بقلم جويس مارون
لبنان بلد الحرّيات والأقلّيات، ولطالما كان اللبنانيون روّاد فكرة العروبة.
واليوم بين الفيديرالية الطوائفية والهويّة السياسية الضائعة وبين عقدة خوف البعض من العروبة ما مصير لبنان ؟
وفقاً لميثاق الطائف (١٩٨٩) لبنان عربي الهويّة والانتماء، وجزء لا يتجزّأ من البلاد العربية .
إلاّ أن المواثيق السياسية ليست سوى انعكاس لموازين القوى الاجتماعية والاقتصادية، مواثيق تتاثّر بالتطورات في موازين القوى، وعليه ليس في امكان اي ميثاق ان يُبقي الى الابد على التوازن بين الطوائف في لبنان؛ كما ان محاولة الانقلاب اليوم على اي اتفاق دون وجود البديل الرضائي لن يقود البلاد سوى على الفتن والحروب.
لذلك من مصلحة الاطراف اللبنانيين كافّة التسليم بعروبة لبنان السياسية والحضارية وبذل الجهود للمحافظة على وحدة لبنان الكيانية الوطنية ، كما الحفاظ على ميثاق الطائف خاصّة في ظل الظروف الصعبة والانهيار التي يمر بها لبنان ولو مرحلياً حتى الاتفاق على البديل الرضائي درءاً لخطر الانفجار الاجتماعي وتفكيك لبنان.
وعليه ،على كافة اللبنانيين الايمان بعروبتهم والاعتزاز بلغتهم العربية والاندماج في مجتمعهم العربي خاصّة انه لا انعزال في زمن العولمة والعلاقات الدولية المتكافئة غدت ضرورة حياتيّة .
فمعظم العرب يحب لبنان، ويرون فيه نموذجاً للتعايش السلمي، والحلّ الامثل والجذري للمُعضلة اللبنانية هو التزام لبنان بوثيقة الوفاق الوطني وبدستور الطائف والتسليم باستقلالية لبنان وسيادته وعروبة هويّته في آن، وبكونه وطناً نهائياً لجميع ابنائه ما يوجب اليوم خروج اللبنانيين من مزارعهم الطائفية وتداعياتها السلبية على الهوية والانتماء الوطني، والعمل معاً لبناء دولة، الدولة المدنية الحديثة ، دولة المواطنية الحقوقية ، اعتماد سياسة النقي بالنفس والابتعاد عن حروب المحاور والمزايدات واعلاء المصلحة الوطنية والتصرف بمسؤولية، تسوية الخلافات والتعاضد فيما بينهم وتسريع جهودهم لتشكيل حكومة فوريّة مستقلة وفقاً للمبادرة الفرنسية قادرة على التعامل مع التحديات الراهنة وإعادة الهوية للبنان.