مقالات

المدلسون


نشأت الديهي

ليس هناك أخطر على الوطن من انخفاض الروح المعنوية بشكل جمعي، فانخفاض أو ارتفاع الروح المعنوية للأمة مسألة أمن قومى في المقام الأول، وهناك محاولات دءوبة من البعض لقتل الأمل واشاعة جو من الكآبة والإحباط مستغلين الحديث الدائر عن مفردات الأزمة الاقتصادية حيث يقوم هؤلاء النائحة المستأجرة التي تشارك في المآتم بصراخها وشق ثيابها ولطم خدودها ، هناك حزمة من الأسئلة والتساؤلات يشغلني كثيراً البحث لها عن إجابات، لكن كيف ترفع الروح المعنوية للأمة؟ كيف نحارب اليأس والإحباط؟ وهل حقاً هناك من يقصد ويهدف ويخطط لإشاعة جو من التشاؤم والخوف والإحباط وعدم الثقة بين جموع الشعب في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الوطن؟ من يتحكم إذن في معنويات الأمة؟ بيد أنني على قناعة تامة بأن المؤامرات أية مؤامرات لن يكتب لها النجاح ما لم يكن هناك تقصير ومقصرون، فصناعة الروح المعنوية تقع مسئوليتها على جميع مؤسسات الدولة، حيث إن أداء مؤسسات الدولة في مجمله هو الذي يخلق مؤشر الرضا او الضيق ومعلوم كيف يتم استغلال هذه الوسائل لبث الأكاذيب والشائعات وإختلاق الأزمات والتركيز على موضوعات وأحداث بعينها دون غيرها، وهناك وسائط وأنماط متعددة ومتناقضة في الأهداف والأدوات وكذا مصادر التمويل المتابع للمشهد المصرى يجد أن العابثين بمعنويات الشعب المصرى كثر فهناك من يعبث بجهل وغباء وعدم وعى وهناك من يعبث وفق خطة وأجندة لحساب آخرين كارهين لمصر وشعبها، يعتمد هؤلاء على الشائعات المحكمة التي يتم إنتاجها خطوط إنتاج تبدأ من الممول وتنتهى بالمولول مروراً بمؤلف ومخترع الشائعة ثم هؤلاء المتخصصين فى نقل وتداول الشائعات أو يمكن تسميته اصطلاحاً« لوجيستيات الشائعات، لقد تحولت الشائعات إلى أهم وأخطر الأسلحة والأدوات في أيدي الجماعات المتطرفة، ولم يعد هناك سقف واحد أو عقل يحكم أو يتحكم فيمن ينتج أو ينقل أو يدير خط إنتاج الشائعات، تطورت الشائعات ونشطت في كل الاتجاهات بدءاً من قسم تلويث السمعة والخوض في الأعراض والحط من شأن الآخرين وصولاً إلى التشكيك في نسب الأوطان والغريب أن الناس بانت تهوى الفضائح بكل أشكالها والناس لا تستخدم عقلها وفطرتها في تقييم ما يتم تداوله من شائعات، إن محاولات هدم ثوابت المجتمع وبث روح الفتنة والشك والربية ومحاولة هدم القامات والنخب لم ولن تتوقف ، لقد مررنا خلال هذه الأيام بمثل هذا كثيراً بدء أمن أزمة الدولار والتضخم والحروب المحيطة والمؤامرات المختلفة.

والهدف في جميع الحالات واحد ألا وهو التأثير على الروح المعنوية للأمة، بيد أن هناك فصيلاً عريضا من المؤثرين في معنويات الشعب سلبا موجودين في مؤسسات الدولة يمارسون فساد أوظيفياً وإدارياً ويتعسفون في استخدام سلطاتهم مختبئون وراء اللوائح والقوانين العتيقة التي جعلت الدولة راعية للنظام البيروقراطي العقيم، فالناس ترى الرئيس يقفز ويجرى ويتحرك بأقصى سرعة ويستمع الناس إلى تصريحات الوزراء وكبار المسئولين التي دائماً ما تكون براقة ووردية وفي المقابل يجد الناس الواقع في الدواوين الحكومية وفي أماكن تخليص مصالح الناس شيئاً مختلفاً تماما ، فمن هنا يأتي الإحباط ويتولد عدم الثقة مما يخلق جواً مثالياً لنمو الشائعات أضيف إلى هؤلاء وهؤلاء بعض الشخصيات من مدرسة خالف تعرف، وعارض تشتهر سريعاً ، ومن ثم تكسب كثيراً وتنتقل من منبر إلى آخر. هذا الفصيل، منهم من يصنع الأخبار ولا ينتظرها ويختلق الأحداث وفقاً لخياله والهدف هو تحقيق أكبر قدر من المتابعة ومنهم من يفسر الأحداث والأخبار وفق فهمه الذي غالباً ما يكون فهماً قاصراً ومريضاً، بيد أن هذا وذاك وأولئك وهؤلاء هم من يصنعون الإحباط ويبثون التشاؤم ويتسببون في خفض الروح المعنوية للأمة، فهل نحن منتبهون؟ وهل هؤلاء منتهون؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى