة، وصعق أعداء الوطن فى ملحمة ثورة ٠٣ يونيو العظيمة، التى قلبت الطاولة فى وجه المتآمرين على مصر.
أقول إن الانتخابات الرئاسية بأيامها الثلاثة هى ملحمة جديدة، وأيام من أيام الوطن وسوف يصنع المصريون الفارق، ويرسمون صورة مشرفة لوطن عظيم، سر قوته فى أبنائه. وأسباب معجزاته وأمجاده فى شعبه، فدائماً المصريون عند حسن ظن الوطن، وعلى قدر المواقف ولطالما صنعوا تاريخاً من الانتصارات والأمجاد أبهروا العالم، ودحروا أكاذيب قوى الشر.
وجود كل مواطن مصرى أمام صناديق الاقتراع ليس مجرد «كماليات» أو وجاهة بل مهمة وطنية، من الطراز الأول، بل إن مشاركة كل فئات الشعب، قضية أمن قومي، ولا يخفى علينا ما يواجه مصر من حروب وحملات للأكاذيب والشائعات والتشكيك والتشويه، ناهيك عن المؤامرات والمخططات التى تستهدف مصر الوطن سواء لتعطيل مسيرة البناء والتقدم، أو المساس بأمنها القومي، وممارسة الضغوط لتفعيل مؤامرات شيطانية، لكن الرهان الحقيقى فى مواجهة كل ذلك هو الشعب المصرى العظيم، الذى يجب أن يقول كلمته لذلك أقول لكل مواطن مصرى شريف «اليوم يومك» ورسالتك لابد أن تكون حاضرة للجميع، إن لهذا الوطن شعباً يحميه.. ويقرر ويفعل وينفذ إرادته الحرة فى الإصرار والتحدى على استكمال مسيرة البناء والتنمية والتقدم، والأمن والأمان والاستقرار والمكانة، والسيادة والقوة والقدرة.
الحقيقة أن الانتخابات الرئاسية تأتى فى توقيت بالغ الدقة والحساسية، تخوض فيه مصر معركة مصير أمامها تحديات كثيرة فى الداخل والخارج، احتشدت وتجمعت عليها قوى الشر، تحاول المساس بأمنها واستقرارها وقدسية أراضيها، وتعطيل مشروعها الوطنى للبناء والتنمية، من هنا فإن الانتخابات الرئاسية، هى بمثابة رد حاسم وقاطع ومبهر للمصريين على قوى الشر والمؤامرة، فإن مصر خلفها شعب عظيم وصلب قادر على تحدى التحدى على قلب رجل واحد، هو من يقرر ويختار، ولا أحد يستطيع أن يفرض عليه إملاءات، أو مخططات أرضه مثل عرضه، لم ولن يفرط فيها، يقف خلف قيادته التى اختارها بقناعة وإيمان نتيجة معايشة وخبرات وتجارب مع الإنقاذ والإنجاز، وتعافى مصر من أزماتها ووضعها على طريق البناء والتقدم والمستقبل، وتمكينها من القوة والقدرة والدور والمكانة.
اصطفاف المصريين ووحدتهم هى الحل الأمثل لمجابهة التحديات والتهديدات والمخاطر، فلا يمكن أن ننسى ما واجه مصر قبل ٠١ سنوات، كانت الظروف قاسية، والتحديات أقوى من طاقة البشر فما بين إرهاب وفوضى وانفلات وتراجع وإنهاك.. وأزمات، وظروف اقتصادية أقل ما توصف به أنها مؤلمة، لكن نجحت مصر فى عبور كل هذه التحديات، لأسباب أبرزها وعى واصطفاف ووحدة المصريين، ووجود رؤية وإرادة وشجاعة ووطنية وشرف، هذه الأسباب صنعت الفارق وعبرت بمصر إلى بر الأمان، والتطلع إلى المستقبل.
