ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي، أن جهودًا مكثفة تبذل الآن من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن، مع استئناف المحادثات في القاهرة أمس السبت.
ونقلت بي بي سي، عن مسؤولين بحركة حماس قولهم، إن وفدها يسافر “بروح إيجابية” بعد دراسة اقتراح الهدنة الأخير.
وأضاف المسؤولون: “نحن عازمون على التوصل إلى اتفاق بطريقة تلبي مطالب الفلسطينيين”.
ومن جانبه، أعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن اعتقاده بأن “الموافقة على وقف إطلاق النار يجب أن تكون أمرا بديهيًا” بالنسبة لحماس.
وكان مفاوضو حماس قد عادوا إلى القاهرة لاستئناف المحادثات المستمرة منذ فترة طويلة، والتي توسطت فيها مصر وقطر، والتي من شأنها أن توقف مؤقتًا الهجوم الإسرائيلي على غزة مقابل إطلاق سراح الرهائن.
وفي الليلة الماضية، أعلنت حماس إنها تريد “إنضاج” الاتفاق المطروح على الطاولة، مما يشير إلى أن هناك مجالات لا يزال الجانبان يختلفان فيها ويبدو أن القضية الرئيسية تتعلق بما إذا كان اتفاق وقف إطلاق النار سيكون دائما أم مؤقتًا.
وتصر حماس على أن أي اتفاق يتضمن التزامًا محددًا بإنهاء الحرب، لكن إسرائيل مترددة في الموافقة بينما تظل الحركة نشطة في غزة.
ويُعتقد أن الصياغة التي تتم مناقشتها تتضمن وقف القتال لمدة 40 يومًا حتى يتم إطلاق سراح الرهائن، وإطلاق سراح عدد من السجناء الفلسطينيين المحتجزين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وكان رئيس وزراء سلطات الاحتلال بنيامين نتنياهو قد أصرّ مرارًا وتكرارًا على أنه ستكون هناك عملية عسكرية برية جديدة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، حتى لو تم التوصل إلى اتفاق.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أمس السبت، أن موقفه ظل دون تغيير على الرغم من الجولة الأخيرة من المحادثات.
ولكن الولايات المتحدة – أكبر حليف دبلوماسي وعسكري لإسرائيل – مترددة في دعم هجوم جديد يمكن أن يتسبب في خسائر كبيرة في صفوف المدنيين، وأصرت على رؤية خطة لحماية الفلسطينيين النازحين أولًا.
وقد لجأ ما يقدر بنحو 1.4 مليون شخص إلى رفح بعد فرارهم من القتال الدائر في المناطق الشمالية والوسطى من القطاع.
وفي معرض حديثه عن احتمالات الهدنة، أمس السبت، قال بيني جانتس، عضو مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي: “لم يتم تلقي رد رسمي على الخطوط العريضة بعد وعند قبولها – ستجتمع حكومة إدارة الحرب وتناقشها، وحتى ذلك الحين وأقترح على المصادر السياسية وأصحاب القرار كافةً انتظار التحديثات الرسمية والتصرف بهدوء وعدم الدخول في حالة من الهستيريا لأسباب سياسية”.
وسافر مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ويليامز بيرنز، إلى القاهرة للمساعدة في التوسط في المحادثات الأخيرة، وفقا لمسؤولين أمريكيين تحدثا إلى شبكة سي بي إس نيوز.
وكان بلينكن أيضًا شخصية رئيسية في المفاوضات، وزار دولة الاحتلال مرة أخرى هذا الأسبوع للقاء نتنياهو.
وفي حديثه يوم الجمعة في أريزونا، قال بلينكن إن “الشيء الوحيد الذي يقف بين شعب غزة ووقف إطلاق النار هو حماس”.
وحتى الآن، استمرت محادثات وقف إطلاق النار لعدة أشهر دون تحقيق أي تقدم ولم يتوقف القتال أو يتم إطلاق سراح الرهائن منذ نهاية نوفمبر، إبان أول وآخر هدنة يتم الاتفاق عليها منذ 7 أكتوبر، وكانت هناك لحظات في ذلك الوقت بدا فيها الاتفاق الجديد وشيكًا، لكن الصفقة انهارت قبل أن يتم التوقيع عليها.
وحتى في هذه الجولة الأخيرة من المناقشات، لا بد من الحذر، وفقًا لتصريحات مصدر مطلع على المحادثات لبي بي سي، مؤكدًا أن المفاوضات لا تزال معقدة، وأي انفراجة قد تستغرق عدة أيام.
وقال مصدر مطلع لصحيفة واشنطن بوست، إن الولايات المتحدة حثت قطر على طرد القيادة السياسية لحماس، إذا استمرت الجماعة في رفض وقف إطلاق النار.
وتجمع مئات الأشخاص، السبت، في تل أبيب للمطالبة بالإفراج عن الرهائن، وتجمع أقارب الرهائن أيضا في قاعدة كيريا العسكرية لحث حكومة نتنياهو على التوصل إلى اتفاق.
واتهم البعض نتنياهو بمحاولة تقويض الهدنة المقترحة، ودعا آخرون إلى إنهاء الحرب فورًا.
وقالت أيالا ميتسجر، زوجة ابن الرهينة يورام البالغ من العمر 80 عاما، إنه يتعين على الحكومة الموافقة على إنهاء الحرب إذا كان هذا هو ثمن إطلاق سراح الرهائن.