شهد قطاع التكنولوجيا تسريح أكثر من 32000 موظف حتى الآن، رغم مرور ما يقل عن 40 يومًا فقط على بداية 202 ما هو السبب؟ وهي نفس العوامل التي جعلت من عام 2023 عامًا صعبًا وغير مؤكد بالنسبة للأمن الوظيفي، وكانت العوامل المؤثرة، بما في ذلك سوء إدارة عمليات التوظيف، والصراعات مع عائدات الإعلانات، والاقتصاد المتعثر الذي يجبر الشركات على خفض التكاليف، غالبًا من خلال تسريح العمال.
ومع ذلك، بينما تلوم الشركات الركود على إعاقة النمو، هناك عامل رئيسي آخر: إدخال نماذج الذكاء الاصطناعي (AI) والتعلم الآلي (ML)، وبعيدًا عن التباطؤ الاقتصادي، أصبح تحول الذكاء الاصطناعي هو القوة الدافعة وراء تخفيض الوظائف في العام الماضي، ولا يزال عاملاً مهمًا هذا العام.
وفقاً لدراسة استقصائية نشرتها شركة تشالنجر جراي الأمريكية، فإن ظهور الذكاء الاصطناعي يشكل تهديداً كبيراً للوظائف الإدارية، ويواجه الموظفون في مختلف المجالات، بما في ذلك المبرمجون وإدارة الشركات والمحامون والمحاسبون ومتخصصو التمويل والتأمين والاستشاريون وغيرهم، خطر النزوح الوظيفي بسبب الأتمتة.
ويسلط التقرير الضوء على أن الشركات الأمريكية قامت بتسريح عدد مذهل من الأشخاص بلغ 82.307 أشخاص في شهر يناير، وهو ما يمثل زيادة هائلة بنسبة 136 في المائة عن شهر ديسمبر، وفي يناير، قاد القطاع المالي عمليات تسريح الوظائف، حيث أبلغ عن 23238 تسريحًا للعمال، وهو أعلى رقم منذ سبتمبر 2018، وجاءت بعد ذلك مباشرة صناعة التكنولوجيا، التي أعلنت عن 15806 تسريحات، مما يمثل زيادة كبيرة عن الشهر السابق.
كما واجه قطاع إنتاج الأغذية تحديات، حيث شهد تسريح 6,656 عاملاً، ويُعزى ذلك إلى حد كبير إلى ارتفاع التكاليف والأتمتة، وبالمثل، أعلن تجار التجزئة عن تخفيض 5364 وظيفة، وهو ارتفاع كبير مقارنة برقم الشهر السابق، وفي وسائل الإعلام، بينما انخفض إجمالي عمليات التسريح من العمل، شهدت وسائل الإعلام ارتفاعًا في تخفيضات الوظائف، مع 528 عملية تسريح في يناير، وهو أعلى إجمالي شهري منذ عام تقريبًا.
في يناير، تم الاستشهاد بالسبب الرئيسي لفقدان الوظائف هو “إعادة الهيكلة”، مع تسريح 28329 عاملًا، يليه 14555 تسريحًا بسبب “إغلاق” المصانع والمتاجر والوحدات، ومع ذلك، تم إلقاء اللوم على الذكاء الاصطناعي في تسريح 381 موظفًا في شهر يناير وحده.
وسجلت تشالنجر أن حوالي 4628 حالة تسريح للعمال تُعزى إلى الذكاء الاصطناعي منذ مايو 2023، عندما بدأت في تتبع هذا السبب، وتحولت الشركات إما إلى تطوير الذكاء الاصطناعي والتوظيف في الأدوار المرتبطة به أو استبدلت به بعض المهام والأدوار.
وقال تشالنجر: “إن تأثير التقدم السريع في اعتماد الذكاء الاصطناعي بدأ يظهر من منظور الوظائف، لا سيما في مجال الإعلام والتكنولوجيا، ولكن في الواقع عبر القطاعات، ومع ذلك، فإن الشركات لا تلوم الذكاء الاصطناعي بشكل مباشر على العديد من قرارات تسريح العمال”.
ومن المثير للاهتمام، أنه في حين يتم إلقاء اللوم على الذكاء الاصطناعي في خفض الوظائف، فإن القطاع المتنامي للذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي يتسبب أيضًا في قيام الشركات بزيادة التوظيف في المجالات ذات الصلة، وفقًا لتقرير كومبتيا، فإن الطلب على مهارات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي آخذ في الارتفاع بين الشركات، وفي المجال ذي الصلة، كان هناك 33.727 فرصة عمل في شهر يناير وحده، وهو أعلى نمو شهري خلال عام.