إذا أردنا أن نستعيد الذاكرة المصرية قبل ٠١ سنوات سنجد فيها الكثير من التحديات والأزمات والمعاناة، لكننا بوحدة الصف، وعلى قلب رجل واحد، نجحنا فى عبورها، فمن كان يتخيل أن مصر التى كانت تواجه خطر السقوط والانهيار بل والتقسيم وربما عدم العودة من جديد.. فبعد أحداث يناير ١١٠٢، التى تفشى فيها الخوف والذعر، والفوضي، وتجمد العمل والإنتاج بل والانعزال عن العالم، بسبب الانشغال فى مواجهة طوفان المؤامرة، فقدت مصر ما يقرب من ٠٥٤ مليار دولار بسبب مشاهد الفوضى وعدم الأمن والاستقرار وتراجع الدولة وضعفها وتعرضها للإنهاك، وتوقف السياحة والإنتاج وانتشار المظاهرات الفئوية التى سادت الوطن فى أوج التحديات، وهو الأمر الذى خلق خللاً وأدى إلى تجرؤ بعض القوى الإقليمية على مصر، واتخاذ إجراءات تهدد أمنها القومي، لذلك أقول إن الوعى الوطنى والقومى لدى المصريين هو أهم أسلحة النصر.
عانت مصر من التطرف والتشدد والإرهاب، وخاضت معركة مصيرية، ولم يكن النجاح ليتحقق لولا وعى المصريين واصطفافهم خلف قيادتهم، لذلك تحقق النصر وباتت مصر من أكثر دول العالم أمناً واستقراراً ووسطية وتسامحاً، المواطنة هى المعيار الحقيقي، الذى يطبق والعدالة أهم مبادئها، والجدارة والكفاءة، أهم أسس الاختيار، وعدم التمييز والتعايش والحوار عقيدة ثابتة وراسخة، ولا يخفى على أى مواطن مصرى قسوة وخطورة تحدى الإرهاب الأسود، وكيف تمكن من إسقاط دول أخرى فى المنطقة، لكن وحدة المصريين، والتفافهم خلف قيادتهم الوطنية وتضحيات رجال الجيش والشرطة، حققت النصر الساحق على قوى الشر والمؤامرة والمتاجرة بالدين.
تحديات أخرى خاضها المصريون معاً، خاصة الظروف الاقتصادية المؤلمة، وتراكم الأزمات والمشاكل والمعاناة على مدار عقود، وتداعيات ما حدث فى يناير ١١٠٢، لكنهم وبسبب اصطفافهم ووعيهم وثقتهم واحتشادهم خلف قيادتهم، نجحوا فى عبور الصعاب وتجاوز العقبات وهزيمة التحديات، وأدركوا أنه لا طريق للعبور والنجاة وإنهاء طوفان الأزمات المتراكمة، إلا بالإصلاح الشامل والحقيقى الذى اُتخذ بشجاعة ورؤية وإرادة.. ومن أهم أسباب نجاح الإصلاح، هو وعى المصريين واصطفافهم وتحملهم بصبر ورضا تداعيات هذا الإصلاح، وعادت عليهم ثماره وأتاح لهم سبل الحياة الكريمة وإنهاء عقود الأزمات والمعاناة.
الحقيقة، أن تحدى الإصلاح الشامل وقبوله شعبياً وتحمل تداعياته، كان أحد أهم التحديات التى واجهت الدولة المصرية.. لذلك فإن النجاح الكبير جاء على قدر هذا التحدي.. ولولا الإصلاح الاقتصادى الشامل، ما نجحت مصر فى أن تسطر ملحمة وطنية فى البناء والتنمية، والمشروعات القومية العملاقة فى كافة المجالات والقطاعات، وفى جميع ربوع البلاد، وبناء الإنسان المصري.. لذلك يجب التأكيد على الآتي:
أولاً: إن اصطفاف المصريين ووحدتهم، صنع المعجزات، وجعل من اكتمال المشروع الوطنى من أجل التقدم أقرب ما يكون.. لذلك فإن وحدة المصريين وكونهم على قلب رجل واحد، هى الضمانة الأساسية وصمام الأمان لحماية مصر والحفاظ عليها وتحقيق آمال وتطلعات المصريين.
