ولد نجم الكرة الشهير كريستيانو رونالدو لعائلة من الطبقة العاملة في ماديرا عام 1985، وهو يحمل الكثير من الذكريات عن هذه المدينة وتحدث رونالدو عن ذلك سابقًا بمنتهى الفخر، ولكنَّ هناك جانبًا مأساويًّا من طفولة رونالدو غالبًا تم تجاهله لفترة طويلة، وهو يخص والده مدمن الكحول، خوسيه دينيس أفيرو.
من هو والد رونالدو وما المعلومات التي لا يتم تداولها عنه بشكل واضح، رغم تأثيره الكبير في مسيرة النجم البرتغالي الشهير؟ ذلك ما نستعرضه في التقرير الآتي.
كان والد رونالدو جنديًّا سابقًا قاتَل في حرب استعمارية في محاولة البرتغال لمنع أنغولا من الفوز بحريتها وهي حرب تفرض على أي شخص يخوضها صراعًا أخلاقيًّا بطبيعة الحال.
لكن أفيرو كان مخلصًا لبلاده، وتحمَّل ويلات الحرب حتى اللحظات الأخيرة، وحتى أنهى خدمته العسكرية، وغادر إلى حيث توجد زوجته وأبناؤه.
بسبب ما شاهده من مناظر بشعة في الحرب، وفي العسكرية وجد أفيرو نفسه يُقبل على الخمور بشراهة.
أدى ذلك إلى إدمان كثيف للكحوليات أودى بحياته في نهاية المطاف، لكن قبل أن يقوم بذلك فقد ترك أثرًا لا يمكن مَحْوه في حياة نجله كريستيانو.
وصل أفيرو في وقت من الأوقات إلى بيع قمصان نجله الخاصة بكرة القدم، حتى يستطيع شراء الخمور، لكن هذا لم يمنعه من الإيمان بمن سيصبح لاحقًا بحسب تعبيره “أفضل لاعب في العالم”.
لم يكف الرجل عن ذكر هذا لأصدقائه في الحانات ولطالما آمن أن رونالدو سيكون من ضمن أعظم من لمسوا كرة القدم، رغم ذلك، فلم يبذل أي مجهود لينقذ نفسه من أجله.
عنف أسري غير مرغوب فيه
أكدت “ESPN” في تقرير سابق أن والد رونالدو كان أبًا عطوفًا على الأبناء، يحبهم ويحتويهم ولم يسبق له أن ضرب أحدهم قط.
لكن الوضع لم يكن كذلك بالنسبة لزوجته ماريا دولوريس، التي تحملت الكثير من العنف الأسري، وتلقت الضرب على يد زوجها بشكل شبه يومي.
سبب نجاح لرونالدو
كان المحارب السابق من أسباب نجاح رونالدو، إذ حفزه ما حدث له من فشل كلوي ووفاة على الفور رغم تدخل نجم مانشستر يونايتد وقتذاك لنقله في طائرة إسعاف إلى لندن، حفز ذلك لاعب النصر الحالي على عدم تناول أي خمور منذ عام 2005.
كان ذلك من أسباب نجاح رونالدو بكل تأكيد، فاللاعب الذي يملك ذلك النوع من الالتزام تجاه الابتعاد عن الكحوليات، حقًّا يستطيع أن يقوم بأي شيء.
سخرية حادة من رونالدو
بسبب الوضع المالي لوالده بعد العودة من الحرب والأوضاع الاقتصادية للبرتغال آنذاك، لم يجد والد كريستيانو رونالدو أي عمل يستطيع القيام به والحصول منه على أجر جيد سوى الذهاب إلى العمل في فريق أندورينها في ضواحي فونشال، حيث كان ينظف غرف الملابس، ويغسل قمصان اللاعبين.
المؤسف هنا أن نجله كان مجرد مراهق يلعب لهذا الفريق، وهو ما جعل رونالدو يتلقى الكثير من السخرية والانتقادات من زملائه في النادي ذاته.
والد رونالدو بلسانه
كان عدد المرات التي تحدث فيها رونالدو عن والده قليلًا للغاية، لكن من ضمنها كان هناك لقاء عاطفي قبل سنوات مع بيرس مورغان، حيث جعل البرتغالي يشاهد لقاءً تلفزيونيًّا مع قناة نرويجية لوالده قبل فترة قصيرة من وفاته.
قال والد رونالدو في الفيديو: “أنا فخور بنجلي، لا أستطيع أن أكون بجواره (في نهائي أمم أوروبا 2004) لكن والدته تعتني به، هي تقوم بعمل الحارس الشخصي، وهو يحظى باهتمام فريد من نوعه معها”.
وقال رونالدو: “بعض الأحيان عندما أتحدث عن والدي لا أجد الكلمات المناسبة لأقول كيف كان هو”، وأكمل وهو يبكي: “لم أر ذلك المقطع قط، هذا لا يصدق لم أتوقع أن أبكي، أنا لا أعرفه بشكل كامل”.
وأضاف: “كان سكيرًا ولم أتحدث معه في محادثة طبيعية، لقد كان الأمر صعبًا، لقد علم أنني سأكون جيدًا في كرة القدم وبالنسبة لي هذا يجعلني حزينًا (يبكي) لأنه لا يراني وأنا رقم واحد، لا يراني وأنا أتلقى الجوائز”.