“معبر رفح”.. أيقونة شموخ مصرية

الكاتب أ / عبد الرازق توفيق
الحديث عن معبر رفح.. ثرى وخصب ويحمل أبعاداً كثيرة.. فقد بات الآن أهم موقع يتحدث عنه ومنه العالم.. تحول إلى أيقونة مصرية للحقائق والصدق والشرف والوعى الحقيقى ورمز للشموخ.. هو شريان الحياة للأشقاء الفلسطينيين فى غزة.. ونافذتهم إلى العالم.. دحض وأجهض جميع الأكاذيب وحملات التشكيك والتشويه بسلاح الحقائق والواقع الثرى بالمواقف الشريفة.. أصبح قبلة يزورها قادة وسفراء العالم.. ومنصة يتحدثون منها إلى العالم.. يكشفون الحقائق.. ويفضحون الإجرام الصهيونى والسياسات اللاإنسانية.. فقد كان ومازال المعبر مفتوحاً على مصراعيه.. ولم ولن يغلق لكن آلة الإجرام الإسرائيلى قصفته 4 مرات من الجانب الفلسطيني.. جعلته مصر منصة للحقيقة.. ومنبراً يخاطب العالم على أرض الواقع يحمل الرسائل والثوابت المصرية.. لا تصفية.. لا تهجير.. لا توطين.. تلك خطوط حمراء دونها الرقاب.. معبر رفح أيضاً كان فرصة عظيمة ليرى العالم مسئولوه ووسائل إعلامه ما تحقق من معجزة على أرض سيناء فالجميع يتحرك فى أمن وأمان وسلام.. تلك هى العريش والشيخ زويد ورفح.. التى كانت قبل سنوات ساحة للقضاء على الإرهاب المدعوم والممول والآن باتت أكثر بقاع العالم أمناً وأماناً واستقراراً وعمراناً وتعميراً وتنمية.. فهذا هو مطار العريش يستقبل مئات الطائرات تحمل المساعدات الإنسانية من دول العالم للأشقاء فى غزة.. وأيضاً كان المعبر شاهداً على أن مصر العظيمة ترسل أكثر من 70٪ من حجم المساعدات الإنسانية إلى الأشقاء فى غزة.. أيضاً ميناء العريش «معبر رفح» كان ومازال شاهداً على الشموخ والشرف والصدق والقوة والقدرة المصرية.. لذلك عندما «ترسم ملامح» لقصة النجاح والفخر من «معبر رفح».. لابد أن تروى حكايات مضيئة متعددة الأبعاد تجسد ما وصلت إليه «مصر- السيسي» من مكانة وثقل عظيم.. لتعود إلى قيادة الأمة والمنطقة.
معبر رفح.. إحدى أشهر المناطق فى العالم.. هو بالنسبة لغزة شريان الحياة.. ولمصر طاقة فياضة من الشموخ وعبقرية الإدارة وحكمة القرار وشرف الموقف.. وهو الذى يفصل بين قطاع غزة والحدود المصرية.. وعلى مدار أيام الصراع الفلسطينى- الإسرائيلى منذ السابع من أكتوبر الماضى.. لم يتوقف الحديث عن معبر رفح.. سواء أحاديث الإفك والتشويه والأكاذيب.. أو أحاديث الشرف والحق والصدق والنبل والإنسانية والحسم والشموخ.
بداية.. معبر رفح البرى نافذة الفلسطينيين فى القطاع على العالم.. لم ولن يغلق ولو دقيقة واحدة.. وتعرض للقصف فى الجانب الفلسطينى أربع مرات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلى.. من أجل إحكام الحصار على الأشقاء الفلسطينيين والحيلولة دون دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والجرحى والمصابين من الفلسطينيين جراء القصف الهمجى من قبل قوات الكيان الصهيونى.. لكن مصر لم تسكت ولم تقف مكتوفة الأيدى حيال هذا السلوك الإجرامى.. وقررت أنه يجب دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية لنجدة وإنقاذ الأشقاء فى قطاع غزة.. لذلك اتخذت موقفاً حاسماً بعدم السماح بمرور الأجانب من معبر رفح إلا بعد دخول المساعدات الإنسانية.. ثم عدم دخول الأجانب إلا بعد دخول الجرحى والمصابين.. وواجهت مصر إجرام وتعنت إسرائيل بكل قوة وحسم وردع ومواقف قاطعة.