ثانياً: أنه لولا احتشاد واصطفاف المصريين ووعيهم بحتمية قرار الإصلاح، ما حققت الدولة المصرية أعظم المشروعات القومية العملاقة.. سواء لبناء الإنسان المصرى فى القضاء على العشوائيات أو فيروس «سي» أو قوائم الانتظار أو المبادرات الرئاسية فى مجال الصحة، مثل «100 مليون صحة» أو «1000 صحة» أو التأمين الصحى الشامل.. كذلك مشروع القرن الذى يغير حياة قرابة 58 مليون مواطن مصرى يعيشون فى قرى الريف المصرى وتمكينهم من الحياة الكريمة.. فتنمية وتطوير 4584 قرية مصرية و30 ألف تابع على ثلاث مراحل، انتهت الأولى منها.. والثانية، تنطلق فى العام الجديد.. هى معجزة حقيقية وقفزة فى مجال بناء حقوق الإنسان المصري، الذى يشهد أولوية رئيسية للدولة المصرية ومازال يحصد ثمار الإصلاح الحقيقي، الذى لولاه ما نجحت مصر فى مواجهة تداعيات الأزمات العالمية مثل جائحة «كورونا» والحرب الروسية- الأوكرانية.. لذلك فإن تفهم ووعى المصريين واصطفافهم حول الإصلاح، صنع الفارق والمعجزات وغيّر حياة المصريين للأفضل.. لذلك عندما يتحد هذا الشعب العظيم، فلن تستطيع أى تحديات هزيمته مهما بلغت.
ثالثاً: أنه لولا وحدة المصريين ووعيهم واصطفافهم، ما تمكنت مصر من تحقيق هذه الإنجازات غير المسبوقة على كافة الأصعدة.. سواء فى مجال البنية التحتية الأساسية، التى غيرت وجه مصر وجعلتها أرضاً للفرص والمستقبل الواعد، ومصدراً لجذب الاستثمارات العالمية.. فقد بات لكل قطاع بنيته التحتية العصرية التى تتوفر لها كافة المواصفات القياسية العالمية.. وأيضا لولا الإصلاح، ما نجحت مصر فى إقامة شبكة طرق عصرية، وأيضا تعمير وتنمية سيناء وربطها بالوطن من خلال ٥ أنفاق جديدة أسفل قناة السويس، أتاحت سرعة الوصول إليها وتحويلها إلى مركز عالمى للصناعة والاستثمارات والمشروعات العملاقة، وما تمكنت مصر من إعادة الصعيد إلى قلب التنمية وإنفاق ما يزيد على 1.8 تريليون جنيه على الاستثمارات فى المشروعات القومية وتحسين جودة الحياة للمواطن الصعيدي، وتطوير منظومة النقل والسكة الحديد، خاصة أن قطاع النقل حظى باستثمارات تصل إلى تريليونى جنيه حتى يتحول إلى مواصفات عصرية وآمنة، وكذلك تحول مصر إلى مركز إقليمى للطاقة وأيضا الاستثمارات فى الموقع الجغرافى الفريد لمصر، وتطوير الموانئ المصرية لتتبوأ مكانتها وأهميتها فى مجال التجارة العالمية واللوجستيات.
الإصلاح الاقتصادى الذى نجح بفضل اصطفاف ووعى المصريين، أتاح لمصر نهضة زراعية غير مسبوقة أوقفت التعديات على الأراضى الزراعية، وأضافت قرابة ٤ ملايين فدان جديدة للرقعة الزراعية فى مصر، وهو إنجاز عظيم لصالح الأمن الغذائى المصرى وتأمين احتياجات المصريين، وأيضا تطور كبير فى مجال الصادرات الزراعية، بالإضافة إلى التصنيع الزراعي، بالإضافة إلى الانتهاء من مليونى وحدة سكنية، تخاطب جميع الفئات، خاصة الإسكان الاجتماعى والمدن الجديدة واستصلاح وزراعة الأراضي، وهو ما ضاعف مساحة العمران المصرى الذى لم يكن يزيد على 7٪ وبات الآن ما يقرب من 15٪.. إذن نحن أمام ملحمة ومعجزة تنموية، فى إطار المشروع الوطنى المصرى لتحقيق التقدم والاعتماد على الذات من خلال دعم الاكتفاء الذاتي، وما شهدته مصر من إنجازات فى مجال التعليم الجامعى وإقامة ما يوازى ٤ أضعاف الجامعات القديمة وحالة التنوع فى نوعية التنمية ما بين حكومى وخاص وتطبيق تكنولوجى ودولى وجامعات أهلية.. كل ذلك يؤدى فى النهاية إلى خريج قادر على مواكبة مهارات واشتراطات سوق العمل المحلى والإقليمى والدولي.
