الرئيس.. وعقيدة الحوار

عبد الرازق توفيق
أن تستطيع أن تؤلف بين قلوب الناس.. وتجمع الشعب على قلب رجل واحد.. وترسخ حالة من الاصطفاف الوطنى الفريد.. تلك هى رؤية وعقيدة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى فتح آفاق بلا حدود للحوار بين المصريين.. ولدينا الكثير من دعوة الرئيس وتوجيهه بالنقاش والحوار المجتمعى.. حول العديد من القضايا سواء قبل بدء تنفيذ مشروع تطوير وتنمية قرى الريف المصرى بالنزول إلى مواطنى القرى للتعرف على مطالبهم.. أو وضع التوجهات الإستراتيجية المتوقعة للاقتصاد المصرى على مائدة الخبراء والمتخصصين.. كل ذلك أيضاً تحت مظلة حوار وطنى يجمع كافة قوى وأطياف المصريين.. من قوى سياسية وأحزاب وخبراء ومواطنين.. والهدف هو تحقيق المصلحة العليا لمصر.. والاستفادة من كافة الرؤى والمقترحات والآراء لتحقيق ذلك وللوصول إلى كلمة سواء بين المصريين.
لا أبالغ.. إذا قلت إن الرئيس عبدالفتاح السيسى استثنائى فى كل شىء.. فى مفهوم إدارته للدولة المصرية.. فى رؤيته للبناء والتنمية.. فى مشروعه لتحقيق التقدم.. فى علاقته شديدة الخصوصية مع شعبه.. فى قدرته على استشراف المستقبل.. والعمل الاستباقى فى التعامل مع التحديات والتهديدات والمخاطر.. فى حكمته فى اتخاذ القرار.. وتقديرات الموقف وفق حسابات دقيقة.. فى عدم المغامرة بالبلاد.. وفى إرادته تحقيق الأهداف وعبور الصعاب والعقبات.
لكن ما أتحدث عنه فى هذه السطور.. هو علاقة الرئيس السيسى بالمصريين.. فقد سن سنة حسنة وغير مسبوقة.. لم يقدم عليها رئيس سابق.. وهى أسلوب المصارحة والمشاركة والتشاركية فى الحماية والبناء والحفاظ على الوطن وأيضاً الصدق فى الحديث.. وهو إحاطة المواطنين بكافة التحديات والعقبات دون تجميل.. لدينا رئيس لديه صراحة ومكاشفة بلا حدود.
فى ذات الوقت يتحدث عما تحقق من إنجازات ونجاحات غير مسبوقة.. ويعيد السبب فى تحقيقها للمواطن.. فهو القائل إن الشعب هو البطل وإن المواطن هو بطل حكايتنا علي مدار 10 سنوات من البناء والتنمية.. بما تحلى به من وعى وصبر وتضحيات وإرادة وقدرة على تحمل الصعاب من أجل حماية وبناء وطنه والحفاظ على أمنه واستقراره فى ظل حالة من الادراك لما يدور من صراعات طاحنة فى المنطقة، والعالم لها تأثيراتها على الدولة المصرية.. وبما يحاك لهذا الوطن من مؤامرات ومخططات وضغوط رهيبة.. ومحاولات بائسة لفرض الإملاءات وعرض الإغراءات.. تجد من مصر وقيادتها شموخاً وشرفاً.. ووطنية وإخلاصاً.. وهو ما يدركه المصريون جيداً.. لذلك توطدت أواصر الثقة والاصطفاف الوطنى والالتفاف حول قيادة وطنية استثنائية.