«معبر رفح».. شريان الحياة لقطاع غزة.. فقد كانت تدخل منه قبل الأحداث التى انطلقت فى ٧ اكتوبر الماضى 500 شاحنة تنطلق من الأراضى المصرية من خلال معبر رفح لسكان قطاع غزة.. توفر احتياجات الأشقاء المختلفة.. ومع اندلاع شرارة التصعيد الإسرائيلى الوحشى والهمجى أصبح معبر رفح «طوق النجاة» لإمداد الأشقاء بالمساعدات الإنسانية والإغاثية واحتياجات الفلسطينيين.
معبر رفح.. عنوان ورمز لقدرة مصر على التحدى وتنفيذ إرادتها.. فرغم صياح إسرائيل وهذيانها بعدم السماح بنفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.. إلا أن الإرادة المصرية انتصرت ودخلت قوافل وشاحنات المساعدات الإنسانية والوقود إلى سكان القطاع.. وبعد الوصول إلى الهدنة الإنسانية بفضل الوساطة والجهود المصرية بالتعاون مع الأشقاء فى قطر وأيضا الولايات المتحدة الأمريكية.. دخلت المساعدات الإنسانية بالقدر الذى يلبى احتياجات الفلسطينيين من سكان قطاع غزة.. ودخلت شاحنات الوقود ليكون منفذ رفح البرى طاقة الأمل للأشقاء فى فلسطين.
رغم الأكاذيب والشائعات وحملات التشويه والتشكيك التى أطلقتها منابر قوى الشر وأبواق الإخوان المجرمين العميلة ووسائل الإعلام المعادية ضد مصر.. إلا أن الواقع كشف زيف وبطلان هذه المزاعم بشهادة العالم الذى جاء متوافداً إلى معبر رفح يبحث عن الحقيقة.. سواء وسائل إعلام دولية وعالمية.. أو كبار المسئولين فى العالم.. أو سفراء دول العالم الذين جاءوا يحملون المساعدات الإنسانية لأهالى غزة.. شاهدوا بأعينهم ما يجرى فى معبر رفح والاطلاع على أرض الواقع على تفاصيل الموقف المصرى الشريف.. وما تقدمه للأشقاء من جهود ومساعدات.
معبر رفح.. أيقونة شموخ ونجاح مصرية.. فقد تصدت مصر لمحاولات ومخطط تصفية القضية الفلسطينية من خلال رفض قاطع وحاسم لتهجير الفلسطينيين قسرياً من أراضيهم فى غزة أو خارجها أو إجبارهم على النزوح إلى الأراضى المصرية من أجل تنفيذ مخطط التوطين.. وهو ما تصدت له مصر بحسم.. حفاظاً على أمنها القومى.. وكذلك منعاً لتصفية القضية الفلسطينية وحفاظاً على الحقوق المشروعة للشعب الشقيق.. لذلك فإن مصر عندما استقبلت ٩ ملايين لاجئ فارين من جحيم الفوضى والاقتتال الأهلى ومعركة الداخل بحثاً عن الأمن والأمان فى مصر.. وهو شأن داخلى بين أهل البيت الواحد.. وبما لا يؤدى إلى اختطاف أوطانهم من قوى خارجية محتلة واغتصاب حقوقهم.. أما فيما يتعلق بالموقف بالنسبة للأشقاء الفلسطينيين ورفض نزوحهم إلى الحدود المصرية إلى معبر رفح.. فإن هذا يجسد موقفاً نبيلاً وشريفاً وأميناً من مصر.. لأن تركهم لأرضهم فى غزة سوف يؤدى إلى عدم عودتهم مرة أخرى إليها.. وبالتالى عدم التفكير فى إقامة دولة فلسطينية مستقلة.. فلا يصح إقامة دولة على أرض بلا شعب.. فالفارق كبير بين الحالتين ومختلف تماماً.. فمصر التى استقبلت ٩ ملايين ضيف على أراضيها.. لا تقبل إلحاق الضرر والأذى وفقدان الوطن للأشقاء فى فلسطين وتمكين الكيان الصهيونى من تنفيذ مخططاته الشيطانية.. ونجحت مصر فى فرض إرادتها فى الانتصار لأمنها القومى وأيضا الانتصار لبقاء القضية الفلسطينية.. ليس هذا فحسب.. ولكن ترسيخ مفهوم حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.. لذلك فإن معبر رفح بات أيقونة للشرف وصدق المواقف.
«معبر رفح».. تحول إلى منصة عظمى للوعى الحقيقى والصدق.. سواء فى حضور وسائل الإعلام العالمية والمحلية.. أو توافد كبار المسئولين فى العالم.. مثل أنطونيو جوتيريش الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة.. وأيضا المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية.. وكذلك ولى العهد الأردنى.. ثم رئيسى وزراء اسبانيا وبلجيكا وتصريحات مدوية.. قصمت ظهر اسرائيل فى انحياز كامل للحق الفلسطينى ومشاهدة الوضع على أرض الواقع.. ثم سفراء الدول الذين رافقوا المساعدات الإنسانية والإغاثية التى قدمتها دولهم.. ليس هذا فحسب.. فقد تضمنت المؤتمرات الصحفية التى عقدها كبار المسئولين وقادة العالم أمام معبر رفح.. حقائق وتصريحات قوية تثبت الإجرام الصهيونى.. وهو ما لاقى مردوداً قوياً على مستوى الرأى العام العالمى.. وصادماً للكيان الصهيونى وكاشفاً للحقائق.
مصر نجحت فى تحويل معبر رفح إلى منصة عالمية لكشف الحقائق والإعلان عن الموقف المصرى الشامخ وتجديد التأكيد على ثوابته.. حيث عقد الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء مؤتمراً صحفياً عالمياً من معبر رفح أكد فيه أن مصر جاهزة ومستعدة لتقديم ملايين الأرواح والكثير من التضحيات حفاظاً على أمنها القومى وحماية لأراضيها.. وأيضا عقد ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات مؤتمراً صحفياً عالمياً بحضور وسائل الإعلام الدولية.. كشف فيه الكثير من الحقائق من على أرض الواقع.
معبر رفح.. تحول أيضا إلى منصة عالمية للوعى.. لقيمة ما حققته «مصر – السيسى» من إنجازات ونجاحات.. خاصة فيما يتعلق بملحمة سيناء ونجاح مصر فى القضاء على الإرهاب وتطهيرها من دنس التكفيريين والعملاء.. وكيف أصبحت واحة الأمن والأمان والاستقرار.. وما تشهده من تنمية وتعمير وما ينتظرها من مستقبل واعد.. بعد أن تتحول إلى مركز وثقل للاستثمارات العالمية فى مجالات الصناعة والزراعة والسياحة.. وشاهد العالم مطار العريش الذى يستقبل عشرات الطائرات التى تحمل المساعدات الإنسانية لدعم أهالى غزة.. كانت دعاية مجانية بصيغة عالمية عن نجاحات المصريين فى معركتى البقاء والبناء وصناعة الفارق.
معبر رفح.. رسم صورة مشرفة نفخر بها فى العقل الجمعى العالمى.. وصاغ تفاصيل الموقف المصرى الشريف والحاسم تجاه الأمن القومى المصرى أو القضية الفلسطينية.
أيضا معبر رفح.. كان ومازال طاقة الأمل للأشقاء فى غزة.. بعد نجاح الوساطة والجهود المصرية المكثفة بالتعاون مع الجانبين القطرى والأمريكى.. خاصة مع زيادة كبيرة فى دخول الشاحنات الخاصة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية وإمدادات الوقود.. لتخفيف معاناة الأشقاء الفلسطينيين.. وأيضا كان هو مركز تسليم الأسرى الإسرائيليين ضمن تبادل الأسرى بين الجانبين الفلسطينى والاسرائيلى.. ثم نقلهم إلى دولة الكيان.. وكذلك دخول أعداد كبيرة من الجرحى والمصابين الفلسطينيين لتلقى العلاج فى المستشفيات المصرية.. لذلك فإن معبر رفح هو جزء أساسى من النجاح الذى تحقق.. وشاهد على انتصار الإرادة المصرية فى التصدى لمخططات شيطانية مشبوهة فيما يتعلق بمحاولات تصفية القضية الفلسطينية وإجهاض مخطط التوطين على حساب الأراضى المصرية.. بفضل القوة والقدرة المصرية وحكمة ورؤية القيادة السياسية.
معبر رفح.. كان دائماً جزءاً أساسياً من الخطاب المصرى فى التعامل مع الأزمة.. خاصة فيما يتعلق بالرد بالوقائع والحقائق على المزاعم والأكاذيب التى تبنت محاولات بائسة وفاشلة لتشويه الدور المصرى.. لكن ما يجرى على أرض الواقع فى المعبر أجهض هذه المحاولات.. كما أن معبر رفح لم ولن يُغلق.. وهذا ما أدركه العالم سواء قبل الأزمة الراهنة.. حيث كانت الشاحنات تصل إلى 500 شاحنة يومياً.. وأيضا كان ومازال المتنفس للأشقاء الفلسطينيين فى دخول المساعدات والإمدادات الطبية والوقود.. لتخفيف حدة الأزمة القاسية بعد الإجرام الاسرائيلى.
