“رسالة إلي العميد.. استقم يرحمك الله”

بقلم – أحمد باهي
منصب المدير الفني لمنتخب مصر له مكانة و قيمة و أهمية كبيرة جدا لا تقل عن وزير مثلا – نقول مثلا – كونه يحمل أحلام ملايين المصريين في اللعبة الشعبية الأولى في مصر.
منصب شغله مدربون عظام منهم محمد الجندي وحمادة الشرقاوي عبده صالح الوحش و طه اسماعيل و محمود الجوهري و حسن شحاتة وهو منصب له وضعه و وقاره و يجب علي أن من يكلف به ان يتحلي بالحكمة و الوقار و الهيبة.
ما فعله حسام حسن بالأمس أقل ما يوصف به إنه إهانة و استهانة بقيمة و إسم منتخب مصر بل بقيمة مصر نفسها.
توسمنا في العميد خيرا و تخيلنا أن قراراته الإدارية و التربوية هي بمثابة مولد جنرال جديد للكرة المصرية و لكن مشهد إمبارح المسيء علي كل الاصعدة أعادنا مرة أخري لنقطة الصفر.
هذه الصورة المخجلة و التي سيدفع حسام ثمنها كثيرا في الفترة القادمة لا تساوي عشرات أو مئات الملايين التي تقاضاها مقابل هذه الحلقة المهينة.
شبه العميد في المؤتمر الصحفي عقب الفوز الاخير علي منتخب سيراليون نفسه بقائد عسكري علي الجبهة و معه لاعبون مقاتلون تبريرا لأسباب استبعاد أحد اللاعبين بعد تخاذله عن الانضمام للمنتخب في أكثر من مناسبة. فهل هذا مشهد يليق بقائد عسكري ان يظهر في برنامج مقالب بهذه التفاهة.
بل و الأدهى و الأمر تصريحاته في البرنامج عن نجم الفريق و عن انتمائه هو الشخصي و التي اثارت الجدل و فتحت باب الفتنة مرة أخري بين قطبي الكرة المصرية و كذلك تصريحه الاخر المتجاوز في حق رئيس اتحاد الكرة نفسه و تقليله أيضا من أحد أهم المدافعين في تاريخ منتخب مصر الحديث.
و هذا ليس بغريب حيث أنه من الواضح ان نغمة الفوز المستمر علي المنتخبات المتوسطة التي واجهها حسام حسن أوحت له انه من حقه أن يهاجم أي شخص حتى هاجم الوزير نفسه كما اشارت بعض التقارير بل و أساء لاعظم مدرب في تاريخ الكرة المصرية وهو المعلم حسن شحاتة بل و سخر من إنجازاته وهو لم يحقق عشرها حتي الآن.
خرج المركز الإعلامي الخاص بالكابتن حسام حسن كي يحاول رأب الصدع و يقلل من حدة تصريحاته كي لا يفقد المزيد من الشعبية في هذا التوقيت الحرج من مسيرته مع المنتخب.
لا خلاف أن حسام حسن إسم كبير و اسطورة من أساطير الكرة المصرية و هداف مصر التاريخي و ما زال له رصيد كبير في قلوب الملايين و لكن عليه ان يدرك أن هذا الرصيد قد اوشك علي النفاد و حتي لو نجح في مهمته “غير الصعبة” بالصعود لكأس العالم القادمة.
همسة في اذن العميد:- قبل أن تطالب لاعبيك بالاستقامة.. استقم أنت أولا يرحمك الله.