الرئيس السيسى.. اتخذ مواقف ورؤى لم يسبق حدوثها فى مصر من قبل لعل أبرزها هو الرجوع إلى المواطن وإشراكه فى الأمور والقضايا التى تهمه.. وتتعلق بالمواطن.. مؤمناً أن الشعب شريك أساسى فى تحمل المسئولية الوطنية.. لذلك أتوقف عند مجموعة من النقاط المهمة التى يحرص عليها الرئيس السيسى فى إطار مبدأ مشاركة المواطن أو ترسيخ التشاركية بين القيادة والشعب.. والحكومة فى اتخاذ قرارات تتعلق بمسار الوطن.. وملامح المستقبل.. لذلك يحرص الرئيس السيسى على إطلاق الحوار والنقاش المجتمعى حول القضايا التى تتعلق بالمواطن أو القضايا ذات الأهمية القصوى التى تهم الوطن والمواطن مثل الأولويات المهمة للاقتصاد المصرى خلال الفترة الماضية.. أو فى الـ 6 سنوات القادمة «2024 ــ 2030» لإحداث حالة من الاتفاق والتوافق والاستفادة من آراء الخبراء والمتخصصين فى رسم السياسات العامة كونه أمراً حيوياً لا غنى عنه لتحقيق أقصى استفادة من العقول والخبرات الوطنية المتاحة فى جميع القطاعات والمجالات والتخصصات.. وأهم النقاط والمواقف التى تجسد هذا التوجه الرئاسى فى أهمية مشاركة المواطن فى تحمل المسئولية الوطنية فى بناء وحماية ورسم ملامح الطريق.. لوطن يتطلع إلى الأفضل.
أولاً: قبل إطلاق المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» للمشروع القومى الأعظم والأضخم تنمية وتطوير قرى الريف المصرى الذى ينفذ على ثلاث مراحل.. الأولى انتهت باستثمارات 350 مليار جنيه.. والثانية تبدأ قريباً فى بدايات هذا العام.. وجه الرئيس السيسى خلال اجتماعاته مع المسئولين عن المشروع.. والمسئولين التنفيذيين بالنزول إلى المواطنين فى القرى للتعرف على مطالبهم وأولوياتهم وآرائهم فى المشروعات الهائلة التى سيتم تنفيذها.. قبل مرحلة البدء من منطلق أن التعرف على آراء ومطالب المواطنين حول المشروعات التى ستنفذ.. وما هى المشروعات التى يريدون تنفيذها كأولوية رئيسية لأنهم الأكثر إدراكاً لهذه الأولويات.. وأساليب التنفيذ.. وحجم التنفيذ.. وما هى المشاكل الأساسية والأزمات المتراكمة من عقود طويلة وتسببت فى المعاناة التى يجب العمل على حلها سريعاً.
ورؤية الرئيس السيسى فى أهمية التعرف على آراء المواطنين من خلال إطلاق نقاش وحوار بناء معهم للتعرف على مطالبهم هدفه أن يتم تنفيذ المشروعات ذات الأولوية الكبرى.. لتحسين جودة حياة المواطن وإنهاء أزماته ومشاكله ومعاناته المتراكمة.. فربما تكون الأولوية فى بعض القرى هى المياه النظيفة وقرى أخرى الكهرباء.. وقرى ثالثة هى المدارس والمستشفيات أو الطرق لذلك كان من المهم وفقاً لرؤية وتوجه الرئيس السيسى التعرف على وجهات نظر وآراء ومطالب وأولويات المواطنين.. وهو مبدأ أصيل وحضارى وعبقرى رسخه الرئيس عبدالفتاح السيسى ولم يسبقه إليه أى رئيس سابق.
ثانياً: الرئيس السيسى أطلق دعوة تاريخية للحوار الوطنى.. لكافة القوى والأطياف والأحزاب السياسية.. وبمشاركة الخبراء المتخصصين فى كافة القضايا المرتبطة بالنقاش والحوار سواء القضايا السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو غيرها التى تتعلق بالوطن والمواطن وأيضاً بمتابعة وتلقى اقتراحات المواطنين والتعرف على آرائهم ومطالبهم.. وهذا التوجه أيضاً أمر غير مسبوق.. فجميع الدعوات السابقة لحوار وطنى لم يحالفها النجاح والتوفيق.. بسبب ضيق الرؤية.. ومحدودية المشاركة لكن الحوار الوطنى الذى دعا إليه الرئيس السيسى يتسم بالشمول.. واتساع الرؤية.. ونبل الأهداف.. وانفتاح كامل على كافة القوى والأطياف والأحزاب السياسية بغية تحقيق الأهداف والمصالح الوطنية العليا وأبرزها إحداث حالة من التوافق وصولاً إلى كلمة سواء يجتمع عليها المصريون تحت عقيدة وشعار أن الوطن يتسع للجميع.
