إيميليا داير قاتلة الرُضع الـ 400


وعلى ما يبدو، أن “داير” كان لديها طقوسها الخاصة عند قتل الأطفال والتخلص منهم في عدد كبير من الحالات المبلغ عنها، فكانت تخنق الأطفال الرضع بشريط أبيض، وبعد ذلك تلقى بهم في نهر التايم.
وعندما دخل الشرطة إلى مقر إقامتها، كان الجانب الأكثر إثارة للاشمئزاز من البحث هو رائحة اللحم الفاسد، التي امتدت من الخزائن في المطبخ وغرف النوم.
كانت “داير” أصغر أخواتها الخمسة، ويقال بأنها عانت طوال حياتها من مشاكل عقلية، وإنها نجت من محاولة انتحار خطيرة.

في عام 1861، انتقلت “داير” إلى مساكن في شارع ترينتي، بريستول، وتزوجت “جورج توماس” الذي كان يكبرها بـ35 عاما، وبعد زواجها تدربت كممرضة واستخدمت منزلها لتبني الأطفال غير الشرعيين.

في ذلك الوقت، لجأ مقدمو الرعاية عديمي الضمير إلى تجويع الأطفال لتوفير المال الذين يحصلون عليه مقابل الرعاية، وحتى كان بعضهم يعمل على إسراع وفاتهم بجرعات المواد الأفيونية المتوفرة بسهولة آنذاك، وكانت تلك طريقة شائعة.

بعد الإفراج عنها بقضية الإهمال والتسبب بمقتل الرضع، وفي مرحلة ما من حياتها المهنية في مجال تربية الأطفال، قررت “داير” التخلي عن الإهمال والمجاعة، وقتل الأطفال بطرق مروعة من أجل تحصيل معظم أو كل رسوم الرعاية.

وأدركت “داير” مدى حماقة إشراك الأطباء في إصدار شهادات الوفاة وبدأت في التخلص من الجثث بنفسها، ولكن أثارت الطبيعة غير المستقرة لأنشطتها الشكوك حولها، فانتقلت وعائلتها بشكل متكرر إلى مدن وبلدات مختلفة هربًا من الشكوك، وفي كل مرة تغير هويتها لإكتساب أعمال جديدة.
بدأ سقوطها مع تبني الطفلة “دوريس مارمون” التي شنقتها بشريط أبيض، بعد أن أخذت 10 جنيهات إسترلينية من والدتها التي اضطرت إلى إيداعها لرعاية أحدهم، وفي اليوم التالي استلمت “داير” طفلا آخر يدعى “هاري سيمونز”، وقررت قتله أيضا.

لم تجد “داير شريط أبيض لقتل الطفل البالغ من العمر 13 شهرا، ففكت الشريط من رقبة الطفلة “مارمون” وقتلت الصبي.

ورمت جثث الطفلين في نهر التايمز ملفوفين في ورق بلاستيكي مع ربطة محكمة بطوب ثقيل الوزن.
عدد ضحاياها من الرضع قد يصل إلى 400 طفلا

بعد العثور على جثث الطفلين، داهمت الشرطة منزل “داير” ووجدت رائحة التعفن وأدلة عديدة على جرائمها بحق الأطفال، وطبقا لحسابات الشرطة أنه في الأشهر القليلة الماضية وحدها، تم وضع ما لا يقل عن عشرين طفلاً تحت رعاية “داير”.

وطبقا لهذا المعدل، فإن التقديرات تقول أنه على مدى عقود، ربما قتلت “داير” أكثر من 400 طفل وطفلة، مما جعلها واحدة من أكثر قتلة الأطفال غزارة على الإطلاق.

في أربع دقائق ونصف فقط، وجدتها هيئة المحلفين مذنبة، وكتبت “داير” خمسة كتب إعتراف، وتم شنقها من قبل “جيمس بيلينجتون” في سجن نيوجيت يوم الأربعاء الموافق 10 يونيو عام 1896.

وعندما سئلت على سقالة الإعدام إذا كان لديها أي شيء تقوله، قالت “ليس لدي ما أقوله”، قبل أن تسقط جثتها في تمام الساعة التاسعة صباحًا.

Exit mobile version