“حانة البصل”

الكاتب أ / نشأت الديهي
للأديب الألمانى الكبير جونتر جراس صاحب نوبل وضمير ألمانيا، رواية ذائعة الصيت والشهرة هى «طبل الصفيح» وهى عمل ملحمى عظيم يستحق الاشادة والانتباه والقراءة، داخل هذه الرواية قصة مستوحاة من خيال الأديب العالمى هى «حانة البصل»، وهى التى يتجمع فيها الألمان بمحض ارادتهم لا لتناول الخمور والمشروبات الكحولية كما هو متوقع، ولكن ما يحدث داخل الحانة – وفقًا لخيال – جراس شئ مختلف تمامًا، حيث يقدم النادل «صحنًا فارغًا وسكينًا» لكل شخص يدخل الى الحانة، ويقدم لكل زبون على حدة «فحول البصل» ليقوم بتقشيرها وتقطيعها ثم تناولها لتبدأ الدموع تنساب من أعين رواد الحانة بشكل منفرد ليكفر عن ذنوبه ويعلن ندمه على ضحايا الحروب النازية من الابرياء وذلك من خلال هذه «الدموع البصلية!!!»، تذكرت هذه الرواية العظيمة عندما تابعت على مدار اسابيع هذا العبث الرخيص على منصات التواصل الاجتماعى والذى اتخذ من ارتفاع اسعار البصل فى فرصة للهجوم على كل شئ فى مصر، بدءًا من فحل البصل وصولاً إلى المشروع الوطنى والجمهورية الجديدة، لكن ما توقفت عنده هو موقف ثلة من المثقفين الباحثين عن نوبل والذين تحولوا إلى رموز الثقافة البصلية فى عصر المثقف البصلة، وددت لو قمت بتطبيق ما تخيله اديبنا الالمانى الكبير حيث يحضر هؤلاء الفحول إلى حانة البصل ويبدأ كل منهم فى تقشير البصل وتقطيعه استدرارًا لدموعه بحثًا عن التطهر من خطاياه والندم على ما اقترفت يداه، كم أراه ملائما لهؤلاء أن يدخلوا الحانة ويتفرغوا ما بقى من حياتهم لتقشير البصل واستدرار الدموع المزيفة فى عيونهم الوقحة.