ثمة أهداف وطنية ونبيلة وصادقة للحوار الوطنى الذى أطلقه الرئيس السيسي.. لفتح مسارات من الحوار والتوافق والتقارب والإجماع والاصطفاف بين المصريين.. وأهم ما يميز الحوار الوطنى.. أنه تجسيد حقيقى لرؤية وإرادة وعقيدة الرئيس السيسى وقناعاته بأهمية وجود حوار مفتوح بين المصريين من كافة القوى والأطياف السياسية.. لذلك هو حوار شامل.. يتعلق بكافة المجالات والقضايا السياسية والاقتصادية والمجتمعية يزيل عن كاهل الوطن حالة من التجمد لعقود طويلة ظلت ثابتة وصامتة أمام قضايا اقتصادية وسياسية ومجتمعية مثل النظام الانتخابى والمحليات.. وقضايا الأسرة والأحوال الشخصية التى يجب أن تكون مسارات المستقبل فيها واضحة.. وبإجماع وطنى كامل والاستفادة من آراء ومقترحات ورؤى الجميع بهدف تحقيق المصلحة الوطنية والأهداف العليا فى تحقيق التقدم وتحسين حياة المواطنين.. والارتقاء بجودة حياتهم فى ظل متغيرات وتحديات دولية وإقليمية كثيرة إيماناً بأن هذا التوافق والإجماع والاقتناع هو السبيل الأمثل.. وصمام الأمان لحماية الوطن.. بعد أن ظلت لعقود طويلة المياه راكدة فى البحيرة.. وظلت حالة التراشق والاحتقان السياسى مستمرة حتى جاء الرئيس السيسى ليجمع شمل المصريين.. شعاره تعالوا إلى كلمة سواء.. نجلس جميعاً على طاولة الوطن نتحاور ونتناقش ونقترح من أجل تحقيق مصلحة هذا الوطن.. إيماناً بأن نختلف من أجل الوطن.. ولا نختلف عليه.. وتسببت حالة البعاد السياسى بين القوى والأطياف والأيديولوجيات السياسية متجمدة على مدار عقود.. ولأن الرئيس السيسى قائد عظيم وجل أهدافه هو مصلحة مصر وشعبها انطلقت دعوة الحوار الوطنى.. لتذيب مياه البحيرة المتجمدة وتدفع بها إلى السيولة والتدفق.. من أجل قطع الطريق على محاولات العبث والوقيعة بين المصريين واستئصال شأفة تزييف الحقائق.. وبناء الوعى المزيف والكاذب الذى يستهدف إحداث حالة من الفرقة والخلاف والانقسام بين المصريين.
أهم ما يميز الحوار الوطنى الذى دعا إليه الرئيس السيسى أنه شامل.. يمثل قاعدة ومظلة كافة الحوارات الفرعية فى مختلف القضايا بقلب وعقل مفتوح ودون خطوط حمراء.. طالما أن الهدف مصلحة الوطن.. وفى إطار من الاحترام المتبادل.. والرغبة الصادقة فى الوصول إلى رؤى متكاملة تخدم الوطن.
ثالثاً: منذ أيام قرأت تقريراً صادراً من مركز معلومات مجلس الوزراء.. مفاده أنه يعد مشروعاً بحثياً يشمل التوجهات الإستراتيجية المقترحة للاقتصاد المصرى خلال المرحلة المقبلة ولمدة ٦ سنوات من 2024- 2030 تتضمن ٨ توجهات إستراتيجية تستند إلى توافق آراء الخبراء والمتخصصين فى عدد من المحاولات الرئيسية وإلى المستهدفات الوطنية الطموحة حتى عام 2030 فى ظل ما تشهده الفترة الحالية من نزاعات وصراعات وحروب مستعرة فى العالم خاصة فى الشرق الأوسط وقبلها جائحة كورونا وفرضت تحديات بالغة وقاسية على جميع الدول.. والوثيقة البحثية تتضمن أهدافاً كثيرة أبرزها ترسيخ دعائم نهضة اقتصادية قائمة ورفع قدرات الإنتاج المحلى وزيادة مستويات مرونة الاقتصاد المصرى فى مواجهة الأزمات وتتضمن سياسات تضع فى اعتبارها مواصلة العمل للارتقاء بحياة ملايين المصريين وتحسين معيشتهم ونشر مستويات التنمية الاقتصادية والبشرية فى ربوع مصر وتوفير الحياة الكريمة لجموع المواطنين وغيرها من الأهداف القوية التى تنعكس بالإيجاب على الوطن والمواطن.. المشروع أو الوثيقة البحثية نشرت فى الصحف ووسائل الإعلام.. لكننى أتوقف عند مبدأ مهم ترسخ على مدار السنوات الماضية.. إن عرض الوثيقة أو المشروع البحثى للنقاشات والحوارات الوطنية جاء بتوجيه من الرئيس عبدالفتاح السيسى بهدف الاستفادة من خبرات ورؤى ومقترحات الجميع.. إيماناً بأن مصر مليئة بالكفاءات والكوادر والخبرات الهائلة ليستفيد منها الوطن.
فيما يتعلق بالوثيقة أو المشروع البحثى الذى أكده مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء اقترح أن ترسل إلى الحوار الوطنى فى المحور الاقتصادى.. إضافة إلى توجه مجلس الوزراء بطرحها أمام الحوارات الوطنية الشاملة التى تضم الخبراء المتخصصين فى الشأن الاقتصادى.. ثم لماذا لا تقام أو تعقد ندوات فى الجامعات المصرية ومراكز الدراسات الاقتصادية.. وكذلك فى وسائل الإعلام وفتح المجال للمواطنين.. عبر رسائل أو مشاركات تتضمن مقترحات ربما يؤخذ بها أو تكون مفيدة فتوسيع دائرة الحوار والنقاش فى هذا الشأن المرتبط بالوطن والمواطن.. والمستقبل هو أمر ضرورى للغاية.. وتحقيق التوافق الوطنى أمر بالغ الأهمية خاصة فى أولويات الاقتصاد المصرى فى المرحلة القادمة.
الحقيقة أن الرئيس السيسى رسخ عقيدة الحوار.. والنقاش والتفاوض على مدار 10 سنوات سواء على الصعيد الخارجى فى الدعوة الصادقة للحوار بين المتنازعين والمتصارعين سواء فى البلد الواحد أو بين الدول.. فتغليب لغة العقل والحوار.. والحلول السلمية والتفاوضية.. هو مسار مصرى خالص يحمل أهدافاً نبيلة سواء بالحفاظ على الأمن والسلم الإقليمى والدولى أو الحفاظ على الدول.. ومسارات التنمية فيها بدلاً من الصراعات والاقتتال الذى يستنزف الوقت والجهد والموارد والثروات.. ويؤدى إلى التأخر والتخلف عن ركب التقدم.
على الصعيد الداخلى يدعو الرئيس السيسى دائماً ويوجه بفتح حوارات ونقاشات وطنية مجتمعية فى العديد من القضايا التى تهم مصر وشعبها.. فالرئيس لديه عقل وقلب منفتح على الجميع.. وجل أهدافه مصلحة مصر.. لذلك تجد الكثير من ملامح فضيلة الحوار بين المصريين من أجل رسم ملامح مستقبلهم.. والبناء والحفاظ على بلدهم.. فلا يضيق صدر الوطن أبداً بسبب رأى أو رؤية أو مقترح أو حتى نقد بناء وهادف وله حيثياته وأسبابه الواقعية والعلمية.. حتى إن الرئيس السيسى فى الكثير من المواقف والحديث مع الإعلاميين يسألونه عن بعض القضايا.. تجده يدعوهم إلى إطلاق حوار ونقاش فى وسائل الإعلام وتقديم الرؤى والمقترحات.. لذلك فإن من أهم أسباب الأمن والاستقرار فى مصر.. والاصطفاف الوطنى بين شعبها حول قيادتهم السياسية.. أحد أهم أسبابه هى عقيدة الحوار والنقاش التى رسخها الرئيس السيسى.. طبقاً لرؤية وطنية خالصة.. فحوار المصريين معاً.. ونقاشهم حول قضاياهم الوطنية هو سبيلهم للتقدم وصمام الأمان لأمنهم واستقرارهم.