علاج الصداع النصفي (الشقيقة)

الصداع النصفي، المعروف أيضا باسم الشقيقة، هو حالة عصبية شائعة تؤثر على حوالي 12% من السكان، ويتميز بنوبات متكررة من الصداع الشديد الذي غالبا ما يصيب جانبا واحدا من الرأس، مصحوبا بأعراض مثل الغثيان، القيء، والحساسية للضوء والصوت.
وقد تستمر النوبات من 4 إلى 72 ساعة، وقد تكون مزمنة إذا حدثت 15 يوما أو أكثر شهريا.
وعلى الرغم من عدم وجود علاج نهائي، إلا أن العلاجات المتاحة تساعد في تخفيف الأعراض ومنع النوبات.
هذه المعلومات ليست بديلا عن استشارة الطبيب، ويجب زيارة متخصص (مثل طبيب أعصاب) لتشخيص دقيق وخطة علاجية شخصية، خاصة إذا كانت النوبات شديدة أو مصحوبة بأعراض خطيرة مثل ضعف البصر أو الارتباك.
أسباب ومحفزات الصداع النصفي
السبب الدقيق غير معروف تماما، لكنه يرتبط بتغيرات في الدماغ والجهاز العصبي، مثل توسع الأوعية الدموية أو اضطرابات في مستويات السيروتونين.
العوامل الوراثية تلعب دورا كبيرا، حيث يزيد خطر الإصابة إذا كان أحد الأقارب مصابا.
المحفزات الشائعة تشمل:
التوتر النفسي أو القلق.
التغيرات الهرمونية (خاصة عند النساء أثناء الدورة الشهرية أو الحمل).
نقص النوم أو الإفراط فيه.
بعض الأطعمة (مثل الشوكولاتة، الجبن، أو الكحول).
التعرض للضوء الساطع، الأصوات العالية، أو الروائح القوية.
الجفاف أو تخطي الوجبات.
أعراض الصداع النصفي
يمر الصداع النصفي عادة بمراحل:
المرحلة التمهيدية (الأورة): تحدث لدى 15-30% من المصابين، وتشمل اضطرابات بصرية (وميض أو بقع عمياء)، وخدر في الوجه أو اليدين، وصعوبة في الكلام (تستمر 5-60 دقيقة).
مرحلة الصداع: ألم نابض شديد في جانب واحد من الرأس، مع غثيان، قيء، وحساسية للضوء/الصوت.
المرحلة الختامية: إرهاق شديد أو اكتئاب بعد النوبة.
طرق العلاج
يعتمد العلاج على شدة النوبات وتكرارها، ويشمل خيارات حادة (للتخفيف الفوري) ووقائية (للمنع).
1. العلاجات الحادة (أثناء النوبة)
تهدف إلى إيقاف النوبة سريعا:
مسكنات الألم البسيطة: مثل الإيبوبروفين، الباراسيتامول، أو الأسبرين (لا تتجاوز 15 يوما شهريا لتجنب الصداع الناتج عن الإفراط).
أدوية التريبتان: مثل السوماتريبتان، فعالة للنوبات المتوسطة إلى الشديدة، وتعمل على تضييق الأوعية الدموية (تؤخذ في أقرب وقت).
مضادات الغثيان: مثل المتوكلوبراميد إذا كان هناك قيء.
أجهزة طبية: مثل التحفيز العصبي غير الغازي (مثل Cefaly)، معتمدة من FDA لتقليل الألم.
2. العلاجات الوقائية (للنوبات المتكررة)
توصف إذا حدثت أكثر من 4 نوبات شهريا:
أدوية يومية: مثل البروبرانولول (مضاد بيتا)، أو التوبيراميت (مضاد صرع)، أو مضادات الاكتئاب مثل الأميتريبتيلين.
أدوية حديثة: الأجسام المضادة لـ CGRP (مثل الإيرينوماب أو الجالكانيزوماب)، تحقن شهريا وتقلل النوبات بنسبة كبيرة.
البوتوكس: حقن كل 3 أشهر للحالات المزمنة.
3. العلاجات المنزلية والطبيعية
يمكن أن تكون فعالة كدعم، خاصة للنوبات الخفيفة:
الراحة في بيئة هادئة: استلق في غرفة مظلمة وباردة، وتجنب الشاشات.
الكمادات: باردة على الجبهة (15-20 دقيقة) لتخدير الألم، أو دافئة على الرقبة لإرخاء العضلات.
الترطيب والتغذية: اشرب الكثير من الماء، وتناول وجبات منتظمة. جرب شاي الزنجبيل لخصائصه المضادة للالتهابات.
مكملات غذائية: الريبوفلافين (فيتامين B2) للوقاية، أو المغنيسيوم (استشر الطبيب أولا).
التمارين والاسترخاء: اليوغا، التأمل، أو الوخز بالإبر قد يقلل التوتر.
حافظ على روتين نوم منتظم (7-9 ساعات يوميا).
مارس الرياضة بانتظام، لكن تجنب الإفراط.
سجل يوميات لتحديد المحفزات وتجنبها.
قلل الكافيين والكحول، وتناول نظاما غذائيا متوازنا.
إذا كانت النوبات شديدة أو مصحوبة بأعراض جديدة (مثل فقدان الرؤية أو الشلل)، توجه إلى الطوارئ فورا لاستبعاد مشكلات أخرى مثل السكتة الدماغية.
وللحصول على مساعدة متخصصة، يفضل زيارة طبيب أعصاب في مراكز مثل أندلوسيا أو الطبي.