مقالات

وليد فلسطينى

الكاتبة / أسماء رمضان رسلان

جَنينٍ في بَطن أُمي فرحاً
ولِدت وبَكيت لبُرهة مِنْ الزمنِ
حملوني لأمي لكي تعانقني
ضمتنِي لِصدرها لترضعني
تَذوَقت لبنٍ مَمزوجاً بالأمان
سعيدً فأنا الآن أصبَحت أنسان
فبدأت بأصَابِعها تَتَخلل شَعر رَأسي
وَجِبهَتي وحَاجباي وثُغري وَ انفي
أمّسَكَت يَدي وبَدأت بِعدت أصابعي
لكي تتأكد بأنهم مكملي
وتلثمهم بفاها مِنْ قَدمي حَتيٰ فَمي
أغمضت عيناي ونعستُ بِكُل أفتخار
اصَحى عَلىٰ صَوتٍ عالِ يسمي بِأنفجار
مُنْ شّدَة الصَوت راح مسمَعي
ورَاح نصف جَسد أمي
سَقطُ عَلىٰ الأرض وَنصف سَاعدها معي
والسَاعد الآخر لَم يعد يَتَملَكني
صرخت وأختلط الدماء بدمعي
تجرعت طَعم التُراب في فَمي
أخَذني شَخصاً مُلَطخاً بِالدِمَاء
وجَسدي يَنزف دماً من كل أنحَاء
يبَحثون عَن أي شيء إن كان
ويتساءلون هل هناك ماء
لِكَي ينَظَفُوني مِنْ الدماء
بَعد بُرهَة مِنْ الزمانِ
تَرَكُوني واصبَحتُ أشلاء
ظَلوا يَبحثون عَن أهلِي وأُمي
لَكن مَاتَتّ أُمي مِنْ قَبلي
ظَلوا يَبحثون عَن أشقاءِ
وأشقاءِ هُناكَ يَنظرون لي
ولا يُمدون أيِديِهم لِضمادة جَرحي
حَتَي بَعد وفَاتِـي
لَم يُعطوني غِطاءً لِجٕسدي
جئتُ إلي الدُنيا بِضع مِنْ السَاعات
لأكون شَاهِداً عَلىٰ ما يَجري
وكأِنـي عِشتُ لِسَـنواتٍ وسَنوات
رَأيت مُحَمّدً وإبرَاهِيم ومُوسىٰ وعِيسىٰ
أمام الأقصىٰ يَدعون لي بكُل اللُغات
وذَهَبت إِليٰ الجنَة والمَلائكة تَحمِلِني
وفي فَمي تُراب ارض مُلتَقى الاديان
وارتويت لبنٍ وحنانٍ وتُراب وَطني
لأحكي لربي ما فَعلوه بي مِن أهوالٍ
وسَألني رَبي مَا ذَنبك.
قُلت لِربي والرجفة في صوتي
والتُراب يتَناثر مِنْ فَمي
ذنبِ إني ولدت فلسطيني
ذنبِ إني ولدت فلسطيني.
ذنبِ إني ولدت فلسطيني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى