الواجهة الرئيسيةفن وثقافة

محمد فوزي..صوت رمضاني جعل المسحراتية في أزمة

في ليلة رمضانية ساحرة، وبينما كان عائدًا إلى منزله، لفت انتباه الموسيقار محمد فوزي صوت مسحراتي يجوب الشوارع بصوته العذب، ينادي على الناس لإيقاظهم للسحور. لم يكن مشهدًا عاديًا بالنسبة لفوزي، بل كان لحظة إلهام! وسرعان ما راودته فكرة مبتكرة: لماذا لا يقدم لحناً جديداً يوقظ النائمين ويضفي على قلوبهم بهجة رمضان؟

عاد فوزي إلى منزله مسرعًا، وأمسك بعوده ليبدأ في التلحين، فاندفع في عالمه الموسيقي حتى سرقه الوقت تمامًا، لدرجة أنه نسي أن يتسحر! لكنه لم يكترث، فقد كان شغوفًا بإخراج اللحن إلى النور.

وعندما أذيعت أغنية “المسحراتي” عبر الراديو، كانت المفاجأة! لم تقتصر ردود الأفعال على الإعجاب فحسب، بل تطورت إلى تصرفات غير متوقعة. فقد تلقى فوزي خطابًا من أحد المعجبين مرفقًا بحوالة مالية بقيمة خمسة وعشرين قرشًا، مع رسالة مؤثرة جاء فيها:
“أرجو أن تقبل الحوالة الموجودة، فهي تعويض عن المبلغ الذي كنت سأدفعه للمسحراتي في حينا، لكنني الآن أكتفي بأغنيتك التي تذاع وقت السحور، وأنت أحق بهذا المبلغ!”

ولم يتوقف الأمر عند ذلك، فقد تعامل بعض المستمعين مع فوزي كما لو كان هو المسحراتي الحقيقي! فبدأت تنهال عليه هدايا رمضانية تقليدية، مثل الكحك، والغريبة، والفطير، والبلح الإبريمي، كنوع من التقدير والعرفان لهذا الصوت الذي أضاف لمسة سحرية لرمضانهم.

هكذا، لم يكن محمد فوزي مجرد مطرب أو ملحن، بل كان “المسحراتي” الذي أضاء ليالي رمضان بصوته، واستبدله الجمهور بمسحراتي الحي، فاستحق أن ينال محبتهم وكرمهم الفريد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى