مقالات

احمد عفيفي يكتب : ( الشمسية ) وعرفناها .. نعمل ايه مع ( القمرية ) ؟!!!

بقلم الكاتب الصحفي – أحمد عفيفي

نخلي حكاية اللام القمرية دي اخر المقال لأنها مش حتستحمل غير كلمتين اقولهم واجري .. وخلينا دلوقتي في المسلسل اللي هز الشعب المصري والوطن العربي كله ، فردا فردا .. لانه مكنش مسلسل عادي .. ده بلوة سودا بعيد عنك وعن السامعين .. انا كان جسمي بيتنفض مع لقطات كتيرة منه وكمان بعيط زي العيال في مشاهد كتيرة جدا ، وبسأل نفسي : ايه الأداء العبقري ده لكل الممثلين .. وايه الكتابة العبقرية دي وعرض القضية بالشياكة دي كلها .. وازاى المخرج عرف يسيطر ويوجه وياخد من كل ممثل احسن ماعنده .. ومين الولد الصغير ده اللي اسمه يوسف ؟ازاى ادي بعظمة مشاهد توتره وترقبه وخوفه وقلقه وانكساره وخذلانه ، كلها بنظرة عنيه وتعابير وجهه، كأنه بقاله في الشغلانة دي عشرات السنين؟

………………

انا قريت طبعا ردود أفعال الملايين على المسلسل .. واتناقشت مع أصدقاء كتير حوالين انطباعات الناس ورعبهم على ولادهم بعد المسلسل .. وجاني رسائل على الخاص عايزيني اكتب عنه .. وانا بقالي كتير اوي لاعايز اكتب ولا قادر اكتب .. بس اللي شفته طوال ١٥ حلقة حركني وحفزني على الكتابة ، يمكن تكون عودة حميدة بعد انقطاع طويل ، أو يمكن يكون آخر مقال ليا .. الله اعلم.

………………

حتكلم بصفة خاصة جدا هنا عن يسرا اللوزي ( اللي انا بحبها جدا من ساعة ماشفتها في مسلسل ( دهشة ) مع يحي الفخراني من اكتر من ١٠ سنين .. دورها شبه الصامت في لام شمسية محير.. يخليك تشك في كل حاجة حواليها .. علاقتها بجوزها وسام وخوفها منه على بنتهم ( زينة ) .. من غير تصريح مباشر او تبرير لهذا الخوف .. هى خايفة على بنتها من ابوها، بس مش قادرة تمسك عليه فعل مباشر وواضح ، فتضطر تحط كاميرا في غرفة زينة ، وتقضي في المصحة النفسية اوقات اكتر بكتير من وجودها في بيتها.

وهنا كلنا بدأنا نسأل: معقولة يكون الاب تحرش ببنته؟… كان صعب جدا المخرج يجيب بشكل مباشر عن السؤال ده .. لكن كام لقطة في المسلسل بينت إجرام الأب مع بنته .. لقطة ل ( زينة ) قاعدة على الكرسي ولابسة بيجامة مطرزة بالنجوم ( مكافأة وسام لكل طفل لعب معه هذه اللعبة القدرة ) .. ودي إشارة غير مباشرة للفعل دون التصريح به .. وفي الحلقة الأخيرة وزينة خارج قاعة المحاكمة تنظر بتعاطف وتوحد إلى يوسف ، ( ضحية ابيها ) ، وتنادي عليه وتتأسف له ولنفسها ايضا عما جرى للاثنين.. ثم اللقطة الأهم ووسام يصعد عربة السجن وهى تنظر إليه من خلف قضبان حديدية ، كأنها ستظل سجينة فعلة ابيها طيلة سنوات عمرها.

شوفوا اللي متقلش صراحة ( لأنه تقيل اوي على النفس ) .. اتقال ازاى فنيا وتعبيريا ؟

………………

نفس الحكاية مع نيللي واللي عرفنا ان سبب اضطراب علاقتها الزوجية انها اتعرضت للتحرش وهى طفلة .. وكتير سألوا : معقولة لعب جارتها معها وهما أطفال، يدمر حياتها بالشكل ده .. وكلنا رحنا نتخيل لو بنتين صغيرين مع بعض وبيعملوا حاجة وهما مطمنين ان محدش شايفهم .. ايه أقصى حاجة ممكن يوصلوا ليها .. مجرد تلامس واحساس باللذة .. لكن مش ده اللي يخلي عند نيللي عقدة وهى كبيرة .. وسألت وعرفت ان السيناريو الأصلي مكنش كده .. سبب عقدة نيللي تحرش اببها بها وهى طفلة .. وطبعا كان هذا الجرم مش حيتقابل بسلاسة وطيب خاطر عندنا كمشاهدين .. كان حيبقى صدمة بشعة لينا كلنا ، وحيخلي الخوف يسكن جوانا بشكل مرضي وجنوني من اقرب الناس لينا.. عشان كده تم تجاوز هذا الفعل واللجوء إلى مبرر اخر لعقدة نيللي .. ورغم عدم قناعة الكثيرين.. الا أنه أقل وطأة من فداحة المشهد الأصلي ، واشارة ايضا ( مقبولة جدا ) للتنبيه ان التحرش له أوجه كثيرة ومرفوض بالقطع مهما كان الفاعلون ،ذكور او إناث.

………………

اجي بقى لسؤال الجميع.. ليه انتهى المسلسل بأغنية اسلمي يامصر .. واعتقادي ان مفيش ابدا تدخل رقابي للنهاية دي .. وده اللي أكده المخرج .. لكن الضرورة حتمت ان ننهى المسلسل بهذه الأغنية .. فالتحرش بأطفال اليوم هو تحرش بمستقبل وطن وجيل كامل .. نأمل كلنا انه يكون جيل سوي .. شباب اقوياء ماضيهم نظيف .. معندهمش سقطات ولا عقد .. جيل يعرف قيمة نفسه فيقدر يحافظ على قيمة وطنه.

…………………

طيب .. دي اللام الشمسية وكلنا عرفناها وحنسد البلاعة عشان محدش يقع فيها .. طب نقول ايه في اللام ( القمرية ) اللي متشافة على عينك ياتاجر ومنطوقة، يسمعها العيل في بطن أمه.. ومحدش فينا قادر يفتح بقه .. متهيألي اقفل على كده والا اللي حصل مع وسام يحصل لي .. والاقي بدل المتحرش الواحد ، مائة .. ومش اى تحرش يامحترم .. ده تحرش يجيب أجلك واجل اللي خلفوك.!!!

كل التفاعلات:

٢٦٢٦

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى