مقالات

” بعد رحيل سعد محمد وإبراهيم شيكا… هل خان الزمالك أبناءه ؟ “

بقلم: د. إيمان سكين

رسالة إلى إدارة نادي الزمالك

في وقت كانت فيه إدارة نادي الزمالك تجلس على طاولة التفاوض ، تحاول تأمين مبلغ يصل إلى 80 مليون جنيه لتجديد عقد أحد نجوم الفريق ، وتُناقش تفاصيل دقيقة تتعلق بعمولات ومطالب أسرية ، كان هناك لاعبان من أبناء النادي يصارعان مرض السرطان في صمت… دون دعم ، دون سؤال ، ودون حتى التفاتة إنسانية تليق بما قدماه للنادي .

إبراهيم شيكا و سعد محمد ، اسمان قد لا يلمعان في بورصة الانتقالات ، لكنهما من أبناء الزمالك الذين نشأوا في جدرانه ، وارتدوا قميصه، وقدموا كل ما لديهم من موهبة وانتماء .

حين واجه شيكا المرض ، لم يجد من ناديه من يسأل عنه أو يطمئن عليه ، بل كانت الصدمة الأكبر حين حاول التواصل مع رئيس النادي الكابتن (حسين لبيب) ، فكان الرد أن تم حظره (بلوك)، وكأن الطلب بالدعم أصبح جريمة.

المفارقة المؤلمة ، أن إبراهيم شيكا نفسه صرّح بأن الكابتن محمود الخطيب ، رئيس النادي الأهلي ، تواصل معه شخصيًا، وسأله عن حالته ، وطمأن عليه ، بل وعرض المساعدة إن كان بحاجة لأي شيء… وهو ليس من أبناء الأهلي، بل خصم تقليدي لناديه.

كيف يعقل أن يجد لاعب من أبناء الزمالك الدعم من رئيس نادٍ منافس ، بينما يُقابل بالجفاء من إدارة ناديه الأم ؟

أما سعد محمد ، اللاعب الشاب الذي خاض معركة شرسة مع المرض ، فظل في الظل ، دون دعم إعلامي أو مادي يُذكر من النادي الذي مثّله وارتدى شعاره ، وكأن الأزمة لا تخصّ أحدًا.

هل أصبح الدعم في نادي الزمالك يُمنح فقط وفق القيمة التسويقية؟
هل تُقاس إنسانية الكيان بقيمة اللاعب السوقية لا بانتمائه وتاريخه داخله؟
هل “ولاد النادي” مجرد مصطلح يُستخدم وقت الانتصارات فقط؟!!

المؤسسات العظيمة تُبنى على المبادئ ، قبل البطولات. وتاريخ الزمالك لا يُختزل في عدد كؤوس أو عقود لاعبين، بل في كيفية تعامل النادي مع أبنائه وقت الشدة .

لا أحد يُنكر حق زيزو أو غيره من النجوم في التقدير والتأمين المالي . لكن الكارثة حين يتحوّل الإنفاق إلى ترفٍ للبعض ، ويُصبح العلاج ترفاً لا يستحقه البعض الآخر ، فقط لأنهم لا يملكون صوتاً جماهيرياً قوياً ، أو وكيل أعمال صاحب نفوذ.

هذه الرسالة ليست هجوماً ، بل وقفة صادقة مع الذات ، ومع إدارة نادي عريق اسمه الزمالك .
وقفة تعيد الاعتبار لأسماء قد لا تعود للملاعب، لكنها تستحق أن تُحفظ في ذاكرة النادي لا أن تُنسى .

لأن التاريخ لا يرحم، والجمهور يرى كل شيء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى