من ينقذ الترسانة والأوليمبي ؟!

فى منتصف الستينيات من القرن الماضى تعرض فريق الكرة بالنادى الأهلي لهزة فنية كبيرة وتدهورت نتائجه بشكل غير مسبوق ، الأمر الذى أزعج جمهوره ومحبيه ، على الرغم من وجود عدد من النجوم الدوليين الكبار ، وحتى لا يزداد الأمر سوءا تدخل رئيس اتحاد الكرة وقتئذ عبد الحكيم عامر وكان يعرف بزملكاويته وفى نفس الوقت بحياده ، وقرر استدعاء الفريق عبد المحسن كامل مرتجي ليرأس النادى الأهلي ويعيد إليه انضباطه ، وتم وضع اللاعبين فى معسكر بثكنة عسكرية حتى يستعيد الفريق مستواه ومكانته المعروفة كبطل كبير ، ونجحت الخطة ، واستعاد الاهلي بريقه وهيبته ، حتى توقفت الكرة بسبب النكسة ، وعندما عادت ظهر الأهلي عملاقا فى السبعينيات ولازال ، وكان ايضا تحت قيادة الفريق مرتجي الذى تولى رئاسة النادى فيما بعد بالانتخاب .
نعيد ذكر هذه القصة ، لأن هناك هناك ناديين كبيريين فى طريقهما الأن إلى النسيان وطريق اللاعودة و كانا من السبعة الكبار فى الدورى حاملين اللقب ، وهما الأوليمبي والترسانة اللذان كانا منجمان للنجوم الكبار فى الماضى القريب والتاريخ يشهد على ذلك ، فقد تراجع الاثنان بشكل مخيف للغاية ، وهبطا إلى دورى القسم الثالث المسمى بالدرجة الثانية ، نتيجة الفشل فى السيطرة على الأمور الكروية لدرجة ان فريقهما يخسر من فرق لا تاريخ لها ولا باع فى اللعبة ، وهو أمر يدعو للحزن والدهشة فى وقت واحد ، خاصة أن الناديين لديهما شخصيات قيادية ممتازة ورغم ذلك النتيجة مخيبة للأمال .
بصراحة الترسانة والأوليمبي يحتاجان إلى من يمد لهما يد العون ، سواء من اتحاد الكرة أو مسؤولى وزارة الرياضة ، وهذا ليس بمثابة تدخلا حكوميا وانما هو حماية للتاريخ الكروي وتقديرا لقلعتين كرويتين قدما لمصر العديد من النجوم الدوليين الأبطال لا مجال لذكر اسمائهم هنا لأنهم كثيرون جدا ، وهذا التدخل بالطبع ليس تحيزا ضد أندية أخرى ، وانما هو تصحيح ضرورى لمسار الناديين كرويا ، لأن الجمعيات العمومية تستطيع حل المشاكل وحدها فى ادارة شؤون الكرة على ضوء الامكانيات المتاحة ، ومن هنا يجب ان يحظى الناديين بالاهتمام ليستعيدان هيبتهما ومكانتهما الأن قبل غدا .

Exit mobile version