اصطفاف المصريين ووحدتهم، صنع دولة حقيقية قوية وقادرة.. عبرت الكثير من أزمات الماضي.. وتفوقت على التحديات.. وهزمت التهديدات.. ولم يكن ذلك ليتحقق، إلا من خلال وعى حقيقى وشعب على قلب رجل واحد.. لذلك فإن اليوم ومع انطلاق الانتخابات الرئاسية، هناك ثقة أن المصريين قادرون على رسم ملامح ملحمة جديدة، تبعث برسالة إلى العالم أن مصر «خط أحمر».. ومهما بلغت التحديات والتهديدات، فإن مصر وشعبها لم ولن تركع أبداً، وأن المصريين كالبنيان المرصوص، يختارون بحرية ويقررون بإرادة وطنية مستقلة.. ولن ترهبهم رحى الصراعات التى تدور فى الجوار تستهدف مصر.. فهم قادرون على حماية وطنهم، ولن تفزعهم أو تخيفهم المؤامرات والمخططات التى تسعى إلى المساس بأرض الوطن وسيادته وأمنه القومي.. فالمتآمرون لم يقرءوا التاريخ ولم يطلعوا على أمجاد وانتصارات المصريين وكيف دحروا الأطماع والأوهام والمؤامرات.
الانتخابات الرئاسية التى تنطلق اليوم وتأتى فى ظروف بالغة الدقة، هى انتخابات استثنائية مصيرية.. ليس مطلوباً فيها النجاح فحسب.. ولكن أيضا المشاركة الإيجابية وبكثافة.. فنحن أمام إرادة وتحد لاختبار قدرتنا على حماية مشروعنا الوطنى للبناء والتقدم، وأيضا أمام اختبار حقيقى لقدرتنا على حماية وطننا من طوفان المؤامرات والمخططات وحملات الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتشويه.. لذلك فإن وجودنا كشعب وبالكامل ولكل من له حق الانتخاب فى لجان الاقتراع، هو قول فصل وقاطع، وخط فاصل بين الضعف والقوة.. بين العجز والقدرة.. ونحن المصريين لم نكن إلا أقوياء قادرين على قهر المستحيل.. فلنكن جميعاً كما تعودنا وعهدنا الوطن أقوياء.. دائماً نبهر العالم وندحر قوى الشر.. فإذا كانت مصر مقبرة الغزاة، فمصر أيضا هى من تجهض على الدوام مؤامرات قوى الشر.. لذلك علينا أن نكون على قدر ثقة الأجداد والآباء الذين تركوا مصر بأرضها وحدودها وأمنها وسلامتها كاملة غير ناقصة ونسلمها للأجيال القادمة كما تسلمناها من أجدادنا وآبائنا.. لذلك فالاصطفاف والنزول والمشاركة بكثافة وبقوة وإصرار وإرادة فى الانتخابات الرئاسية، هو أهم خطوة فى تحقيق ثقة وحلم الآباء والأجداد.. لنكون دائما معاً خلف قيادتنا نحمى ونحافظ على مصر ونستكمل طريقها نحو البناء والتقدم.. فالذئاب يحاولون النهش فى مصر ويحلمون بضرب مشروعها.. حاصروها بالأزمات والحرائق ويسعون لاستدراجها ويساومونها ويضغطون عليها من أجل التفريط فى ثوابتها.. لكنها أبداً لم ولن تتنازل أو تفرط مهما كانت التضحيات.. فهذا الشعب البطل قادر دائماً على صنع المعجزات وتحقيق أعظم الانتصارات، حماية الوطن وأحلامنا وآمالنا ومشروعنا الوطنى للتقدم والقوة والقدرة الذى بات على بعد خطوات هو أمانة فى رقابنا.. لذلك انزل وشارك أيها المواطن المصرى العظيم.. فاليوم يومك.. إنه يوم الملحمة من أجل مصر.. انتخب واختر مصر.. فهى الوطن.. وهى الأعز والأعلي.
تحيا مصر