الفرصة الاخيرة والزمن

بقلم / هند حمزة

الفرصة الاخيرة هي مفهوم دارج في اغلب الاوقات ويعنى انه لامجال للمحاولة مرة اخرى ولكن لماذا نقول الفرصة الاخيرة وهناك اكثر من فرصة بالحياة للعيش في سلام مع النفس وتحقيق طموحاتنا واحلامنا لابد ان نتمسك بالامل فالامل موجود طالما نحنوا على قيد الحياة والمحاولة مرة واثنين وعشرين مطلوبة في كل شئ والنجاح لاياتى فردا ولابد من السعى في كل الاتجاهات لادراك النجاح وتحقيق طموحاتنا في الحياة والتشبس بها في كل الطرق والاساليب ..

التاجر يندم على ثغرات أُتيحت فأخّرها، والشباب وظائف تقاعسوا عنها، والعالم والداعية، طابت لهم مسالك فآثروا عليها أشياء أخرى وندموا بعد ذلك.

وشباب في الجامعة يتوقدون همةً ويشتعلون نشاطا، لم يستثمروا ذلك في الحفظ والتحصيل ومقارعة المعالي.

وليس عند الإنسان بعد ذلك سوى الصبر والتفكير الموضوعي المنقذ من التحير والتكاسل والتهاون.

لم تكن (خذوا ما آتيناكم بقوة) وقوله (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم) إلا ضربا من علو الهمة والمبادرة المنيفة المنيعة التي يتكسر عليها حواجز الكسل والتراخي.

وكم في القرآن والسنن الصحاح من دافعات إلى حب العمل واقتناص المبادرات، والفرص الرائعات.

لا تؤجل ولا تتقاعس، ولا تتمايل ولا تتكاسل كلمات ومضامين حاول أن تتجاوزها بالعزيمة والإصرار، وسابق إلى النفاذ والتطبيق والسلوك الأولي الإيجابي.

تجنح الفرصة الأخيرة لتعديلك، وهدايتك الرشاد، فاستثمرها للتغيير والإصلاح، وتبديل الوضعية التعيسة بوضعية أخرى جديدة.

ولا يعقل ذلك إلا من وعى واكتسب حكمة ودراية، وعركته الحياة كما يقال، وبات في أمس الحاجة للخروج من الوضع الراهن المهين.

والمكابرة حينها ضرب من الجهالة والتخلف وعدم التبصر، وقلة النصَحة والزمالة الشورية المثمرة (وشاورهم في الأمر) سورة آل عمران .

وأرزاء الحياة ملاذات أخيرة للعاصي والمقصر والمستكبر.

وحضور الشيخوخة وكبر السن، وتوالي الأسقام فرص قد لا تتكرر إذا تغافل المرء عنها ولجّ في دنياه عابثا مترفا، ولم يحدث توبة أو تراجعا وانتفاضة، تزيل غبار الماضي!

لا يستطيع أحد الجزم بأنها الفرصة الأخيرة، ولكن تلوح في الأفق أنها قد لا تعود، لا سيما مع تعقد الحياة وكثرة تشعباتها، واعتقاد البعض خيبة الحظ، فالنبيه الذكي من استعجل أمره، واهتبل فرصته، ولَم يسوف، أو يتباطأ!

Exit mobile version