معبر رفح.. شاهد على الشموخ المصرى.. وأيضا عقيدة الشرف والصدق وقوة الإرادة والحسم.. وأيضا طاقة للوعى بما تحقق فى سيناء من أمن واستقرار وبناء وتنمية ومستقبل واعد.. يتحرك الجميع فى سيناء الآن فى أمن وأمان واستقرار.
معبر رفح.. كان فرصة أمام الجميع لإدراك ما حققته «مصر- » وما لديها من قوة وقدرة على النجاح.. وكيف حولت مفاهيم بعض الدول الداعمة لإسرائيل إلى منحنى واتجاه آخر.. خاصة فى ظل المزايدات والمتاجرات على دور مصر والدعوات الباطلة لفتح معبر رفح أمام الأشقاء للنزوح سواء عن سوء نية أو جهل.. وقد ثبت للجميع صدق الرواية والسردية المصرية.. وعبقرية الرؤية والموقف المصرى.
معبر رفح.. جزء أصيل من عبقرية الإدارة المصرية للأزمة الراهنة بكل تفاصيلها.. خاصة فى تحوله إلى منصة للحقائق وحضور كبير لشهود العيان على أرض الواقع.. وتفوق الإرادة المصرية فى تحقيق مطالبها وتنفيذ موقفها والنجاح الكبير فى إدارة الأزمة.. وإدارة متميزة فى إحباط وإجهاض الأكاذيب التى روجت عن مصر وموقفها رغم أنها تفوقت فى كل شىء.. أداء ودعماً متعدداً وإنسانية وحفاظاً على القضية والحقوق المشروعة للفلسطينيين.
ما حدث فى «معبر رفح» على مدار أيام الأزمة الراهنة.. يعكس ويجسد تفوق الدولة المصرية وقدرتها على إدارة أزمات كبيرة.. وهزيمة قوى الشر وأكاذيبها ومخططاتها.. لذلك هو شاهد عيان على قوة وقدرة الدولة المصرية وإرادتها.. وكذلك نجاحاتها وإنجازاتها وإيصال رسالة للعالم.. أن ما وصلت إليه مصر بفضل رؤية قيادتها من بناء وتنمية ودور وثقل ومكانة لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يستطيع أن يفرض عليها أى إملاءات أو ما يخالف إرادتها وسيادتها وقرارها الوطنى المستقل.
الحقيقة.. أن توافد العالم على «معبر رفح» من الجانب المصرى على أرض سيناء الطاهرة.. جدير بالتسويق والترويج لبطولات وتضحيات وإنجازات ونجاحات المصريين.. فهذه الأرض التى كانت منذ سنوات قليلة ساحة للمواجهة مع الإرهاب الأسود المدعوم والممول من قوى الشر.. خاصة رفح وبئر العبد والشيخ زويد والعريش.. الآن فى أعلى درجات الأمن والأمان والاستقرار.. وبدليل أن هذه الغزارة غير المسبوقة فى التوافد على معبر رفح فى سيناء.. هو رسالة فخر واطمئنان وأمن وأمان.. بالإضافة إلى أن العالم أدرك أن هذه الأرض محصنة وهى مستقبل الدولة المصرية.. وكيف توليها هذا الاهتمام غير المسبوق فى مجال التنمية والتعمير.. تعرف العالم على مطار العريش وميناء العريش وشوارع سيناء وأرضها.. وكيف تنعم بالأمان.. وهو ما يستوجب التحية لأرواح شهداء مصر الأبرار من أبطال الجيش المصرى العظيم والشرطة الوطنية.. لذلك فإن معبر رفح طاقة فياضة وهائلة للوعى الحقيقى ورسم الصورة الذهنية المضيئة.
معبـر رفــح.. شاهد على قــوة وقدرة مصــر- السيسى وشــموخها وازدهـارهـا.. وأيضـا التحــول الكبير الذى صنعه الرئيس عبدالفتاح السيسى بعد أن أحبط مخطط الاختطاف والاقتطاع لجزء من أراضى سيناء لتكون سيناء خالدة فى أحضان الوطن.. طاهرة من دنس الإرهاب.. عامرة بالبناء والتنمية.. تتمتع بأعلى درجات الأمن والأمان والاستقرار.. وهو إنجاز لو تعلمون عظيم.. يجسد شموخ وإرادة ورؤية قيادة سياسية عظيمة.. انتشلت هذا الوطن من الضياع وأنقذت سيناء من الاستقطاع والاختطاف طبقاً لمؤامرة شيطانية للتوسع وتصفية القضية الفلسطينية وتوطين الفلسطينيين فى سيناء كجزء من مخطط اسرائيل الكبرى.
معبر رفح.. كان وسيظل عنواناً لدعم مصر التاريخى للقضية الفلسطينية والحفاظ على الحقوق المشروعة للأشقاء.