كأس الكونفيدرالية ” قبلة الحياة” لجيل الزمالك الحالي
الجمهور الوفي قدم نموذجا رائعا فى حسن الضيافة وأعاد للمدرجات احترامها
جماعية الأداء سر تفوق فريق “الفن والهندسة ” فى مشواره الأفريقي
رؤية – إيهاب شعبان
الفوز الذى حققه فريق الزمالك على نهضة بركان وحصوله على كأس الكونفيدرالية الأفريقية هو من النوع الغالي الثمين ، ليس فقط لأنه نال التتويج الذى يستحقه أو لأنه منحه بطولة قارية بعد موسم محلي غير موفق فيه وإنما لأنه انجاز جاء فى وقت غاية فى الأهمية وأعطى قبلة الحياة لهذا الجيل الحالى للفارس الأبيض ونرى أن هذا الانتصار مفصلى فى تاريخ القلعة البيضاء على المستوى الأفريقي .
ونعود للوراء قليلا ونقول أنه حينما خسر الزمالك بطولة دوري الأبطال أمام الأهلي عام 2020 بهدف قاتل سجله أفشة ظل يعانى الأبيض على المستوى الافريقي من تبعات هذه الخسارة المؤلمة حتى مباراة أمس ، فبعد هذه المباراة تفكك الفريق وابتعد نجومه واحد وراء الأخر ، ويمكن التأكيد على ذلك بالنظر للقائمة الاساسية لتشكيلة الزمالك ، فاللقاء كان فى ذلك الوقت مفصليا فى مسيرته الافريقية بكل معانى الكلمات ، بعده الأبيض تراجع فى القارة السمراء والأحمر ازداد قوة وكثرت بطولاته بعد هذا الانتصار المدو خصوصا أنه كان فى هذه المباراة ليس هو الافضل أو الأقوي فى تشكيلته .
والأن بعد أن فوز الزمالك بمباراة نهضة بركان والانجاز الذى حققه يمكن القول أن الفارس الأبيض عاد إلى ساحة البطولات القارية زعيما وكبيرا وأزال التراب عن نفسه واستعاد البريق واللمعان الذى يستحقه عن جدارة .
فى مباراة الإياب مع نهضة بركان حقق الزمالك مكاسب عديدة أهمها بغض النظر عن اللقب والكاس واستعادة الهيبة هو إلتفاف الجمهور حوله والتأكيد على عظمة جمهوره الذى حضر بكل هذا الحب والانتماء والروعة فى ستاد القاهرة ليؤكد أن شعبيته فى ازدياد مستمر حتى وان غابت بطولاته ، وقدم عمليا المقولة الشهيرة وهي : “نشجعه ليكسب وليس نشجعه لحصوله على البطولات”
وأضيف من عندي ملاحظة مهمة أن هذا الحضور الجماهيري الغفير أكد رقي وتحضر هذا الجمهور فلم نجد منه أى شئ يعكر صفو المباراة واحترم المنافس.. وجاء وذهب بدون مشكلة واحدة ، ليحصل الجمهور على درجة الإمتياز فى حب الوطن وناديه ، وهى بداية مشجعة ومؤثرة فى تشجيع الجهات المعنية على ملء المدرجات فى كل المباريات المهمة لكل الأندية والمنتخب .
ومن المكاسب المهمة ايضا أن الزمالك خلال رحلته فى مشوار الكونفيدرالية أثبت أنه فريق جماعي ولا يعتمد على نجم بعينه ، فقد غاب عنه لاعبين فى غاية الأهمية لعل أبرزهم عبد الله السعيد وناصر ماهر ومحمود الونش وأخرين لأسباب مختلفة ، الأمر الذى يعنى أن البطولة محسوبة لجماعية الفريق ، وإذا كان زيزو نجما متميزا ولا شك فى ذلك فإن أحمد حمدي وعمر جابر ودونجا وحسام عبد المجيد ومحمد شحاته لايقلون نجومية عنه وكان لهم دورا مؤثرا لاينكر فى انتزاع اللقب القاري ، هذا بخلاف المتألقين التونسي حمزة المثلوثي ومواطنه سيف الجزيري .
ومكسب أخر لا يمكن تجاهله يستحق الالتفات إليه ونحن نتحدث عن البطولات الأفريقية وهو أنها خلقت روحا طيبة بين جماهيرنا المصرية وجماهير شمال أفريقيا ، فمنذ أيام أبدي الكثيرون أعجابهم لدخلة الجمهور التونسي فى لقاء الترجي مع الأهلي وكان فيه إبداع ووعي هذا فى المدرجات ، وداخل الملعب كانت الروح الرياضية عالية ، وفى لقاء الزمالك والنهضة انفجر السوشيال ميديا اعجابا واحتراما وتقديرا للاعب المغربي ياسين البحيري بعد لقطة مسكه لدونجا قبل سقوطه على الأرض وكان يمكن أن يتعرض للإيذاء الشديد لو تركه يسقط امامه لحدث مالا يحمد عقباه ، والبحيري نفسه هو من اجبر زميله المطرود على الاعتذار لزيزو حينما تعمد الخشونة ضده وتقبل نجم مصر هذا الاعتذار بصدر رحب رغم معاناته من شدة الألم .. ونؤكد ايضا ان جمهور الزمالك أحسن استقبال ضيوفه ويستحق التحية .
ما نتمناه أن تستمر هذه الروح الجميلة ويحسن جمهور الأهلي استقبال جمهور الترجي لتكتمل الصورة الجميلة عن رقي شعوب أهل الضاد ، مبروك للزمالك .. وعقبال الأهلي .. ومصر بخير والحمد لله .