«قوة مصر نصر».. واللاءات الأمريكية الخمس.. وحال الدنيا..!

الكاتب أ / السيد البابلي
وكتب أحدهم على أحد المواقع الاخبارية يعلق على تقرير حول موقف مصر من الحرب الدائرة على غزة «قوة مصر نصر».. ويشير بذلك إلى قوة الموقف المصرى الرافض لتصفية القضية الفلسطينية والتهجير القسرى للفلسطينيين خارج بلادهم.
وقوة مصر هى نصر لكل العرب.. استقرار مصر هو الضمان للأمن والاستقرار فى كل الدول العربية.. ومصر بقوتها قادرة على التصدى لكل مؤامرات ومخططات التقسيم والفتنة فى العالم العربي.. والذين يريدون اضعاف مصر وتحجيم دورها ومكانتها هم الذين يعجزون عن قراءة الصورة والمسار الصحيح للعالم العربي.. فمصر عندما استعادت عافيتها وقوتها بسرعة فى اعقاب الربيع العربى الزائف منحت الاطمئنان والثقة للدول العربية التى كانت على وشك أن تقتلعها وتجتاحها رياح الخراب والدمار.. ومصر عندما أعلنت منذ اللحظة الأولى بعد طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر رفضها القاطع لتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم ورفضت كل الإغراءات التى أعلنت صراحة لكى تغير مواقفها فإنها أجبرت بذلك العالم كله وعلى رأسه الولايات المتحدة على تبنى نفس الموقف.. قوة مصر هى نصر وهى طريق الانقاذ وليس فى هذا مبالغة.. وليس فى هذا نوع من الحماس الوطني.. إنه الواقع والتاريخ.
> > >
وتعالوا نقرأ اللاءات الخمس أو المباديء الأساسية للسياسة الأمريكية فيما يتعلق بالحرب فى غزة والتى أعلنتها السيدة كاميلا هاريس نائبة الرئيس الأمريكى فى مؤتمرها الصحفى خلال قمة المناخ فى دبى حيث قالت «هناك خمسة مبادئ ننهجها حاليًا «لا تهجير قسرى للشعب الفلسطينى لا إعادة احتلال لغزة، لا حصار لا تقليص فى الأراضى لا استخدام لغزة كمنصة للإرهاب».
واللاءات الأمريكية الخمس مقبولة نظريًا ولا جدال فيها ولكن ينقصها أن تكون هناك «لا» سادسة وهى الأهم حاليا.. وهى لا لقتل المدنيين والتضحية بهم فى الحرب الدائرة حاليًا.. فهناك خمسة عشر ألفًا من المدنيين الفلسطينيين قتلوا بسبب القصف الإسرائيلى العشوائى على غزة ورغم ذلك فإن المتحدث الرسمى للخارجية الأمريكية يقول إن إسرائيل لا تستهدف المدنيين من وجهة نظر الولايات المتحدة ولا تقوم بهذا الأمر بشكل متعمد أو ضمن أهداف عملياتها..!
والحقيقة أننا أصبحنا فى حيرة.. هل مواقف الإدارة الأمريكية فى التعامل مع الأزمة هى مواقف واحدة أم أن هناك اختلافات فى الرؤى والسياسات.. أم أنهم يرون كل شيء ويدركون كل شيء ولكنهم أيضا أصبحوا عاجزين عن أن يفعلوا أى شيء.. ويبدو أن الاحتمال الأخير هو الارجح والفعلي..!
> > >
ويسعدنا أن نسمع الكلمات القوية الصادرة عن الرئيس الفلسطينى محمود عباس والتى يقول فيها «لن نركع ولن نستسلم للأمر الواقع ولن نسمح بتكرار نكبة فلسطين وسنواصل مع شعبنا الصمود والثبات فى معركة البقاء والحرية والاستقلال».
وكلمات عباس الأهم كانت حول الدعوة لتوحيد الجهود الفلسطينية مؤكدًا فى ذلك أن منظمة التحرير الفلسطينية هى الممثل الشرعى والوحيد للشعب الفلسطيني.
وعباس فى ذلك يعيد التذكير بدور منظمة التحرير الفلسطينية فالرفاق فى النضال والكفاح قد يختلفون ولكن فى إطار المنظمة الأم التى تمثل جموع الشعب الفلسطينى وهى المنظمة التى يجب أن تكون لها الكلمة فى كل الأراضى الفلسطينية فى إطار الدولة الفلسطينية الواحدة.. وما عدا ذلك هو طريق الانقسام وضياع حلم الدولة المستقلة.
> > >
ونترك السياسة ومناورات ومؤامرات أصحابها ونذهب إلى الحياة التى نحياها والدنيا وحواراتها.. وقد ذهبت إلى قريتى استعيد الذكريات وأتجول فى شوارعها الضيقة وأسأل عن الذين كانوا فى هذه البيوت من الأعيان والوجهاء وأصحاب الدور الواسعة.. أين هم الآن.. ما أخبارهم.. وكلما سألت عن أحدهم يأتى الرد.. الله يرحمه.. وياه ده مات من زمان.. ويا راجل أنت لسه فاكر.. تعيش أنت.. والبيوت فعلاً مازالت قائمة كما هي.. ولكن أصحاب البيوت أصبحوا جميعًا تحت الأرض..!
والمصيبة أن جميع من كانوا يقولون لي.. هذا حال الدنيا.. ويبدو زهدهم فى الحياة والكفن الذى بلا جيوب هم أكثر الناس الذين يتصارعون للحصول على كل شيء يستطيعون الوصول إليه.. بعضهم فى معارك مع أشقائه حول بضعة أمتار من الأرض وكاد الأمر بينهم يصل إلى حد القتال حتى الموت.. واييييه دنيا..!
> > >
والإعلامية اللبنانية جويل مردينيان صريحة على الآخر.. ولا يوجد لديها لف ولا دوران فقد قالت «إذا حدث لا سمح الله ومات زوجى كمال.. فشهر أو أسبوعين هكون مع غيره لأننى تعودت أن أعيش مع زوج وعمرى فى حياتى ما كنت سنجل»..! والصراحة حلوة.. وكمال عارف وساكت وراض.. ولكن الأعمار بيد الله.. يا ترى من اللى هيودع الأول..!
> > >
ويارب أدعوك دعاء لا أعرف كيف أرتبه.
فأنت تبصر الفؤاد.
وتعلم حاجة القلب بقدرتك.
فاللهم أيامًا كما نحب.
وحالاً إلى ما هو أفضل.
وهما لا يبقى قائمًا على الصدر.
وفرصة ليس لها انتهاء.
اللهم الأمنيات التى ننتظرها.
اللهم طوق قلوبنا بعقود من الرضاء والراحة.
> > >
وأخيرًا:
تبدأ المشكلة حين تصافح إنسانًا كان عليك أن تصفعه.
> > >
وأن الناس جمعهم كثير، ولكن من تسر به قليل.
> > >
ويحدث شيء فى وقت ما يغيرك للأبد.